19 مارس 2025

من خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.. “بارد لكتاف” هشام جيراندو العضو الجديد في فرقة خونة الوطن

من خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.. “بارد لكتاف” هشام جيراندو العضو الجديد في فرقة خونة الوطن

 

 

لا يبالغ الكثير من المراقبين حين توصيفها بالظاهرة، أو بمسمى آخر إنها الجريمة المستحدثة والمنفلتة من الرقابة ومن العقاب أحيانا، وقودها الثورة الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي ما كان ينقص البعض تحقق اليوم، السلطة والقوة في آن واحد، على حد تعبير صمويل كولت، مخترع المسدس الذي قال مباشرة بعد تصميمه “الآن يتساوى القوي والجبان”.

لقد أتاحت وسائط التواصل الاجتماعي الفرصة وبالتساوي أمام الكل بأن يعبر يهدد يكذب يبتز يتهم دون دليل… بجانب جرائم أخرى معتقدا أنه محمي خلف الشاشة وأن لا عقاب سيطوله، والخطير هو أن رسائله تلك يتلقفها جمهور غير محصن مكون من الغوغاء التي تستقبل تلك الرسائل مهما بلغت درجة سمومها على الوطن والمؤسسات دون أن ترميها خارجا وتطالب بإيقاف مرتكبيها ومروجيها، فلا فرق بين من ينصب ويبتز ويهدد ويسرق ويكذب في الواقع وبين من يمارس ذلك عبر المواقع، بل هناك من يرى أن العقوبة يجب أن تشدد في حق من يمارس ذلك علنا ونهارا جهارا عبر المواقع لما يتحقق من خلالها بما يمكن تسميته بضرر “تدويل الإساءة” فالإساءة مثلا لوطن أو مؤسسات داخل الوطن وتقديم البضاعة للمواطنين ليس كمثل تقديم الوطن ومؤسساته للخارج وجعل التهم الباطلة تروج دوليا باستعمال أبشع الصفات وأقدح النعوت.

وعلى حد تعبير أحد المراقبين بئس زمان كانت الدولة فيه في تماس مع معارضين من طينة المهدي بنبركة والمعطي بوعبيد واليوسفي… قبل أن يتطاول عليها اليوم أمثال زكرياء المومني ودنيا الفيلالي ومحمد حجيب وهشام جيراندو وبقية المبتزين والمارقين، فكما هناك أناس يعملون لصالح الوطن ويرفعون رايته خفاقة وفي كل المحافل ودون انتظار المقابل، اختارت الأسماء المشار إليها في هذه الفقرة العمل ضد الوطن وربط أسمائهم بالمغرب فقط حينما يتعلق الأمر بابتزازهم له والركض في مسار التشهير بالأشخاص والمؤسسات وبالبلد بل ويقلبون الأدوار مصورين أنفسهم أبطالا وبسطاء باستعمال عبارات لاستمالة ضعاف العقول من قبيل خوتي المغاربة وتحية للشعب وغيرها من العبارات الطنانة للعب على وتر العاطفة وربح النقرات وأموال الأدسنس ولعلهم كذلك يجدون قناة مباشرة لابتزاز الدولة والحصول على أموال من تحت “الطابلة” مقابل السكوت السكوت عن ماذا السكوت عن الكذب وترويج الأباطيل وقلب الحقائق تجاه “وطنهم”، حتى صدقت فيهم الآية الكريمة “وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ”.

في كل مرة يظهر “معارض جديد” مع وضع آلاف الأقواس مصاحبة للكلمة، يحاول ركوب موج الابتزاز واللحاق بمن سبقه من الخونة سواء سعيا وراء مال الجار العدو، أو مال الدولة التي “تأويه” وتجعله كلبا مطيعا توظفه ضد بلده في إطار حروب المصالح المعروفة يتلقى الفتات منهم ويتخيل دور البطل في مسرحيته لكن الحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها هو أنه سيعيش خائنا وسيموت ميتة الكلاب في قبر غريب غربة إساءته لوطن منحه يوما شيئا ما، فلا خلاف على المعارضة أو المعارض إن كان وطنيا أو وطنية عوض اللجوء لأساليب التآمر والخيانة والتشهير بالوطن.

هي أسماء على قلتها يمكن اليوم تصنيفها ضمن قائمة “معارضة الابتزاز”، أو “معارضة الكاميلة”، متناسين بأنه لا يحق لأحد أن يتحدث باسم الشعب المغربي لسبب بسيط هو أن الوطن فيه آراء متنوعة ولا تعكس تلك الشرذمة أي تمثيلية من تلك التمثيليات ولن نبالغ إن قلنا إن استهداف وطننا أصبح شديدا وممنهجا في السنوات الأخيرة التي تعصف بها الفتن والاضطرابات.

