ما الجدوى من مراسلة وزارية لمدراء الأكاديميات الجهوية لتشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الجولف في الغياب الكلي لمقومات نجاح المشروع
الأستاذ: المصطفى صابر
كان مركز الاهتمام سابقا ينصب على الرياضة المدرسية باعتبارها النواة والمدرسة التي تنتج على الدوام
وفي شتى الأنواع الرياضية لكن ملفها ومنذ سنوات أصبح ساخنا.
فبمجرد الغوص في معناه هو إضرام للنار في كومة تبن، فالمدرسة بصفة عامة هي المساحة الحقيقية التي
يتعرف من خلالها الناشئ على أصول بعض الرياضات ومخول لها صلاحيات كبيرة، فلماذا زاغت عن
الرسالة المرسومة لها؟
ومن المسؤول عن الحالة المزرية التي تعاني منها الرياضة بصفة شاملة؟
مجموعه تساؤلات تطرح منذ مدة وكل الاقتراحات والآراء والأفكار تصب في كون المدرسة ظلت خلال
عقود تنتج الخلف وتعطي ابطالا بزغ نجمهم في جل الرياضات إلا أنها تخلت عن وظيفتها خلال العقود
الأخيرة.
ففي الوقت الذي نأسف فيه جدا ان نجد بعض الرياضات غائبه كالجمباز والركبي والتنس والسباحة
والمسايفة وغيرها من الرياضات التي كنا نحصل بها على الأقل عربيا وقاريا على نتائج جيدة بدأت تشق
طريقها نحو التلاشي هذا دون اغفال التراجع الكبير لألعاب القوى الرياضة التي عشنا معها لحظات امتاع
وشهرة حيث ظلت خلال عقود تعطي الخلف وأبطالا عالميين موسما بعد الآخر.
فحتى كرة السلة واليد والطائرة لم تواكب التطور وظلت محصورة في بعض النتائج الظرفية.
فهناك أسئلة عديدة تطرح نفسها في كل تظاهرة ومناسبة اعتمادا على الحصيلة الرقمية في الدورات
القارية والدولية واخرها مهزلة الألعاب الأولمبية بباريس الفرنسية اذ ما استثنينا كرة القدم ولولا ذهبية
البقالي لخرجنا خاوي الوفاض، فحتى مغاربيا لم نستطع مجاراة مصر وتونس والجزائر في بطولة كرة
اليد للشباب حيث احتلت نخبتنا المركز الرابع رغم تأهلنا الى كاس العالم .
وفي ظل هذا التراجع الرهيب في رياضتنا المدرسية تطلع علينا وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي
والرياضة بمراسلة الى مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين موضوعها تشجيع التلميذات
والتلاميذ على ممارسة رياضة الجولف وذلك في اطار خريطة الطريق من اجل مدرسة عموميه ذات
جوده للجميع , كل هذا استعدادا للمشاركة في بطولة العالم المدرسية للجولف التي ستنظمها بلادنا لسنوات
2025-2026-2028
كما تخبر الوزارة انه سيتم فتح باب التسجيل للتلميذات والتلاميذ الراغبين ممارسة رياضة الجولف
بالأندية التابعة للجامعة الملكية المغربية للجولف .
وفي هذا الصدد نتساءل ويتساءل معنا جل المتتبعين الرياضيين للشأن الرياضي المدرسي عن اي ارتقاء
يتكلم المسؤولون وعن اي ممارسة لرياضة الجولف تهم التلاميذ والتلميذات في غياب بنية تحتية صالحة
لممارسة الجولف.
اين هي مسالكها ؟ اين هي تجهيزاتها ؟ اين هو عتادها ؟ وهل بامكان الأسرة تحمل ما تتطلبه ممارسة
رياضة الجولف في ظل ما تعانيه معظم الأسر المغربية من تكاليف العيش الباهظة.
لقد اصبحت رياضتنا المدرسيه في حالة متدهورة واستئصال دائها اصبح مع الأسف مستعصيا ولعل
تراجع عدد كبير من الرياضات وطنيا اذا ما استثنينا كرة القدم سببه الرئيسي عدم الاعتناء بالمزرعة وعدم
فتح المجال امام الموهوبين الصغار المتواجدين في جل المدارس ذكورا واناثا .
ففي الوقت الذي نجد المؤسسات التربوية بالمدارس الابتدائية والثانوية الاعدادية والتأهيلية تفتقر الى
الملاعب لمزاولة الرياضات المتداولة حاليا هذا مع الإشارة إلى أن رياضة الجولف تبقى حكرا على الأسر
الميسورة فمتى راينا أبناء مدارسنا العمومية يمارسون رياضة الجولف بالنوادي التي يزعمون التسجيل
بها ا عتقد ان مسؤولي وزارتنا المحترمة غير واعون ولا مدركون لفحوى هذه المراسلة وليست لهم دراية
ومعاينة كافية عن رياضة الجولف وما تتطلبه من امكانيات مادية ولوجستيكية , فمن الأجدر ان ندعم بها
الرياضات الأخرى الأكثر انتشارا في الأوساط الشعبية والاهتمام بها قصد تمكينها من العودة الى توهجها
المفقود .
ختاما ندرك بان الرياضة المدرسية مهدده بأخطار عديدة وتداركها االآن وقبل أي وقت مضى من شانه
ان يفتح المجال للوجوه للمغلوب على امرها والتي بإمكانها ان تزرع دما جديدا داخل الأندية الوطنية من
جهة وفي صفوف المنتخبات الوطنية التي دبت اليها المحسوبية وكذا التسيير الغير معقلن نتمنى ان
يستفيق مسؤولو وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من سباتهم العميق الذي دفعهم للحلم
برياضه الجولف وادراك ان ازدهار الرياضة المدرسية يكمن في الاهتمام الواقعي والموضوعي برياضتنا
المدرسية .