محامي الدفاع عن كارلوس غصن ينسحب من القضية
انسحب محامي الدفاع الرئيسي عن كارلوس غصن الموقوف منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر في طوكيو بتهم ارتكاب مخالفات مالية الأربعاء من القضية التي أعلن محام ياباني بارز جديد قبوله تولّيها.
وأعلن مكتب المحاماة انسحاب محاميين أحدهما محامي الدفاع الرئيسي من القضية. وأصدر المكتب بيانا جاء فيه أن موتوناري أوتسورو، وهو مدع عام سابق تولى الدفاع عن مؤسس التحالف الثلاثي بين رينو ونيسان وميتسوبيشي موتورز، وماساتو أوشيكوبو “قدما للمحكمة كتابي استقالتهما كمحاميي دفاع في قضية السيد غصن”.
ولم يعلن المكتب أسباب التنحي عن القضية الذي يأتي عشية اجتماع تحضيري أول للقضية يضم محامي الدفاع والقضاة والمدّعين.
وامتنع المكتب عن التعليق على القرار خلال اتّصال مع وكالة فرانس برس.
ولم يظهر سابقا أي مؤشر لخلاف بين غصن وفريق الدفاع الرئيسي.
وكان أوتسورو البالغ 63 عاما يتولى مهمة الدفاع عن قطب قطاع السيارات الذي أنقذ شركة “نيسان” من الإفلاس، والقابع حاليا في زنزانة بانتظار محاكمته.
ومنذ التوقيف اكتفى المحامي الذي ترأس في السابق الجهاز المكلّف التحقيق في القضية بعقد مؤتمر صحافي واحد مطلع يناير، في تناقض لافت مع حيوية باقي المحامين.
وقد أبدى حينها تشاؤمه حيال إمكانية إطلاق سراح موكّله بكفالة قبل بدء محاكمته التي قال إنها ستنطلق بعد أشهر.
لكنّه حرص على عدم انتقاد ظروف توقيف موكّله، على الرغم من انتقادات دولية لتمديد مدة التوقيف قبل انطلاق المحاكمة.
وأكد أوتسورو أنه يلتقي موكّله بانتظام على مدى ساعات، منوّها بمدى تركيز غصن في القضية، قائلا “إنه هادئ جدا ومنطقي”.
وعلى الرغم من تولّيه قضايا بارزة في اليابان، يُعرف عن أوتسورو ابتعاده عن الأضواء وحرصه على إبعاد حياته الشخصية عن التداول.
والمدعي العام السابق كان لقبه “الكاسر” بسبب تمكّنه دوما من انتزاع اعترافات من المشتبه بهم.
وقد وضعته القضية في مواجهة زميله السابق النائب العام الحالي هيروشي موريموتو.
- “قضية خيانة” –
وأكد المحامي الياباني الشهير جونيشيرو هيروناكا أنه طُلب منه الانضمام إلى فريق الدفاع.
وهيروناكا البالغ 73 عاما معروف بتولّيه قضايا صعبة وكبيرة وبقدرته على إقناع القضاة ببراءة موكّليه في بلاد تفوز فيها النيابة العامة في 99 بالمئة من القضايا.
وصرّح للصحافيين من أمام مكتبه “لقد التقيت السيد غصن وعائلته وقد طلبوا مني تولّي القضية. وقد قبلت”.
ووُجّهت إلى كارلوس غصن ثلاث تهم ينفيها جميعا. وتتعلق إحداها بعدم الكشف عن كامل مداخيله بين 2010 و2015 بما يصل إلى خمسة مليارات ين (46 مليون دولار) ومواصلة ذلك لثلاث سنوات.
وهو متّهم كذلك بالتورط في مخطط معقد هدف إلى تحميل “نيسان” خسائر مالية تكبدها في مشاريع خاصة به، واستخدام أموال الشركة للقيام بتحويلات مالية لحساب شخص سعودي اعتبر كضامن له.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس أواخر يناير داخل مركز توقيفه ندد غصن اللبناني الأصل بتوقيفه وبوضع لن يكون “طبيعيا في أي ديموقراطية أخرى”.
وقال غضن خلال المقابلة إن الهدف كان إبعاده عن الساحة بسبب مشروعه إنشاء شركة قابضة تدير رينو ونيسان وميتسوبيشي موتورز. وكان قد بحث الموضوع مع الرئيس التنفيذي لشركة “نيسان” هيروتو سايكاوا في وقت سابق.
واضاف متسائلا “هل هذه مؤامرة، فخ؟ ما من شكّ في ذلك. إنها قضية خيانة. وهناك عدة أسباب لذلك. كانت هناك معارضة وقلق حيال مشروع دمج الشركات”.