ما هي أبرز التطورات بعد مقتل أكثر من 900 إسرائيلي و700 فلسطيني منذ بدء حماس هجومها على إسرائيل؟
منذ بدء العملية العسكرية التي شنتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس من قطاع غزة على إسرائيل (طوفان الأقصى) والرد الإسرائيلي بعملية (السيوف الحديدية)، جرت الكثير من التطورات، هذه أبرزها:
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية سقوط نحو 900 قتيل إسرائيلي منذ بدء الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية حماس في غلاف قطاع غزة.
ومع دخول الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة، مع ورود أنباء عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مقتل أكثر من 700 شخص بسبب الغارات الإسرائيلية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بمقتل صحفيين اثنين فجر اليوم الثلاثاء وإصابة ثالث جراء استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمكان عملهم في غزة.
وأفاد الوكالة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف برجا سكنيا في شارع المؤسسات بمحافظة غزة وتم تدميره بالكامل، وقُتل الصحفي سعيد الطويل من سكان محافظة رفح جنوباً، وهو رئيس تحرير موقع “الخامسة للأنباء”، والصحفي محمد صبح من سكان غزة، ويعمل مصوراً لوكالة “خبر”.
والصحفي هشام النواجحة من سكان محافظة رفح أصيب بـ”جراح خطيرة” أدخل على إثرها غرفة العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي، بحسب وفا.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك اشتباكات تدور مع مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى منطقة كفار سعد في غلاف غزة في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
وهددت حركة حماس في بيان لها مساء الاثنين “بإعدام الرهائن المدنيين” لديها في حال استمرار القصف على سكان قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس”إن كل استهداف لشعبنا بدون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين”.
وأضاف أبو عبيدة “في اليوم الثالث من الهجوم المباغث الذي نفذته الحركة انطلاقا من قطاع غزة بحرا وبرا وجوا، قررنا أن نضع حدا للإجرام الصهيوني الفاشي ضد أبناء شعبنا. العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنخاطبه باللغة التي يعرفها”.
وكان المتحدث افاد في بيان نشر على الموقع الرسمي للكتائب “قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة أدى إلى مقتل أربعة من أسرى العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام”.
كما أعلن الناطق باسم حركة حماس في وقت لاحق، استمرار القتال بين أعضاء الحركة وجنود إسرائيليين في عدة محاور.
الولايات المتحدة: لا نية لإرسال قوات برية أمريكية إلى إسرائيل
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تسعى إلى تلبية كل ما تحتاجه إسرائيل في أسرع وقت ممكن، مضيفا: “إذا احتجنا تمويلا دفاعيا إضافيا لإسرائيل فسوف نطلب ذلك من الكونغرس”.
وأضاف أن بلاده لا تعتزم إرسال قوات برية أميركية بعد هجوم حماس على إسرائيل، لكنها ستحمي المصالح الأميركية في المنطقة.
اتصالات مصرية مع السعودية وتركيا
ومن ناحية أخرى، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي، التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وما يشكله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد لاستقرار المنطقة.
وشدد الزعيمان على أهمية ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة وتغليب صوت العقل ومسار التهدئة، منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وخروجها عن السيطرة.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تناول خلاله الرئيسان جهود احتواء التصعيد، في ظل التطورات المتلاحقة وعواقبها المحتملة على أمن واستقرار المنطقة.
حصار كامل على غزة
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنه أمر بفرض حصار كامل على قطاع غزة، وقطع إمدادات الكهرباء والطعام والوقود وإغلاق كل شيء.
وتواصل حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مستهدفة القدس ومطار بن غوريون على مقربة من مدينتي تل أبيب وعسقلان.
ونفى متحدث باسم هيئة المطارات الإسرائيلية أي سقوط صاروخي على المطار، ردا على إعلان حماس إطلاق وابل آخر من الصواريخ مستهدفة مطار بن غوريون.
وكانت العديد من شركات الطيران، من بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا وطيران الإمارات والخطوط الجوية الأمريكية، قد علّقت رحلاتها إلى تل أبيب، بيد أن بعض الرحلات غادرت المطار.
كما تحدثت أنباء عن مقتل 12 تايلانديا، ضمن آلاف التايلانديين الذين يعملون في الزراعة بالقرب من حدود غزة، خلال هجوم حماس، فضلا عن احتجاز أحد عشر آخرين كرهائن.