إنهم فئة ضالة آخر أوجههم القبيحة المدعو هشام جيراندو، الذي يتفاخر بجواز سفره الكندي ما يجعله ضمنيا يخرج نفسه من “الملة المغربية”، لكنه يستحضر بأنه مغربي فقط حينما يطلق لسانه العفن في مواقع التواصل الاجتماعي مبتزا ومشهرا بالوطن ورجاله ونسائه ومؤسساته لدرجة أنه فضح نفسه وعلى المكشوف في آخر فيديو له على “يوتيوب” حين قال وبالصوت العالي ودون أدنى حمرة خجل “إذا ماكانتش شي حاجة فوق الطبلة ماغاديش نبدل الخط التحريري”، وهو اعتراف مباشر ولا يقبل التأويل بأن كل “نضالاته الإعلامية” المزعومة ما هي سوى عملية ابتزاز واضحة وصريحة.

إن الضال هشام جيراندو الذي يواجه اليوم تهما قانونية ثقيلة داخل المغرب وفوق أراضي كندا تحول من “فاضح للفساد”، على حد تعبيره الزائف إلى “عطيوني باش نسكت”، ولطالما أثبتت الأيام أن من يدعي بأنه فاضح للفساد هو أكبر مفسد، وبأن الغاية لديه تبرر الوسيلة وبأنه يظهر شيئا ويخفي أشياء كثيرة، فالضال ينتحل في البداية صفة إذ يقدم نفسه كصحافي رغم أن الصحافة مهنة نبيلة وشريفة ولها قواعد وشروط للممارسة سواء داخل أو خارج البلاد فكيف يمكن التحول بين عشية وضحاها من الخياطة للصحافة، كما يقدم نفسه كمناضل رغم أنه يعيش في كندا منذ سنوات ولم يسبق أن تناول أي قضية تخص المغرب فلماذا اختار هذا التوقيت، كما أن هذا الحثالة لا يتوفر على أي رصيد سياسي أو نضالي سواء خلال فترة تواجده داخل المغرب أو خارجه.

لا يستحق في الحقيقة هذا الخائن التوقف عنده وعند مساره المارق كثيرا فهو وغيره من الخونة الذين يتخفون تحت أقنعة النضال و الحرية، ينسون أو يتناسون أن المغرب ليس مجرد أرض، بل هو رمز للعروبة و الإسلام والحضارة والتاريخ الزاخر، ولن يهزه نباح كلب أجرب اختار أن يعيش حياته فارا فلو كان مقتنعا بصدق ما يقول لما اختار الفرار بعد أن اقتربت ساعته لكي يدفع ثمن جرائمه.

إن الخطير الذي يجب التنبيه إليه اليوم هو أنه لم يعد خافيا ارتفاع منسوب “الابتزاز والتشهير الإلكتروني” أو “الخيانة وابتزاز الأوطان” عبر وسائط التواصل الاجتماعي، الذي بات الوجه القبيح للثورة الرقمية، “ومعبرا” جديدا نحو الإساءة للأوطان والأشخاص تأذت منه أوطان وشخصيات كثيرة منعتها مواقعها وواجب التحفظ من الخروج للدفاع عن أنفسها وهو ما يعيه جدا هؤلاء الخونة لكي يواصلوا مسارات الابتزاز والتشهير المتشابكة.

لقد ارتفعت المطالبات في مغرب اليوم لسن قوانين في مواجهة هؤلاء “المعارضين الافتراضيين” والمبتزين للوطن على غرار التجارب الدولية، فروسيا مثلا قامت مؤخرا عبر مجلس الدوما (النواب) الروسي الذي صادق بالإجماع، على اعتماد قانون بشأن مصادرة ممتلكات معارضي الحرب في أوكرانيا من الأشخاص الذين تثبت عليهم تهم ترويج معلومات “كاذبة عن مجريات الحرب أو نشاط العسكريين الروس، وكذلك الأشخاص الذين يدعون إلى محاربة الدولة وغيرها من التهم فلا يعقل أن يبقى من يبتز الوطن يتجول حرا طليقا دون أن يفع ثمن جرائمه غاليا وإلا سيفتح بذلك مشروعا للربح السريع أمام مشاريع استرزاقية أخرى وجديدة، ولعل أجمل ما يمكن الختم به حين قيل: إذا أردت الحفاظ على وطن ضع في مسدسك 10 رصاصات، رصاصة للعدو وتسع لخونة الداخل، فلولاهم ما تجرأ عليك عدو الخارج.