“برلمان” النقابة الوطنية للصحافة المغربية يبعث من الرباط إشارات على عدة مستويات
عقد المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية دورته العادية، طيلة يوم السبت 23 شتنبر بالرباط، حيث استهل الاجتماع بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الزلزال الذي ضرب ستة أقاليم وعمالة (مراكش، الحوز، شيشاوة، تارودانت، أزيلال وورزازات). وبهده المناسبة الأليمة يتقدم أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي بأصدق عبارات التعازي والمواساة لأسر وعائلات الضحايا، ومن خلالهم إلى الشعب المغربي في هذا المصاب الجلل، وبالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وفي هذا الصدد؛ يسجل المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة بكل اعتزاز أيضا القدرات الكبيرة التي أبانت عنها بلادنا في مواجهة تداعيات هذه الفاجعة التي ألمت بالشعب المغربي في زمن قياسي، إن على الصعيد الشعبي أو المؤسساتي.
ويقدر بكل اعتزاز وافتخار الجهود الكبيرة التي بذلت بقيادة جلالة الملك محمد السادس لتطويق الفاجعة ومعالجة عواقبها المباشرة، والحد من تداعياتها في زمن قياسي، وتعلن النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن انخراطها الكامل في مسلسل التعبئة العامة الهادفة إلى معالجة ما ترتب عن الفاجعة.
وتدعو النقابة، بالمناسبة، جميع الجهات الرسمية وغيرها، إلى مواصلة الجهود بكل حرص ومسؤولية لضمان تنزيل سليم للبرنامج الاستعجالي الخاص بإعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، والذي أعلن عن تفاصيله العامة في البلاغ الصادر عن الديوان الملكي.
إن المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يعبر ،في هذا الشأن، عن اعتزازه بالأدوار الهامة و الطلائعية التي قام بها الصحافيون و الصحافيات المغاربة، منذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، ومنها الجهود الجبارة التي بذلت من طرف وسائل الإعلام العمومية، سواء في الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية والقناة الثانية و قناة ميدي 1 تيفي، إذ نجحت هذه القنوات في كسب رهان مواكبة الحدث، رغم النقص الكبير في توفير وسائل و شروط العمل، خصوصا ما يتعلق بالنقص في الموارد البشرية، وفي المعدات، ونتطلع إلى أن يمثل هذا الأداء مرجعا و حافزا حقيقيا لإعطاء الإعلام العمومي ما يستحقه من عناية و من اهتمام.
كما أن وكالة المغرب العربي للأنباء والصحف الوطنية والمواقع الإعلامية الوطنية الجادة والمسؤولة، أكدت بما قدمه صحافيوها والعاملون بها من تضحيات وما أنتجته من محتويات إعلامية نموذجية ورائدة، قدرة المشهد الإعلامي الوطني على مواجهة التحديات كافة.
كما يسجل المجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية باستياء كبير استمرار ممارسات مسيئة لمهنة الصحافة و للمهنيين الحقيقيين، خصوصا من طرف أشخاص متطفلين على هذه المهنة النبيلة، ومن طرف بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي .حيث لوحظ تركيز هؤلاء على التفاهات بهدف كسب مزيد من المعجبين ونشر الأخبار الزائفة التي تمثل أكبر و أخطر تهديد في لحظات تدبير الأزمات، وتعتبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن ما حدث في هذا الشأن يزيد من أهمية تنظيم وتقنين القطاع بما يخدم المصلحة العامة للبلاد و يحصن هذه المهنة .
ويثمن المجلس الوطني قيادة النقابة لهذا الحدث ومتابعته عبر خلية الأزمة ولجنة اليقظة والرصد ويحيي مجهودات الفرعين الجهويين بمراكش وأكادير على عملها الميداني الهام
ومن جهة أخرى فإن المجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، يؤكد تبنيه الكامل والمطلق لما صدر من طرف قيادة النقابة في شأن الحملة المسعورة التي تقودها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد بلادنا، مركزة فيها على مؤسساتنا الدستورية بشكل متكامل ومنسق بما لا يدع مجالا لأدنى شك، بأن وسائل الإعلام هذه تقوم بأدوار أدوات تنفيذ لخدمة أهداف سياسية.