وتدرس نيبال بالمثل خططا تهدف إلى إجلاء مواطنيها بعد وفاة عشرة منهم، كما أجلت المجر وبولندا 300 من مواطنيهما على متن ثلاث طائرات.
وتفاقم أزمة الكهرباء ونقص الإمدادت الغذائية الوضع المتردي في قطاع غزة الذي يعاني من ظروف معيشية قاسية في ظل الحرب الدائرة، والتي نجم عنها إغلاق المعابر وقطع التيار الكهربائي بنسبة 80 في المئة بموجب قرار رسمي من الحكومة الإسرائيلية.
كما ألقت الأزمة بظلال قاسية على المنظومة الصحية المتهالكة أصلا في القطاع، والتي تعاني منذ سنوات من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في تصريحات صحفية، إن استهداف الأحياء السكنية بشكل مباغت وعنيف بالطائرات الإسرائيلية يلقى بظلال قاسية على المنظومة الصحية لا سيما وأنه يتسبب في سقوط ضحايا من قتلى وجرحى في ظل ما وصفه بامكانيات دوائية بسيطة لديهم قد لا تصمد طويلا امام حالة الحرب الحالية.
وطالب القدرة المجتمع الدولي بمساعدتهم على إثر انقطاع الكهرباء ونقص ما يزيد على 60 في المئة من المستهلكات الطبية.
فجر الاثنين:
شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة فجر الاثنين في مناطق مختلفة من قطاع غزة بعشرات الصواريخ ما أدى لمقتل العشرات وإصابة المئات وتدمير واسع في البنية التحتية، ومن أبرز هذه الغارات قصف منزل في مخيم البشيت في رفح على ساكنيه ما أدى لمقتل 18 فردا وفقا لمصادر طبية.
وفي بيت حانون شمال قطاع غزة كثف الطيران الحربي الإسرائيلي قصف المدينة بوابل كبير من الصواريخ ما أدى لدمار واسع في عدد من المنازل وتدمير طرق وشوارع رئيسية وشبكات المياه والكهرباء، وأدى القصف العنيف وقطع الطرق لتعطيل حركة سيارات الإسعاف وعدم تمكنها من الوصول للمصابين.
وقُتل خمسة أشخاص آخرون في غارات جوية على منزل مأهول بالسكان يعود لعائلة أبو العمرين في خان يونس، وفقا لشهود عيان، كما دمرت الطائرات الإسرائيلية مسجدا في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة ما أدى لأضرار بالغة في المنازل المجاورة والعديد من القتلى والجرحى، وفقا لوزارة الداخلية.
من الجانب الإسرائيلي، تواصل ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 700 وأكثر من ألفي جريح بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الجيش في مقطع فيديو إن “هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل”.
وأضاف إنها سابقة بأن يُقتل هذا العدد من الإسرائيليين ب “عمل عدائي” كهذا في يوم واحد، وقارن المتحدث باسم الجيش بين ما قامت به حركة حماس وهجوم 11 سبتمبر الذي ضرب الولايات المتحدة.
كما أكد الجيش الإسرائيلي تعرضه لـ “المفاجأة الكبيرة” بالقدرة العسكرية لحركة حماس والتي تواصل هجماتها حتى الاثنين، كما حشد الجيش الإسرائيلي من القوات الاحتياطية قرابة 110 آلاف جندي جنوبي إسرائيل.
وبالنسبة للبلدات القريبة من الحدود مع غزة أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجلاء جميع سكانها خلال الساعات المقبلة.
يوم الأحد:
طاردت القوات الإسرائيلية مئات المقاتلين الفلسطينيين الذين تسللوا إلى أراضيها كما تواصل قصف قطاع غزة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن “ثماني بلدات جنوب إسرائيل مازالت حتى اللحظة (يوم الأحد) تحت تهديد إرهابيي حماس”، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان حرب على حماس، قائلا “ستكون صعبة وباهظة لكن سننتصر فيها”.
وقالت كتائب القسام إنها ستعلن عن عدد الأسرى الإسرائيليين لديها، مشيرة إلى أنها وجهت ضربة صاروخية “كبيرة” لسديروت “بـ 100 صاروخ ردا على استهداف البيوت الآمنة”. من جهته، أحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق أكثر من 3000 صاروخ من قطاع غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ قصفاً مدفعياً على مناطق جنوب لبنان رداً على إطلاق نار من المنطقة، بحسب بيان رسمي أصدره الجيش الإسرائيلي صباح الأحد.
