هل هي نهاية الاتحاد الدستوري ؟… شلل بمقر الحزب وساجد يعقد اجتماعاته اليومية بكاليفورنيا بالدار البيضاء
عبد الله آيت يحي
على بعد أسابيع قليلة من إنتخابات 8 شتنبر 2021 مازال الغموض يلف جنبات المقر المركزي لحزب الاتحاد الدستوري الذي لم يعرف أدنى حركية أو استقبال الوافدين الجدد أو على الأقل اجتماعات لتدارس ملفات المترشحين للإنتخابات المقبلة كما جرت العادة في كل الانتخابات السابقة ، اللهم من الزيارات المكوكية التي يقوم بها محمد ساجد وبعض أعضائه لتزكية المترشحين بمقرات بعض الأقاليم ، ودون ذلك يظل مقر الحزب فارغا كمن يقول :
يا طارق الباب رفقًا حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدارِ أصحاب
تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنهُ لم يكن أُنسٌ وأحبابُ
ارحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج ردًا فأهل الود قد راحوا
ولترحمِ الدار .. لا توقظ مواجعها
للدور روحٌ.. كما للناس أرواحُ
وقد كشف مصدرنا أن الأمين العام محمد ساجد حول سكناه الفيلا الجميلة بحي كاليفورنيا إلى مقر للإجتماعات الماراطونية وهي الفيلا التي جمع فيها حشود المصوتين له للفوز برئاسة عمدة الدار البيضاء في 23 شتنبر 2003
وتشير المصادر أن الخلاف مازال متوثرا بين كتلتين منذ محاولة إدريس الراضي
بالإطاحة بالأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد ساجد، والتي طالبت فيها اللجنة التصحيحية عقد المجلس الوطني للاتحاد الدستوري وهو ما أشعل في وقت سابق فتيل الصراع بين اللجنة التحضيرية التي يتزعمها إدريس الراضي وقيادة الحزب “الأمين العام”.
وكانت اللجنة التحضيرية قررت في اجتماعها المنعقد بتاريخ 12 يناير الماضي، عقد اجتماع المجلس الوطني يوم 6 فبراير الموالي ، بمدينة القنيطرة.
وجاء الرد من قبل الأمانة العامة للحزب، التي أعلنت أن قرار تحديد تاريخ ومكان انعقاد المجلس الوطني، يدخل ضمن اختصاص الهياكل التقريرية للحزب، مشيرة إلى أن ما تم الإعلان عنه يعتبر تطاولا وتجاوزا للمهمة الموكولة للجنة من طرف المكتب السياسي.
وأكدت الأمانة العامة، في بلاغ سابق لها، أن مهمة هذه اللجنة منحصرة في إعداد تصور لاجتماع المجلس الوطني، على أساس من التوافق والانسجام وتقديم نتائج عملها للمكتب السياسي للتداول فيه.
مسؤول حزبي، أكد بأن حزب الحصان يعيش أصعب أيامه في ظل إبعاد محمد تملدو من إدارته للحزب، مؤكدا أن غالبية منتخبي الحزب في الولاية الحالية، لن يترشحوا باسم الحزب، خوفا من الطعون التي ستعقب الانتخابات، بفعل أن الحزب لم يعقد مؤتمره ومجلسه الوطني منذ سنوات.
ويروج بين مناضلي حزب الحصان أن إدريس الراضي يفكر احتياطيا خوفا بأن لا يتم تزكيته من حزب الحصان ويبحث في عروض الانضمام إلى التجمع الوطني للأحرار لملأ فراغ هذا الحزب بمنطقة الغرب الشراردة ، في حالة وافق عزيز أخنوش على انضمامه ، أو حزب الاتحاد الاشتراكي، ليلتحق بابن عمه عبد الواحد الراضي القيادي التاريخي في حزب الوردة ،
ويسود الإعتقاد أن إدريس الراضي عقد اجتماعا موسعا مع عبد الواحد الراضي، حضره رؤساء جماعات في جهة الغرب، وأعضاء من المجلس الوطني للحزب الدستوري، بهدف وضع الترتيبات اللازمة لأجل الالتحاق الجماعي بحزب الاتحاد الاشتراكي، وخوض غمار الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة بلون الوردة الإشتراكية
من مصادرنا أيضا أن القيادي بحزب الاتحاد الدستوري، إدريس الراضي، قد حسم أمره بالترشح في الانتخابات المهنية الخاصة بمجلس المستشارين، بصفة “لامنتمي” في ظل الاحتقان الذي يعيشه حزب الاتحاد الدستوري منذ شهور.
وحسب المصدر ذاته، فإدريس الراضي اختار البحث عن منصب مستشار بالبرلمان، عن طريق الترشح بدون لون حزبي، خوفا من الطعون، وكذا للحصول على دعم الفائزين في الإنتخابات المهنية الخاصة بمجلس المستشارين عن قطاع الفلاحة، حيث سيترشح الراضي بالغرفة الفلاحية لجهة الرباط.
وأوضح ذات المصدر، بأن ادريس الراضي، لن يعود للعمل داخل حزب الاتحاد الدستوري، إلى حين مغادرة محمد ساجد الأمين العام الحالي للحزب، مضيفا بوجود تخوفات لعدم قدرة الحزب الحصول على فريق بمجلس النواب.
فيما تتوالى الإتصالات المكوكية بين ذووي النيات لمصلحة الحزب بعقد جلسة صلح وتصالح بين الجميع وبين الأمين العام محمد ساجد وإدريس الراضي على الخصوص .