هل طال النسيان وحدة التبرع بالدم “دار بوعزة”؟
في الوقت الذي تنتظر فيه ساكنة إقليم النواصر، بشغف كبير افتتاح وحدة التبرع بالدم الوحيدة على مستوى تراب الإقليم، خاصة أن هذه الأخيرة باتت جاهزة لتبدأ في استقبال المتبرعين وفقا لما رصدته صحيفة “المغربي اليوم”.
“الوضع المبهم” للوحدة دفع مهتمين بالشأن الصحي، لطرح التساؤل حول مأل البناية المشيدة داخل أسوار المستشفى الإقليمي بتراب جماعة دار بوعزة، بعد أن طالها النسيان لمدة تجاوزت السنتين رغم أن المعطيات التي توصلنا بها تؤكد أنها جاهزة لتبدأ العمل.
وستمكن هذه الوحدة بعد اشتغالها من الاستجابة لجزء كبير من الحاجيات المتزايدة للساكنة من هذه المادة الحيوية، من خلال تزويد المستشفى الإقليمي، ليكون بذلك قادرا على استقبال الحالات الحرجة التي تكون في حاجة عاجلة للدم وكذلك التعامل مع النساء الحوامل في حال وقوع نزيف حاد.
ويضطر الوافدون على مستشفى مولاي الحسن لتكبد عناء التنقل إلى مركز الجهوي للتحاقن البعيد بعشرات الكيلومترات لتبدأ بذلك رحلة أخرى من المعاناة عنوانها “الانتظار” وفي بعض الحالات قد تتحول لسوء المعاملة حسب شهدات متعددة لمرضى، علما أن اقرب وحدة دم لدار بوعزة المركز تتواجد بتراب عمالة الحي حسني هي الأخرى غالبا ما تكون أبوابها مقفلة.
وتساءل بعض الجمعوين في تصريحات خصوا بها “المغربي اليوم” حول الهدف من إنشاء وحدة “دار بوعزة” وتجهيزها، مادامت الجهات المسؤولة غير قادرة على تشغيلها ولربما لا تفكر بتشغيلها من الأساس شأنها شأن وحدات أخرى بتراب جهة الدار البيضاء سطات..
من جهته أكد المختار أيت طالب رئيس جمعية الحاج موح للمتبرعين بالدم، أنه ولحدود الساعة يجهل أسباب “التأخر في الافتتاح”، علما أن الجمعية التي يرأسها، واكبت تشييد الوحدة وكانت حاضرة بشكل رسمي (حسب وثائق اطلعنا عليها) في جميع المراحل والاجتماعات والترتيبات الخاصة بالأشغال وتجهيز المقر.
وشدد أيت طالب في معرض حديثه لصحيفة “المغربي اليوم” على أن جمعية “الحاج موح” على أتم الاستعداد لاستكمال العمل تحت إشراف المركز وجندت لذلك عدد من أطرها بعد أن تلقوا تكوينات في المجال، وذلك إدراك منها لحاجة الساكنة لهذه المادة الحيوية واستكمالا للعمل التطوعي الذي بدأته قبل سنوات.
وتساءل رئيس جمعية “الحاج موح” عن الجهة المسؤولة عن التأخر في افتتاح الوحدة التابثة بدار بوعزة، خاصة أن المركزالجهوي للتحاقن بالدم، باعتباره المسؤول الأول عن تجهيز الاليات اللازمة لتوفير هذه المادة الحيوية للمرضى على مستوي الإقليمي والجهوي، شيد الوحدة وجهزها بكل الاليات الضرورية، لكنها مازالت “معطلة” لمدة تجاوزت سنتين.
وتابع المتحدث نفسه أن المركز لم يوقع لحدود هذه اللحظة اتفاقية شراكة كانت موضوع اتفاق مبدئي بين المركز وجمعية “الحاج موح” والتي تروم التعاون في كل ما يخص مجال “التبرع بالدم” لأسباب وصفها بـ”المجهولة”، دون إغفال نقطة أخرى مهمة من قبيل إلغاء عدد من الحملات الطبية بسبب عدم “توفر الطاقم الطبي”، رغم أنها (الحملات) كانت موضوع برنامج سنوي صادق عليه المركز، يضيف أيت طالب.
وأشار الفاعل الجمعوي ذاته، إلى أن جمعية “الحاج موج” التي يرأسها تشتغل بشكل تطوعي في مجال التبرع بالدم منذ سنوات ولا تتلقى أي دعم من أي جهة كانت، إلا أنها وبالرغم من ذلك نجحت في رسم مسار حافل بالأنشطة الاجتماعية والصحية الناجحة على المستوى الإقليمي والوطني، إذ “نجحنا في خلق “متبرع منتظم”بإقليم النواصر، واستطعنا بمجهودات كل مكونات وأصدقاء الجمعية نشر ثقافة التبرع بالدم”.
وذكر أن النسيج الجمعوي يعد شريكا أساسيا بالنسبة للمركز على المستوى الوطني والإقليمي على المستوى العملي من خلال الحملات التي يقوم بها بإشراف من أطر المركز، كما هو الحال بالنسبة لجمعية “الحاج الموح”، أو من خلال مسؤولية هذه الجمعيات على تسيير وحدات التبرع بالدم .
وفي ردها عن سؤالنا حول أسباب تأخر افتتاح “وحدة دار بوعزة”، قالت أمال دريد رئيسة مركز التحاقن الدم الجهوي بالدار البيضاء، إن المشكل الذي حال دون الافتتاح لحدود اللحظة يكمن في نقص الموارد البشرية، بحيث نفتقد لطبيب وممرضات لبدأ العمل بالوحدة، مشيرة أنه جرى مراسلة المديرية الجهوية حول الموضوع.
وأضافت المتحدثة نفسها، أن المركز الجهوي للتحاقن بالدم ينتظر فتح باب التوظيف بعد أقل من شهر تقريبا، حتى يستطيع توفير الموارد البشرية اللازمة لاشتغال الوحدة المذكورة شأنها شأن “وحدة مديونة”، مؤكدة أن جميع الوحدات تشتغل بشكل عادي بينها وحدة الحي الحسني التي تفتح أبوابها بحسب عدد المتبرعين المتوفرين للجمعية المسيرة، بمعدل مرة كل يومين أو ثلاث أيام تقريبا.
وأشارت دريد في معرض حديثها، “أن عدم اشتغال وحدة “دار بوعزة” لا يعني أن التبرع بالدم على مستوى إقليم النواصر غير متاح، بل إننا داخل المركز نعمل على توفير كل الأليات الممكنة للجمعيات التي تهدف للمساعدة في توفير هذه المادة الحيوية على مستوى تراب جهة دار البيضاء سطات”.
على ضوء ما سبق يتضح أن بناء هذه الوحدات “أمر جيد” و يحسب للمركز، لكن التساؤل الذي يطرحه مهتمون في هذا الإطار، ما فائدة تشييد هذه الوحدات، ما دام المركز غير قادر على توفير الموارد البشرية في أقرب وقت ممكن؟ وهل من الضروري بناء وحدات وصرف “المال العام” على البناء والتشييد ومن تم الإغلاق لأجال غير مسمى؟ ثم ماذا سيستفيد المواطن من بناء وحدة وتركها مغلقة؟.