14غشت.. ذكرى وطنية مشرقة لشباب إقليم وادي الذهب
نحتفي يوم 14 غشت من كل سنة بذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب استحضارا لمحطة تاريخية كبرى تعكس قيم الوفاء.
والولاء بين ساكنة وادي الذهب والعرش العلوي المجيد، وتجسيدا للأدوار البطولية لجيش التحرير من أجل تحقيق الوحدة
الترابية لبلادنا، وتكريسا لمسار تنموي متميز إمتد لأزيد من أربعة عقود. في البداية لابد لي أن أقف عند مفهوم ومعنى
كلمة ذكرى استرجاع وادي الذهب. إن معنى كلمة ذكرى هو ما ينطبع في الذا ِكرة، ويبقى فيها. فيما وادي الذهب هو أحد
أقاليم الصحراء المغربية، وعاصمته الداخلة. و ذكرى استرجاع وادي الذهب هو عيد وطني سنوي ليوم تم َّيز بحدث هام
جدا، هو استرجاع جوهرة الجنوب، عروس البحرولؤلؤة الجنوب المغربي المعروفة بجمالها الصحراوي المغربي
السالب للأنفاس. فبعد استرجاع طرفاية سنة 1958 مرورا بإقليم سيدي إيفني سنة 1969 ثم الساقية الحمراء في إطار
المسيرة الخضراء سنة 1975 تم استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب سنة 1979.
إن أكثر ما مميز هذه الذكرى هو كون كل جهات المملكة وأقاليمها شمالا وجنوبا، شرقا وغربا تحتفي بأقصى إقليم في
الجنوب المغربي إقليم وادي الذهب، تخليدا لبيعة أجدادنا وشيوخنا بين يدي جلالة الملك، المغفور له الحسن الثاني طيب
الل ثراه و تأكيدًا على تشبثنا بمغربيتنا ووحدتنا الترابية. فمضامين وثيقة البيعة تجسد الولاء التام لأمير المؤمنين وتوضح
حجم الإعتزاز بقيم الإنتماء لمملكتنا. وها نحن اليوم، شباب إقليم وادي الذهب على خطى أجدادنا نجدد بيعتنا وولائنا
برغبة صادقة وإرادة حرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الل وأيده. كما نعتبر هذه الذكرى
فرصة هامة من أجل الإستفادة من الدروس التاريخية في دفاع قبائل الصحراء المغربية عن الوحدة الترابية والعرش
العلوي المجيد. ومن هذا المنطلق، نتطلع إلى تعزيز دورنا كشباب للانخراط في ركب التنمية التي تعرفها جهة الداخلة
وادي الذهب خاصة كونها صلة الوصل بين بلادنا وإفريقيا علاوة على كونها كذلك قطبا اقتصاديا دوليا بارزا.
لقد عرف إقليم وادي الذهب منذ إسترجاعه دفعة تنموية مهمة على جميع المستويات. إنجازات ومكاسب تحققت بفضل
الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة للأقاليم الجنوبية من خلال إطلاق مشاريع كبرى و جديدة. نذكر على سبيل المثال لا
الحصر، مشروع الطريق السريع “تزنيت الداخلة” ، ومشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيجعل من الداخلة قطبا
تجاريا دوليا يربط افريقيا باوروبا، ومشروعين اساسيين يدعمان البنية التحية من قبيل ربط جهة الداخلة وادي الذهب
بالشبكة الوطنية للكهرباء ومشروع تحلية مياه البحر. كل هذا وغيره يأكد السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد
السادس التي تهدف الى النهوض بالاقاليم الجنوبية وتطويرها.
و تحسبا لما ينتظرنا من تحديات تنموية ورهانات اقتصادية متعلقة بالنموذج التنموي الجديد والبرامج المهيكلة التي
تستهدف الشقين الاجتماعي والاقتصادي بأقاليمنا الجنوبية، واعتبارا لما تحتاجه قضيتنا الوطنية من جهود وتضحيات،
نتطلع إلى مزيد من التعبئة لتعزيز دورنا كشباب للمشاركة في بناء مغرب قوي يستجيب للرؤية الملكية الحكيمة ويحترم
الثوابت الدينية والوطنية للملكة المغربية. ويبقى دائما هذا الارتباط والتلاحم بين ساكنة الاقاليم الجنوبية والعرش من جهة،
وبين الشمال والجنوب من جهة أخرى في إطار من الوفاء والإخلاص ضامنا لاستمرارية دولتنا ووطننا المغرب، رغم
كل الأزمات والمكائد في جو يسوده الأمن والأمان والتنمية والازدهار والاستقرار والرخاء
بقلم لمام بوسيف
رئيس الجمعية الجهوية للشباب الرائد في الاقتصاد والسياسة
بجهة الداخلة وادي الذهب