وأضاف البيان أن “المدفعية الإسرائيلية قصفت المنطقة التي جاء منها إطلاق نار في لبنان” دون أن يوضح طبيعة الهجوم.
في ذات الوقت تواصل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات وألحق “دمارا كبيرا في الأبراج السكنية والشقق وممتلكات المواطنين”.
يوم السبت
وكانت حركة حماس الفلسطينية قد نفذت هجمات مفاجئة على الأراضي الإسرائيلية أسفرت عن سقوط المئات من الجرحى والقتلى.
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة ليل السبت عن سقوط المئات من القتلى في القطاع بعد القصف الإسرائيلي.
وبثت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر أسر مقاتليها لعدد من الجنود الإسرائيليين، كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي احتجازها “عدداً من الجنود الإسرائيليين”.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يستخدم الجيش الإسرائيلي “كل قوته للقضاء على حماس”.
وقال: “سنضربهم حتى النهاية و ننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي ألحقوه بإسرائيل وشعبها”.
وأكدت إسرائيل أنها في حالة حرب، وتنفذ ضربات ضد أهداف تابعة لحماس في غزة.
ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى ترك القطاع المحاصر منذ أعوام طويلة، مؤكداً أن قواته ستقوم بتدمير مخابئ الحركة.
يعتبر هذا التصعيد الأعنف بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي.
دخل مسلحون الأراضي الإسرائيلية باستخدام الدراجات النارية والقوارب، في حين تم إطلاق وابل من آلاف الصواريخ من قطاع غزة، في عملية أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد وقعت معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وقوات الأمن في جنوب إسرائيل.
وتقول حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما أسرتا عشرات الرهائن الإسرائيليين.
ويعتبر هذا التصعيد الأعنف بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي.
ووصفت مراسلة بي بي سي في رام الله إيمان عريقات بالمشهد الحالي بأنه “الأول من نوعه في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.”
وجاء هذا التصعيد في اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة أسابيع من القتال.
كيف ردت إسرائيل على الهجمات؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “إسرائيل في حالة حرب، وليست في عملية عسكرية”.
وأوضح نتنياهو أنه أصدر تعليماته في البداية بتنظيف التجمعات السكنية ممن سمّاهم “بالإرهابيين” الذين اقتحموها.
وحذر نتنياهو من أن “العدو سيدفع ثمناً غير مسبوق”، مشيراً إلى أنه أمر “بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط وللرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو”.
ووقع وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمرا يقضي بوقف تزويد الكهرباء إلى قطاع غزة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي اسم “السيوف الحديدية” على العملية العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك “برية” ضد مقاتلين فلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء “بالمظلات” بحرا وبرا.
وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي إن إسرائيل في حالة حرب.
واتخذت الشرطة الإسرائيلية في جنوب البلاد وضعا قتاليا لمواجهة هجوم مفاجئ شنه مسلحون من حركة حماس، إذ وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على استدعاء جنود احتياط بشكل واسع لأداء مهام مطلوبة في مجموعة متنوعة من الوحدات، وفقًا لاحتياجات الجيش الإسرائيلي بحسب ما جاء عن مكتب وزارة الدفاع.
ما هي كتائب القسام؟
تعد “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس.
وبعد تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، تبنت حماس هدفا مزدوجا، تمثل في شن كفاح مسلح ضد إسرائيل، بقيادة جناحها العسكري، بالإضافة إلى تنفيذ برامج للرعاية الاجتماعية.
وانخرطت الحركة في العملية السياسية الفلسطينية، منذ عام 2005، عندما سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة، وفازت في الانتخابات التشريعية عام 2006، قبل أن تعزز سلطتها في غزة في العام التالي بالإطاحة بحركة فتح المنافسة، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.
ومنذ ذلك الوقت نفذ المسلحون في غزة عددا من العمليات الكبرى في الصراع مع إسرائيل.
وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، فضلا عن قوى أخرى، حركة حماس عموما، أو في بعض الحالات جناحها العسكري، على أنها جماعة إرهابية.
كما أصدرت محكمة مصرية حكما في 2015 تصنف فيه كتائب عز الدين القسام “تنظيما إرهابيا”، وهو حكم نددت به مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، واصفة إياه بأنه “ظالم للفلسطينيين”، ولا يخدم مصلحة المصريين.