هجوم لاذع على ماكرون بعد احتفاله بتصدر نتائج الانتخابات الفرنسية
(وكالات)
احتفل مؤسس حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون في ساعة متأخرة من أمس الأحد مع عدد من الشخصيات والمشاهير والمقربين منه في مطعم “لاروتوند” الراقي بالدائرة الباريسية السادسة (وتحديدا في حي “مونبارناس”). فاجتمع ماكرون في “لاروتوند” مع مقربيه عقب الإعلان عن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي فاز فيها، وبعد أن ألقى من مقره الانتخابي خطابا بنبرة رئيس مقبل.
أثار هذا الاحتفال ردود فعل عديدة وجلب له الانتقادات بعد أن أعاد للأذهان ذكرى الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزيالذي احتفل هو الآخر في السادس من ماي2007 بفوزه في الانتخابات الرئاسية في مطعم “فوكيتس” الراقي بجادة الشانزليزيه بباريس، محاطا بالعديد من المشاهير ورجال الأعمال. وعكرت ليلة الـ”فوكيتس” عهدة ساركوزي الرئاسية في الكثير من المناسبات، إذ أوحت بأنه رئيس “الأغنياء والمشاهير” وأنه عن منأى من بقية المواطنين الفرنسيين العاديين.
حسب يومية “لوبرزيان” الفرنسية فإن عددا من المقربين والداعمين لماكرون، وزير الاقتصاد السابق الذي استقال من حكومة إيمانويل فالس في غشت 2016، بالإضافة إلى مستشارين رافقوه خلال حملته الانتخابية وفي خطواته الأولى في عالم السياسة، تلقوا رسائل هاتفية قصيرة مساء الأحد للالتقاء في مطعم “لاروتوند” الذي تعود ماكرون التردد عليه، احتفالا بهذا الفوز الذي قد يكون مفتاح الوصول إلى قصر الإليزيه.
ورفض ماكرون إثارة أي وجه شبه بين احتفاله في “لاروتوند” وذلك الذي قام به ساركوزي في “فوكيتس” عام 2007، حيث قال في إجابة على سؤال لصحفي قناة “أوروبا1″ الإذاعية ” لم تفهموا شيئا من الحياة” وتابع “كان موعد القلب”، مضيفا “كانت متعتي في دعوة مستشاريي، ومسؤولي الأمن (الذين رافقوه في حملته)، السياسيين، الكتاب، النساء والرجال الذين رافقوني منذ البداية، … “.
وقال في إشارة إلى احتفال ساركوزي ” في فوكيتس، لم يكن هنالك الكثير من المستشارين، ومسؤولي الأمن… هل شاهدتم من كانوا على المائدة هنا (المطعم)… لا دروس أحتاجها من الوسط الباريسي الضيق”.
وحسب موقع “باري ماتش” الفرنسي، فإنه نفس المطعم الذي تناول فيه ماكرون العشاء مع زوجته بريجيت، في نونبر الماضي ساعات قليلة بعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
احتفال ماكرون في “لاروتوند” أثار العديد من الانتقادات وسط الطبقة السياسية الفرنسية، خاصة من جانب اليسار الذي شهد “انتكاسة تاريخية” الأحد، بحصول مرشحه الاشتراكي بونوا هامون على 6,35 بالمائة فقط من أصوات الناخبين.
دافيد كورمون، النائب عن حزب “أوروبا البيئة-الخضر” اعتبر أن ” الاحتفال في مطعم لاروتوند عيب في ظرف سياسي وصل فيه اليمين المتطرف للدور الثاني”.
من جهتها، انتقدت النائبة اليمينية عن حزب “الجمهوريون” وزيرة البيئة السابقة ناتالي كوسيسكو موريزيه احتفال ماكرون في “لاروتوند”، معتبرة “بأنه من السابق لأوانه الاحتفال بالنسبة لماكرون”، وتابعت “نشعر وكأن الأمور حسمت منذ الدور الأول، لكن الأمور لم تحسم بعد… هي معركة ضد اليمين المتطرف، … وهي أوقات جد صعبة، ومن الخطأ أن نتصرف وكأن كل شيء حسم”.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت الانتقادات لماكرون كذلك، حيث اعتبر @Matgoa
عبر تغريدة على تويتر “وفي هذا الوقت، ماكرون يحتفل في لاروتوند، بينما لوبان في الدور الثاني”.