27 فبراير 2025

معرض “خَفّفْ” للثنائي إبراهيم بنكيران وألكسندر شابليي بساحة الفدّان

معرض “خَفّفْ” للثنائي إبراهيم بنكيران وألكسندر شابليي بساحة الفدّان

 

يمثل معرض “خَفّفْ” للثنائي إبراهيم بنكيران وألكسندر شابليي دعوة إلى التمهل

والخروج من المسالك المألوفة المطروقة، واستكشاف طرق المغرب المنسية.

خلال رحلة ام دت من طنجة إلى أكادير، ومن آسفي إلى وجدة، انحاز هذان الفنانان لمنطق

التريث، وأفسحا المجال لعدسة التصوير كي تلتقط المشاهد على مهل، ليتذوقا كلَّ لحظة،

ويعانقا جمال اللقاءات العارضة والمناظر المتوالية في ذاكرة الطرق القديمة، تلك التي كان

إبراهيم بنكيران يذرعها في فترة طفولته، جالسًا في المقعد الخلفي لسيارة أبويه، خلال  مغرب السبعينيات. هي إذن عودة إلى الماضي البعيد، وغوص في أحلام اليقظة التي كانت

تداعب مخيلة  الطفل، وهو يراقب الإسفلت وسيل المناظر المتتابعة دون توقف. هي صور

للانهائي لم تفارق ذاكرته، ويعمل على تقاسمها في لقطات اقتنصها وهو يجوب الطرق.

صور للحركة، والعبور، وتوالي المشاهد. أما ألكسندر شابليي، فهو يجوب المغرب منذ أكثر

من اثنتي عشرة سنة، لكنه يتوق إلى الانعتاق من رتابة تنقلاته المهنية، ومن ثالوث “الطريق

السيار, العمل , النوم” ا لذي فرضته عليه إكراهات السفر المتكرر. ويدفعه فضوله ورغبته

في استعادة إيقاع الحياة الهادئ نحو الطرق الوطنية لتلك الفترة، حيث كان التمهل جزءًا من

الرحلة، وكان التوقف  للاستراحة والانفتاح على اللقاءات العارضة أمرًا طبيعيًا. وبعفوية

وبلاتكلف، ينجح في النفاذ إلى حميمية الأشخاص الذين يلتقيهم، وفي استحضار تلك اللحظات

البهية والمدهشة، عبر صور تقودنا خارج المسالك المطروقة.

يتقاسم ألكسندر وإبراهيم الطريق معًا. يقود ألكسندر ببطء، كي يغمر الرحلة بإيقاع هذه

الطرق المتهادي، ويمنح إبراهيم فسحة ليغرق في أحلام يقظته الفوتوغرافية. كلاهما

مستغرق في تأمل المشاهد، يتوقفان حيثما شاءا، بلا تخطيط مسبق.

لنستمع إلى الفنانين: “غادرنا الطرق السيارة للمغرب وسافرنا عبر الطرق الوطنية التي لم

يعد أحد يم ر منها. وهناك، على امتداد هذه الفضاءات المنسية، اكتشفنا إيقاعًا آخر للحياة.

ألقينا نظرتيْنا المتكاملتين والمتجاوبتيْن على المشهد عبر العدسة، بين انسياب الطريق وتوقف

الزمن .”يصف منظمو دورة 2024 للقاءات الفوتوغرافية في بولوني بيلانكور هذه السلسلة

من الصور بكونها “أنشودة تحتفي بالبطء، وبأحلام اليقظة، وبالبُعد الإنساني العميق الذي

يتكشّفَ  كلما أخذنا الوقت الكافي لإمعان النظر فيما وراء الأفق”. هذه الرحلة الفوتوغرافية مرافعة حقيقية لصالح تقبل الزمن الذي يمضي بلا توقف.

يجوب هذا المعرض، الذي ينظمه المعهد الفرنسي بالمغرب سنة 2025 ، عدة مدن مغربية،

من بينها الصويرة وأكادير والقنيطرة ومراكش والحسيمة والجديدة وطنجة والدار البيضاء

والناظور ومكناس وفاس والرباط.

ومن المقرَّ ر إصدار كتاب فني فاخر سنة 2025 ، يوثق هذه السلسلة الفوتوغرافية، وذلك

بتعاون مشترك بين منشورات هيميريا )فرنسا( ومنشورات مليكة )المغرب(.

تقديم الفنّانيْن:

التقى ألكسندر شابليي وإبراهيم بنكيران في مهرجان للتصوير الفوتوغرافي سنة 2016 .

وبعد بضع سنوات، خططا للعمل معًا على مشروع مشترك، فانطلقا في جولة فوتوغرافية في

فبراير 2020 ، قبل فترة وجيزة من أزمة كوفيد. وبعد عامين، استأنفا مشروعهما الذي

استمر لثلاث سنوات كاملة، وأسفر عن معرض “خَففْ “.

وُلد ألكسندر شابليي في باريس سنة 1981 ، وهو مقيم في المغرب. يتمتع بخبرة واسعة في

التصوير الفوتوغرافي لصالح قطاع الفنْدقة الراقية وعالم الموضة، ويوازن بين هذه

المشاريع وأبحاثه الفنية الخاصة. عُرضت أعماله في عدة معارض جماعية ومهرجانات فوتوغرافية.

ومنذ عام 2019 ، بدأ يركز في إنتاجاته الفوتوغرافية على مواضيع ذات طابع شخصي

وحميمي.

أما إبراهيم بنكيران، فقد وُلد سنة 1963 في ضواحي باريس، لكنه نشأ في الدار البيضاء،

حيث عاد إليها بعد أن بدأ مسيرته المهنية في باريس. منذ عام 2008 ،  كرس نفسه بالكامل

للتصوير الفوتوغرافي، حيث تُعرض أعماله بانتظام في عدة معارض ومهرجانات. وخلال

السنوات الأخيرة، وبالتوازي مع عمله في التصوير الوثائقي ضمن مجموعة هانس لوكاس،

شرع ير كز في صوره على مواضيع الانفلات من النمطية والتأمل .