4 نونبر 2024

يوم ثقافي مغربي بفالنسيا الإسبانية.. المملكة حاضرة بقوة في المهرجان

يوم ثقافي مغربي بفالنسيا الإسبانية.. المملكة حاضرة بقوة في المهرجان

عاشت مدينة فالنسيا خلال يوم السبت الأخير يوما ثقافيا بامتياز في إطار فعاليات مهرجان لاس فاياس « Las fallas » فالنسيا، الذي يحظى بإشعاع دولي كبير ويعتبر تراثا إنسانيا عالميا أدرج سنة 2016 في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
يعود تاريخ إقامة هذا المهرجان في مدينة فالنسيا إلى القرن الثامن عشر ويؤدي دوراً هاماً في إحياء العديد من الفعاليات ذات الصلة بطرق الحرير التاريخية. كما يشكل مصدر فخر للسكان المحليين ويسهم في الترويج للهوية الثقافية لجهة فالنسيا ويرفع من مواردها السياحة.
تميز مهرجان هذه السنة بدعوة القنصلية العامة للمملكة لتنظيم يوم ثقافي مغربي في إطار الاحتفالات التي تعرفها منطقة نوفا كامبانار التي يتواجد بها مقر القنصلية، علما أن هذه الفرصة قد أتيحت لأول مرة لبلد وثقافة أخرى من طرف المسؤولين عن المهرجان. وقد استفادت القنصلية المغربية من هذا الامتياز للتعريف بالموروث الثقافي المغربي والمخزون التراثي الأصيل الضارب جذوره في تاريخ المغرب العريق.
انطلقت فعاليات اليوم الثقافي المغربي ابتداء من الساعة العاشرة صباحا حيث عاش المغاربة و أصدقائهم الإسبان أجواء مغربية بهيجة، وتحولت ساحة الاحتفال إلى فضاء مغربي انتقلت إليها جميع طقوس الاحتفالات المغربية بتفاصيلها الدقيقة ليتم الاعتراف من الحاضرين أن المغرب انتقل إلى فالنسيا بأزيائه و عاداته وفنه ومطبخه، حيث تم نصب خيمة مغربية أصيلة تتوسط ساحة المهرجان و بجانبها معارض خصصت للتعريف بمختلف أنواع منتوجات الصناعة التقليدية المغربية، إضافة إلى عرض بعض المأكولات التي تجسد التنوع والغنى الثقافي للمجتمع المغربي، علاوة على عرض الخياطة المغربية التقليدية التي أخذت مساحة كبيرة من خلال عرض لأزياء القفطان المغربي الأصيل، وتجسيد للعرس المغربي التقليدي بالعمارية والفولكلور المرافق له.
فيما كان للموسيقى المغربية حضور لافت حيث كان يتم استقبال الزوار بمدخل المهرجان على نغمات الدقة المراكشية ومجموعة كناوة، وفي الخيمة المغربية الكبرى على نغمات الموسيقى الأندلسية الأصيلة مصحوبة بالترحيب بالشاي والحلويات المغربية التقليدية في جو مغربي يخيل للزائر وكأنه يعيش وسط أجواء عرس مغربي أو مدينة مغربية.
وخلال سهرة المساء وجه السيد القنصل العام للمملكة المغربية بفالنسيا كلمة للمدعوين عبر فيها عن أهمية مثل هذه المبادرات الثقافية في تعزيز التقارب الثقافي والتعاون بين المجتمعات، كما جدد فيها عن مواساته لضحايا الحريق الذي عرفته فالنسيا وعن شكره العميق بهذه المناسبة للفالنسيين و المؤسسات الفالنسية عن دعمهم للمغرب خلال فترة الزلزال الذي عرفته منطقة الحوز في شهر شتنبر الأخير.
تخلل برنامج السهرة عرضا للمؤهلات السياحية للمغرب، قدمته متخصصة في مجال التسويق السياحي ومقدمة لبرنامج إذاعي معروف يدعى “صباح فالينسيا ” Es la mañana de Valencia” بإذاعة “Es Radio Valencia”، تدعى السيدة “كلارا ستريمز” على ضوء أسفارها المتعددة للمغرب وتجربتها في زيارة ما يقارب 70 دولة في العالم. كما تخلل السهرة عرضين لإبداعات القفطان المغربي بألوانه وتصاميمه، قدمتهما مصممتين مغربيتين مقيمتين بجهة فالينسيا، شدا انتباه الجميع لاسيما الجمهور الاسباني.
مباشرة بعد ذلك أقام السيد القنصل العام للمملكة المغربية مأدبة عشاء على شرف المدعوين من ممثلي السلطة المحلية وقناصلة معتمدون بجهة فالينسيا يمثلون كل من هولندا والولايات المتحدة الأمريكية والاكوادور، ورافق هذا الحفل منوعات موسيقية من تقديم فريق مغربي مكون من مطربين لآلة العود وآلة الكمان نالت إعجاب وتصفيقات الحضور.
قبل الختام تم تبادل كلمات الشكر بين السيد القنصل المغربي والمسؤول الاسباني عن تنظيم المهرجان، حيث تم توشيح القنصل المغربي بوسام عضو شرف “Fallero de honor” اعترافا من هيئة المهرجان بالمجهودات التي بذلها لإنجاح هذا الاحتفال والتي عبرت كذلك عن رغبتها في الاستمرار في تنظيم نسخ مقبلة بشكل مشترك.
وفي الأخير تم اختتام الاحتفالات بهذا اليوم الثقافي بطقوس العمارية المغربية، حيث تم الاحتفال بالفتاتين الاسبانيتين الممثلتين لمهرجان لاس فاياس لمنطقة كامبانار بالعمارية على أصوات الزغاريد ونغمات الدقة المراكشية التي امتدت أهازيجها إلى الثانية بعد منتصف الليل وسط تصفيقات وإعجاب الحاضرين بالموروث الثقافي المغربي الأصيل.