هذه رسائل ماكرون للفرنسيين بمناسبة العام الجديد وفي عز أزمة السترات الصفراء
في كلمته بمناسبة العام الميلادي جديد، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدرس الذي تعلمته فرنسا خلال العام 2018 هو عدم الاستسلام وضرورة العمل سويا من أجل بناء مستقبل أفضل. وأشار ماكرون إلى أن نتائج الإصلاحات لا يمكن أن تكون فورية، مطالبا الفرنسيين بتفهم ذلك. كما حمل ماكرون ثلاث أمنيات للفرنسيين في العام 2019 هي “الحقيقة” و”الكرامة” و”الأمل”، متحدثا باستفاضة عن معاني تلك الأمنيات.
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين كلمة للفرنسيين، بمناسبة العام الميلادي الجديد 2019، تناول فيها الجهود التي تقوم بها حكومته من أجل مستقبل أفضل للبلاد، مشيرا إلى تفهمه لحالة الغضب التي شهدتها فرنسا مؤخرا.
وأثني ماكرون في بداية كلمته على الجهود التي تقوم بها الحكومة ورئيس الوزراء من أجل مستقبل فرنسا.
ماكرون ركز على إصلاحاته الاقتصادية مؤكدا أن النتيجة لا يمكن أن تكون آنية
وأضاف أن الحكومة قامت بالعديد من التحولات التي كانت تبدو مستحيلة، خاصة فيما يتعلق بقانون العمل والسكك الحديدية ومجال التعليم، مشيرا إلى وضع أساس من أجل استراتيجية طموحة بغرض تحسين المستشفيات وعمل الأطباء و مكافحة الاحترار المناخي والقضاء على الفقر المدقع، وأيضا مساعدة المعاقين من أجل مزيد من الاندماج في المجتمع.
ماكرون: نتائج الإصلاحات لا يمكن أن تكون فورية ويجب تفهم ذلك
وأكد ماكرون على أن نتائج الإصلاحات لا يمكن أن تكون فورية، وعلى ضرورة تفهم ذلك، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يمكن التنازل عن تلك الخطط الإصلاحية.
كما تناول الرئيس الفرنسي في حديثه دور القطاع العام والخاص في تنمية الاقتصاد، ونظام التقاعد ومساعدة العاطلين عن العمل.
وتحدث ماكرون عن حالة الغضب التي شهدتها فرنسا خلال الأسابيع الماضية، في إشارة إلى مظاهرات “السترات الصفراء”، موضحا أن هذا الغضب يعكس رغبة الفرنسيين في بناء مستقبل أفضل اعتمادا على ابتكار طرق جديدة للعمل سويا. وأن “الدرس الذي تعلمناه” من العام 2018 هو عدم الاستسلام.
وتابع ماكرون : “نريد تغيير الأمور لنعيش بصورة أفضل ولكي ندافع عن مبادئنا بصورة اجتماعية وبيئية واقتصادية أفضل.”
وأدان ماكرون خلال كلمته “التجاوزات” التي شهدتها مظاهرات “السترات الصفراء” خلال الأسابيع الماضية، دون أن يذكرهم بالاسم.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى التحديات التي تعيشها فرنسا من القوى المتطرفة والهجرة والحفاظ على البيئة و “الإرهاب الإسلاموي الذي يستمر في التمدد في كل القارات”، مذكرا بالحادث الإرهابي الذي شهدته ستراسبورغ مؤخرا.
ثلاث تمنيات للعام 2019
وأضاف ماكرون إنه يحمل ثلاث أمنيات للفرنسيين في العام الجديد، أولها هي الحقيقة، قائلا: “نعم نريد الحقيقة ، فلا يمكن أن نبني أي شيء على الأكاذيب والغموض. منذ عدة سنوات ، هناك الكثير من إنكار الواقع، فلا يمكن أن نعمل أقل ونكسب أكثر، لا يمكن أن نقلل الضرائب ونزيد النفقات. علينا أن ننظر إلى الأمور بواقعية. نحن نعيش في إحدى الاقتصادات الكبرى في العالم.”
وأكد ماكرون أن الحوار الوطني الذي سينطلق في الأيام المقبلة سيركز على تلك الحقائق، مشددا على ضرورة الشفافية و”الابتعاد عن التلاعب بالمعلومات”.
الأمنية الثانية التي ذكرها الرئيس الفرنسي هي الكرامة، حيث أعتبر ماكرون أن كل مواطن لفرنسي مهم لمشروع الأمة. وفي هذا الشأن أضاف قائلا: “كثير من المواطنين يشعرون بصعوبة العيش. بدأنا بتقديم بعض الأجوبة، واتفهم عدم صبر البعض. علينا أن نصل إلى أفضل مستويات التعليم وتوفير العمل للعيش بكرامة. (…) ولكن تحقيق ذلك مسؤوليتنا جميعا. كرامتنا كمواطنين تتطلب أن يشعر كل منا بأنه طرف فاعل في اتخاذ القرارات الكبرى. بدأنا أن نعطي أهمية لهذا النشاط وسأتخذ بعض الإجراءات في هذا السياق مستقبلا. “
الأمنية الثالثة للرئيس الفرنسي بمناسبة العام الجديد هي “الأمل”، حيث تحدث عن”مشروع لا سابق له” لفرنسا من أجل مجتمع أوروبي مشترك، موضحا أن هذا المشروع يحمل نواحي تربوية، ثقافية وبيئية واقتصادية.