وفايات رجال الأمن بالمغرب… الحقيقة من وجهة نظر مغايرة
لعل من الصعب الحديث عن الوفايات في صفوف رجال الأمن أو أي مهنة أخرى دون التوفر على إحصاءات دقيقة أما إذا أراد المرء الخوض في الأسباب فتلك مغامرة مشوبة بالكثير من الخطورة والمنعطفات في غياب دراسات علمية رصينة أما الحديث عن حالة واحدة أو ثانية أو ثالثة لوفاة رجل أمن هنا وهناك على أهميتها فإن الأمر يبقى ظاهرة طبيعية لا ترقى لكي توصف بالحدث ولا تحتاج مقالا تركيبيا أو حتى تعليقا.
ويرى مراقبون أن الموت يبقى مسألة قضاء وقدر ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بمهنة المتوفى سواء أكان يشتغل في صفوف الأمن أو لا كما أن حالات الوفايات تبقى ظاهرة عادية يلعب فيها القدر لعبته أكثر من أي شيء أو معطى أو عامل آخر، وبأن الموت أو الوفايات ليست حكرا على رجال الأمن وحدهم ففي كل المهن هناك وفايات تتباين نسبتها من مهنة لأخرى ولا ترتبط بانتماء المتوفى لسلك الأمن من عدمه.
واعتبر المراقبون أنفسهم أن الحديث عن كون المتوفي رجل أمن بسبب الإجهاد أو ضغط العمل يبقى كلاما مردودا على صاحبه وغير مؤسس على قواعد صلبة ومهزوز جدا ورغم أن طبيعة مهنة الأمن ومهمة رجل الأمن في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين جسيمة وخاصة جدا إلا أن هذا الأمر لا يمكن الاعتماد عليه في تفسير “موت الفجأة”، في صفوف الأمنيين إذ لا توجد في الحقيقة أسباب وإجابات منطقية لتفسير الموت بشكل عام لأنه يبقى أمرا من اختصاص الخالق هو الأعلم به وبالتالي الدخول في أي نقاشات من قبيل محاولة تفسير وفايات رجال الأمن عبر القيام بإسقاطات خاطئة فيه نوع حتى من الاعتراض على قضاء الله وقدره.
وأوضح المراقبون أنفسهم بأن ظروف العمل والاشتغال في صفوف جهاز الأمن تغيرت كثيرا اليوم أكثر من أي وقت مضى وباتت تصب في صالح تجويد أداء ومهمة رجل الأمن مع الحفاظ له حتى على هيبته التي يستمدها من شرف ونبل المهنة.