2 نونبر 2024

كلمة الدكتورة ليلى مزيان بنجلون خلال حفل تسليمها جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بإشبيلية

كلمة الدكتورة ليلى مزيان بنجلون خلال حفل تسليمها جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بإشبيلية

سيدي الرئيس،
أصحاب السمو،
سيداتي، سادتي،

إنه لفخر عظيم أن يتم تكريمي بهذه الجائزة المرموقة التي تمنحها لي مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط. هذه الجائزة تمثل إشادة كبيرة لشخصي ولمختلف العاملين معي.

اسمحوا لي بأن أهب هذه الجائزة لعدد من الشخصيات البارزة التي منحتني دعمها وثقتها، ومن خلالهم، كل من مكنني، منذ سنوات عدة، رجالا ونساء، من أن أحوز معنى أكبر لحياتنا جميعا.

أجل، أن أحوز معنى أكبر لهذه الحياة المكتملة، إذ ولدنا في نقطة التقاء عدة ثقافات: أمازيغية وعربية وإيبيرية.

منذ ثلاثين سنة ونحن نسعى من أجل مستقبل الأجيال الصاعدة حتى نقلص من الفجوات التعليمية بفضل برنامجنا التعليمي الرقمي ونهجنا متعدد اللغات.

لقد استثمرت مؤسساتنا في مجالات عدة، ولكن الاستثمار الذي يملؤنا فخرا هو دون شك استثمارنا في التعليم. إذ نرى ثمرة هذا الاستثمار يوما بعد يوم على محيّا الأطفال، وخاصة الفتيات، الذين يزاولون دراستهم في مدارسنا، ونراها في نماءهم الذاتي وفي سعادتهم البريئة.

إن الجهود التي بذلناها، بتعدد أبعادها، سواء تحت لواء مؤسسة BMCE Bank أو مؤسسة عائلة مزيان بنجلون، ما كانت إلا مرآة لهذا التنوع ولهذا الثراء الذي يميز شعبنا ويشكل هويتنا.
ومن بين هذه الجهود، دعوني أذكر:

المحافظة على التراث الحرفي المغربي والتراث غير المادي، المرتبط خاصة باللغات الأم ومنها على وجه الخصوص الأمازيغية.
إعادة تهيأة المعالم الضاربة بجذورها في غور القرون كالمدرسة أبو عنانية بفاس أو ضريح الشرفاء السعديين في مراكش أو أيضا قصبة آيت حمو بالأطلس.
بعث فضاءات مخصصة للمتاحف بمدن الدار البيضاء والناظور، وفضاءات مخصصة للمعارض كما هو الشأن في مدينة غرناطة.
تعزيز التعليم الأساسي في الوسط القروي في المغرب وغيرها من الدول الأفريقية لفائدة السكان المهمشين عامة وخاصة الفتيات والنساء من أجل النهوض بها وتمكينها.

أصحاب السمو،
سيداتي، سادتي،

اسمحوا لي بأن أعبر عن شكري وامتناني للسيد الرئيس ولأعضاء لجنة تحكيم النسخة الأولى من جائزة البحر الأبيض المتوسط الموقرين، فإن منحونا هذه الجائزة فما هي إلا تشجيع لنا حتى نواصل جهودنا ونثابر لتكون أفعالنا مرآة لعقيدتنا.

كما أعبر عن عمق شكري للأقدار لما عشناه من لحظات فرح وسعادة.

إنها لحظات كهذه التي نعيشها معا اليوم التي تذكرنا بتعدد أبعاد علاقة المملكة المغربية ومملكة إسبانيا، فهي علاقة اقتصادية واجتماعية وثقافية وإنسانية.

كما تؤكد لحظات كهذه على قوة وثبات العلاقات بين بلدينا، إذ هي علاقات تتخذ من تاريخنا ساسا وتتجدد باستمرار نحو غد واعد ومصير مشترك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *