2 نونبر 2024

من حرب الجميع ضد الكل… إلى لعبة الباب المفتوح

من حرب الجميع ضد الكل… إلى لعبة الباب المفتوح

عبد الله طلال
استضافة مؤسسة المشروع لعبدلاله  بنكيران امين عام حزب العدالة و التنمية بالمقر التاريخي للاتحاد الاشتراكي.ليست مجرد مؤانسات رمضانية لتجزية الوقت في دردشات ثقافية لن تخلف جروحا سياسية دامية كما يريد البعض جاهدا اقناعنا…انها خطوة ذكية و حذرة تروم خلط الاوراق داخل الحقل الحزبي و السياسي معا…رسالة الى من يعنيهم الامر. لا يستطيع فك رموزها إلا الراسخون في التعلق بأهداب رجالات دار المخزن. و من الفوا الاقتيات من بقايا موائد حاشية السلطان…في لمحة بصر تحول من حال بين المضيف و بين المشاركة في الحكومة الى جانبهم * دم عمر* و * احترام ارادة الناخبين*…الى حلفاء محتملين.و ابرياء من دم الشهيد وفق مرافعة -الزعيم التنظيمي-
للاتحاد.
واقع الحال ان من يعرف ادريس لشكر جيدا و لديه معرفة بسيطة بأحوال الاتحاد اليوم.سيدرك ببساطة ان الرجل يقول صامتا اشياءا كثيرة بهكذا فعل…لكن بنعومة اظافر ادركت انها غير قادرة هنا و الان على التكشير….
خلاصة اولى ارجاع عداد التحالفات الى نقطة الصفر.و درئ تهمة وصاية الجرار على * قاصر* يحاول عبثا اقناعنا بلوغه سن الفطام.
و وفاءا لمنطق البحث عن * تسخان الكتاف * من جديد في مواجهة المجهول…استجاب بنكيران للدعوة مستحملا غضبة شبيبية-حزبية يعلم الله وحده محرك خيوطها.
موقف ادريس لشكر واضح.لكل متتبع نبيه لتصريحات الرجل الصحفية.وصلت الى حد التوضيح الفاضح من قلب بيت الصحافة بمدينة البوغاز و كأني به يريد اسماع جيراننا في الضفة الاخرى للمتوسط موقفه الجديد…الباب مفتوح على كل الاحتمالات…الرسالة وصلت.
اجزم ان لقاءا قريبا سيجمع الجرار بالوردة للملمة الجراح و ترضية الخواطر….لكن على حساب من…تلكم حكاية اخرى.
لعبة *الباب المفتوح* تعلمها الكثيرون. حزب التجمع الوطني للاحرار الدي وصلت علاقته المتوترة بحزب العدالة و التنمية الى درجة التخوين و التخوين المضاد و اتهامات بالفساد…كادت تنفجر في قاعات المحاكم….لولا دوت * صفارة التحكم* لصالح منطق الاستمرار الحكومي بدل اختيار تنظيم انتخابات مبكرة قد تحرج *المملكة الشريفة* امام الرأي العام الدولي.في عز انتفاضات الشارع العربي…على اثر ازمة سياسية-دستورية حادة سببها ثغرة في النص الدستوري…و محركها انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة…التجمع الذي رفض بشدة ان يكون عجلة احتياط حكومية تحول بهمة عالية الى رقم اساسي في تدعيم حكومة بنكيران…. اليوم يعود الى خطاب ملتبس من جديد…تاركا هو الاخر بابه مفتوحا للزائرين…
حزب الاستقلال المنسحب بالأمس من الحكومة احتجاجا على
* اللاشيء*…و الذي وصلت معارضته لها حد انزال الحمير الى الشارع للتظاهر…يريد اليوم اقناعنا انه المستهدف الوحيد في الساحة الحزبية من عجلات جرار ظل الحزب نفسه على مدى خمس سنوات يزود محركه بما يكفي من بنزين للدوس على الاخرين…رغم ان قرارات المجلس الدستوري تدعو حقيقة الى الاستغراب في شكلها و مضمونها و تعليلاتها و توقيت صدورها امام كل مبتدئ في فقه القانون الدستوري.
لعبة الباب المفتوح ستنكشف جهارا و بالملموس داخل المؤسسة البرلمانية…حينما تعانق ضوء المصباح و هدير الجرار… ضدا على المنطق السليم و ارادة الناخبين.* ربما تيمنا بماسسة العبث *.
الكل ادن مستعد للتحالف مع الكل في افق كعكة السابع من اكتوبر…حتى لو تم انضاجها على نار هادئة فلم يعد لمذاقها طعم.
وحده الفتى النبيل ظل متمسكا-الى حدود الان- بموقف قيادة حزبه من تحالفات يراها طبيعية تضم الكتلة الديموقراطية الى جانب حزب العدالة و التنمية ضدا على * ارادة التحكم* و *صنع الخرائط* و هيمنة احزاب * الولادة القيصرية *… الم يذكرنا بالمرحوم ادريس البصري و كأنه حي يرزق بين ظهرانيينا… و ان كان الكثيرون رأوا في تحالف التقدم و الاشتراكية وإخوان بنكيران تحالف نشاز غاياته الكراسي الوزارية لا غير…سنرى مدى صمود العقد المقدس الشيوعي-الاصولي…
بالأمس كنا نعيش مرحلة * حرب الكل ضد الجميع *.
يدير خيوطها فاعل سياسي وحيد…
و اليوم انتقلنا الى مرحلة * الباب المفتوح*…لمن يدفع اكثر…
تماما كأبواب البيوت المتناثرة في تلكم القرى المهمشة النائية.
التي يقتات اصحابها من عرق اجساد بناتهن…
في الحالتين معا خلاصة وحيدة تفرض نفسها…مازلنا بعيدين كل البعد عن حياة حزبية و سياسية سليمة…مازال امامنا عمل شاق لإزالة الكثير من الالغام الظاهر منها و اللامرئي… مازالت تنتظرنا عملية غسيل كبرى لازالة التلوث السياسي.
Un grand ménage.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *