27 مارس 2025

مجذوب الصحافة علي المرابط وكذبة “البنية السرية” والبارانويا والهوس المستمر بنظرية المؤامرة

مجذوب الصحافة علي المرابط وكذبة “البنية السرية” والبارانويا والهوس المستمر بنظرية المؤامرة

 

 

لا يكف مجذوب الصحافة علي المرابط، عن التهديد والوعيد عبر كل فيديوهاته وخرجاته عبر “يوتيوب” وغيرها، مدعيا أنه يملك وثائق ومستندات ودلائل وإثباتات ويوزع صكوك الغفران كما صكوك الإدانة، ويصنف الناس عامة ومسؤولين إلى أخيار وأشرار ويتهم من يشاء بالفساد ومن يشاء بالصلاح حسب مزاجه المتقلب ومصالحه والاتجاهات التي يمثلها. لكن من يتتبع هذا المجذوب يقف على أنه لم يقدم يوما دليلا واحدا ضد هؤلاء الناس ويظل مختفيا فقط وراء لسانه الوسخ ويجر وراءه فئة ضالة نحو مسار من الأكاذيب ولأن العامة تتبع كل من يرفع سقف السب والاتهامات فإن المرابط يستغل ذلك ويقدم لهم كل مرة جرعات إضافية.

سرعان ما ينكشف كذب علي المرابط، لكنه ينتظر أن ينسى متابعوه ليكذب الكذبة تلو الأخرى ولعل آخر كذباته التي انفجرت في وجهه المترهل هو ما ادعاه في فيديوهاته حول سيناريوهات مزعومة للتآمر داخل القصر الملكي، وصراعات داخلية محتدمة، وبنية سرية تسعى للانقلاب لكن الحاصل هو غير ذلك ولا يعدو كونه فقط من نسج خيال علي المرابط المهووس بنظرية المؤامرة، لكن تغليف ذلك وتعليبه بالقوالب الصحافية عبر استغلال الأجناس الصحفية وعلى رأسها جنس التحقيق قد يجعل البعض يصدق ادعاءات المدعي بعد أن ظل يحاول طوال الفترة الماضية بناء أسطورة حول كونه صحفيا استقصائيا؛ يجيد التعامل مع قواعد البيانات الضخمة والمصادر السرية الصعبة ويستخرج منها ما يعجز باقي الصحفيين المغاربة والدوليين عن استخراجه لإفادة وتنوير الرأي العام.

ومع مرور الوقت صدق الجمهور “أسطورة” المرابط تلك، والأدهى أنه هو نفسه صدقها، والآن حينما يردد ويؤكد أنه يمتلك الوثائق؛ فإن ذلك ببساطة ليس سوى إعادة تدوير أرشيف متهالك من تسريبات حساب كريس “كولمان وكلها مراسلات معلنة لوزارة الخارجية وبعض الصحفيين والمسؤولين، وأي صحفي مبتدأ يستطيع الحصول عليها عن طريق المصادر المتاحة OPERN SOURCES لكن الأمر لا يستحق فعلا كل ذلك العناء، باستثناء المرابط الذي ما زال يعيش عصر الصحافة الورقية المكتوبة ومصادرها السرية في عصر الثورة الرقمية والسوشال ميديا والمصادر المفتوحة، ولا نبالغ إذا قلنا أن أي مراهق حالي يتوفر على هاتف ذكي، مصادره أوسع وأشمل من مصادر المرابط المزعومة.

إن المرابط هو ضحية لنفسه أولا ولمصادره ثانيا؛ وهذا الأمر ليس وليد اليوم مع قناته بدعته على اليوتيوب، وإنما هذا الداء فيه قديم ويعود إلى فترة تأسيس وإدارة مجلة دومان بنسخيتها الفرنسية ثم العربية، حينما كان يختبئ وراء طابع السخرية للمجلة بنشر سموم وإشاعات كلها إساءة وتشهير وابتزاز وللمفارقة فهذا ما يشتكي منه هو شخصيا حاليا، وقد غاب عنه ما درج حكماء المغاربة على ترديده كمثل شعبي “باش قتلتي باش تموت”.

وقتها، مع بداية العهد الجديد كان المرابط يعتمد على شبكة واسعة من الوسطاء (السماسرية) الذين استفادوا من العهد القديم ويسعون بكل جهدهم لإفشال مشاريع العهد الجديد الطموحة للملك الشاب وفريقه مستغلين جو التسامح والحرية لكنه لم يقرنها بالمسؤولية وهو الأمر الذي أدى به إلى الاصطدام بالحائط، وحينما تم تطبيق القانون ضده عبر مؤسسات القضاء لم يعجبه الأمر.. من وقتها وهو يظن نفسه فوق القانون والمؤسسات وأن الجميع يتآمر عليه لإفشاله والواقع أن لا أحد يتآمر عليه ويسيء إليه سوى نفسه التي هي سبب فشله وأكبر عدو له.