ويعبر المجلس الوطني الفيدرالي عن استهجانه الشديد للأوصاف القدحية الرخيصة التي نعتت بها جريدة (شارلي ايبدو) الفرنسية زملاء مهنة في الصحافة الوطنية عبر نقابتهم المركزية، مجسدة بذلك المستوى المنحط الذي وصل إليه جزء من الإعلام الفرنسي.
والمجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية يرفض رفضا باتا مبادلة جريدة (شارلي ايبدو) لعبتها المفضوحة. ويصر على التأكيد على حق الجميع في التعبير عن آرائه وأفكاره بما يجسد الحق في الاختلاف والتعدد، وتؤكد أن الإشكال لا يتمثل في إطلاق العنان للعبارات، وللرسوم الحاطة من كرامة الأشخاص والمؤسسات، كما تصر على ذلك جريدة (شارلي إيبدو)، بل يتمثل أساسا في القدرة على إنتاج محتويات إعلامية مهنية تحترم قواعد المهنة وشروطها، بعيدا عن الخلفيات السياسية، وكذا في القدرة على النقاش والتعبير عن الآراء والأفكار وتقبل الآخر في إطار تعدد وتنوع حقيقيين.
ولذلك يؤكد المجلس الوطني الفدرالي أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية غير معنية إطلاقا بمضمون الخلاف الذي تحاول جريدة (شارلي إيبدو ) فرضه لتغيير طبيعة الخلاف و النقاش، و أنها تترفع بعمق أخلاقي عن هذا المستوى الذي وصلت إليه هذه الجريدة .و يعتبر أن صحافيي و مسؤولي هذه الجريدة يمارسون تحريضا ضد أنفسهم .
من جهة أخرى ناقش أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية باستفاضة كبيرة وعميقة أوضاع الصحافة والصحافيين في بلادنا، وللأداء النقابي للنقابة في هذه الظروف الدقيقة.
وفي هذا الصدد يعبر المجلس الوطني الفيدرالي عن مساندته لمسار المفاوضات مع مختلف الأطراف، وفي مقدمتهم الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، ويبارك المكاسب الهامة التي تحققت لحد الآن، ويطالب بإجبارية تنفيذ الالتزامات المتفق عليها على جميع المؤسسات الإعلامية المستفيدة من الدعم المالي، والذي الذي كان مشروطا بتطبيق مضامين الاتفاق الاجتماعي.
كما يطالب المجلس الوطني الفيدرالي في هذا الصدد، الحكومة المغربية بضرورة الإسراع بإصدار المرسوم الخاص بالدعم والذي يجب تضمينه شرط تطبيق الاتفاقية الجماعية مقابل الاستفادة من الدعم المالي العمومي، ويطالب من جميع الأطراف الإسراع بالاتفاق على الصيغة النهائية للاتفاقية الجماعية.
وبعد مصادقة المجلس الوطني على العرضين الأدبي والمالي اللذين قدمهما باسم المكتب التنفيذي الزميلان عبد الله البقالي رئيس النقابة، ومحمد حجيوي أمين المال، قرر المجلس الوطني الفيدرالي تنظيم المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أيام 15 و16 و17 دجنبر 2023 ببوزنيقة. وصادق بالإجماع على تشكيل اللجنة التحضيرية من أعضاء المجلس الوطني برئاسة رئيس المجلس الزميل عبد الكبير اخشيشن.
وصادقت اللجنة التحضيرية على اللجان المقترحة ورؤسائها ويتعلق الأمر ب:
- لجنة القوانين والأنظمة (برئاسة الزميل مصطفى العباسي).
- لجنة التنظيم واللوجستيك (انتخاب الزميل المهدي مورين مساعدا لرئيس النقابة الزميل عبد الله البقالي).
- ولجنة الاستشراف المهني (برئاسة الزميلة نبيلة أزرقان).