مولاي بوسلهام.. بوابة الغرب السياحية متى يزول التهميش والجريمة وانتشار الأمراض؟؟؟
تعيش جماعة مولاي بوسلهام، إقليم القنيطرة، وضعا كارثيا، يجعل العيش فيها مأساويا، بسبب غياب أدنى الشروط البسيطة لحفظ كرامة ساكنتها، من فرص شغل ونظافة وبنية تحتية لازمة
وتغرق مولاي بوسلهام، في أكوام من الأزبال، التي تنتشر بمختلف أرجاء الجماعة بشكل عشوائي، دون أن تتكلف السلطات المعنية عناء نفسها جمعها، أو توفير شاحنات لذات الغرض، مما يُشكل تهديدا حقيقيا لسكان المنطقة، وما قد تُسببه تلك النفايات من أمراض فتاكة ومعدية.
كما أن عشرات الأبقار والأغنام، التي تنتشر بكثرة بمختلف أزقة وشوارع المنطقة، تقتات من تلك الأزبال، دون أن يلفت المسؤولين للوضع، رغم خطورته على تلك الحيوانات وعلى حياة مالكيها.
وتشوه تلك الحالة القاتمة صورة مولاي بوسلهام، التي تعد قبلة للسياح من مختلف الجنسيات، لكونها منطقة سياحية بحكم شريطها البحري المتميز والهدوء الذي يطبع الشاطئ الجميل المتواجد بها.
ورغم أن بوابة الغرب السياحية، التي يقطنها حوالي 000 27 نسمة، استفادت من المشاريع التنموية في إطار المخطط الاستراتيجي للتنمية المستدامة بإقليم القنيطرة، الذي أشرف على انطلاقته الملك محمد السادس سنة 2015، إلا أنها لا تظل ترزح تحت وطأة التهميش، في صمت تام للجهات المسؤولة.
ووصل الأمر لدرجة أن المطرح الذي يتواجد بالمنطقة، صار هو الآخر ملجأ للحيوانات من أبقار وأغنام وكلاب ضاله تقتات على نفاياته التي يخلفها ساكنة المنطقة، رغم وجود شركة مكلفة بالقطاع؛ إلا أن دورها يظل محدودا ويغلب عليه طابع العشوائية في رمي المخلفات المنزلية والفلاحية.
كما أن المطرح البديل، الذي شُيد بمعايير دولية من طرف وزارة البيئة بميزانية قدرت بـ 1 مليار سنتيم لنقل النفايات المذكورة إليه وإعادة تدويرها، ظلت أبوابه مغلقة، في حين أن التجهيزات التي وضعت لهذا الغرض أصبحت متلاشية، ومنها التي تعرضت للسرقة وأخرى للتخريب. بينما دخلت الجمعيات المدنية والحقوقية المحلية على الخط، وسبق أن نددت بهذه الكارثة البيئية التي تهدد مستقبل الغابة المجاورة له وبحيرة المرجة الزرقاء.
وأقدم المسؤولون المحليون على محاولات ”مُحتشمة”، غالبا ما تأخذ طابعا انتخابيا، لإنجاز مشاريع تنموية وسكنية بالقرب، إلا أنها تظل عالقة إلى أجل غير مسمى، ليتم إحياء الحديث عنها، خلال كل موسم انتخابي.
وتفوح روائح كريهة من مختلف أركان مولاي بوسلهام، لدرجة أن المسؤولين أنفسهم، وموظفين في الإدارات العمومية المحلية والأطر التربوية، لم يسلموا منها، بل خلفت أمراضا مثل حساسية الجلد وضيق، وأمراض خطيرة أخرى تنقلها الحشرات.
كما تشهد المنطقة انتشارا مُكثفا للجريمة وتفشي ظواهر الدعارة والسرقة والمخدرات.
ورغم الجهود الذي تقوم بها مصالح الدرك الملكي لوقف تلك الظواهر، إلا أن الأمر، يتطلب؛ وفق فاعلين جمعويين محليين؛ مقاربة جذرية، بتوفير فرص الشغل لشباب المنطقة، وتهيئة دار للشباب وملاعب، وغيرها من المشاريع التي تبعدهم عن عالم الجريمة، مادام أن المقاربة الأمنية لا تجدي نفعا بالشكل المطلوب.
وتشهد البنية التحتية بدورها على وقع كارثي، إذ أن الطريق المؤدي إليها، خصوصا بمدخل الجماعة، عبارة عن حفر، باتت تُشكل خطرا على مستعمليها، وينطبق نفس الوضع على مختلف الأزقة، في غياب لأي التفاتة من المسؤولين.
كما أن جماعة مولاي بوسلهام، تغرق في ظلام دامس ليلا، بسبب غياب الإنارة العمومية، في حين أن المركز الصحي الوحيد بالمنطقة مُغلق لأزيد من ثلاث سنوات، ما يُجبر الساكنة على قطع عشرات الكيلومترات، من أجل الحصول على العلاج بسوق الأربعاء الغرب.
ويتطلب الوضع؛ وفق فعاليات مجتمعية محلية؛ تدخلا عاجلا من قبل من يهمهم الأمر، قبل أن يتفاقم الأمر، لإخراج هذه المنطقة السياحية الجميلة، من واقعها المأساوي، والنهوض بتنميتها على اعتبار أنها قطبا سياحيا يتوفر على موارد بشرية ومؤهلات طبيعية، تجعل وضعها أفضل مما عليه الآن.