ورغم كل الفشل المتراكم والإفلاسات المتواصلة لم يتعظ المرابط بل زاد طغيانا في الأرض، ولم يغير حتى منهجيته في العمل الصحفي ولم يتوقف في الاعتماد على شبكة السماسرة وأصحاب سوء النية؛ ظهر ذلك واضحا في سلسلة فيديوهاته حول ما أطلق عليه “البنية السرية”، وهو مصطلح للأمانة تعود ملكيته لفكرة وحقوق تأليفه إلى “سمسار” كبير، بل يمكن منحه درجة الدكتوراة في فن السمسرة بامتياز وهو النقيب محمد زيان القابع في السجن بسبب أعمال سمسرته تلك.

تلك السلسلة التي كان الضحايا الحقيقيون فيها هم الشخصوص الذين تناولتهم بدعوى كونهم أعضاء في بنية سرية تتحكم في الدولة المغربية ومقدراتها وتعيث فسادا فيها، والواقع أن هؤلاء هم من تعرض للتشهير والسب والاتهامات الباطلة في العلن أمام عائلاتهم وزملائهم وكل المغاربة، ولنا أن نقدر حجم الضرر المعنوي والمادي الذي لحقهم من طرف “صحافي استقصائي” بين ألف مزدوجة يرفع شعارات الاستقلالية وأخلاقيات المهنة، والحال أن بينه بينها غير “العدل والإحسان”.

ولنا أن نتخيل كذلك رد فعل هذا الصحافي الذي يدعي الدفاع عن الحريات والحقوق، في حال قام هؤلاء المتضررون برفع دعوى أمام القضاء للمطالبة برد اعتبارهم بما تكفله لهم القوانين علي المرابط وقتها لن يتوقف عن الصراخ بأنها حلقة جديدة من مسلسل استهدافه لإسكاته وأن البنية السرية تحركت ضده ؛ والحال أن كل هذا لم يحدث لأنه ببساطة لا توجد بنية سرية سوى في دماغ من اختلقها ليجعلها بمثابة يثير بها قلق المغاربة في الداخل، ويتاجر بها ويسمسر في الخارج.

“استقلالية” لمن يدفع أكثر ورقة تكملة لأسطورة الوثائق المخبأة بعناية والصحافة الاستقصائية المظلومة، فقد ركب المرابط على فكرة البنية السرية تلك، بعد أن اختلقها محمد زيان بالتعاون مع المعطي منجيب السمسار الآخر المتخصص فى نهب الصناديق الأمريكية والأوروبية لدعم الصحافة والحريات، ليجعلها دجاجته التي تبيض ذهبا، وذلك عن طريق بيعها لكل من يستهدف المغرب بنظامه ومؤسساته السيادية والأمنية ومستعد ليدفع أكثر ؛ انتقل من الإسبان البخلاء والفرنسيين الغير مهتمين بعرضه إلى الجزائريين عن طريق سمسار دولي آخر في الشبكة هو الإسباني إغناسيو سامبريرو الذي يشاركه في بيع الوهم واقتسام عوائده، ووعدتهما المخابرات الجزائرية بتمويل مشروع ضخم لهما متخصص في الملفات المغاربية بالإسبانية والفرنسية، لكن تبين أنها فقط ردت لهما الوهم بالوهم، الوعود الكاذبة مقابل كذبهما لكن بعد توريطهما في وحل الخيانة والعمالة، بما يجعلهما عبدين خانعين إلى الأبد.

ويحاول علي المرابط رتق بكارته الصحفية عبر الإكثار من شعارات الاستقلالية في كل مناسبة ومن دونها وهو كأنما يهرب من حقيقة نفسه حصل ذلك بالواضح في جلسات الصحافة الأخيرة التي نظمت في تونس؛ أخذ الكلمة من دون إدراج اسمه في لائحة المتدخلين فقط ليسب النظام المغربي ويتهم الصحافيين المغاربة الحاضرين بالعمالة للمخزن وبنيته السرية بتشنج هستيري مريض رافضا لكل حقوق الرد والحوار التي يتطلبها التحضر الإنساني قبل الواجب المهني، لأنه بكل بساطة لا يملك لا حججا ولا وثائق لإثبات اتهماته وأكاذيبه.

كل ما في رأسماله ما ورثه عن ادريس البصري، أستاذه ومصدره القديم؛ قاعدة وأسلوب التهديد بالملفات الوهمية أو المفبركة في أحسن الأحوال.. وما يرفض علي المرابط وشبكة سماسرته تصديقه أن ذلك عهد ناضل المغاربة نظاما ومواطنين بهدف إنهائه من دون رجعة وغير مأسوف عليه.