27 مارس 2025

ماكرون يتمنى أن “يستعيد صنصال حريته” وسياسيون فرنسيون ينددون بالحكم بسجنه خمس سنوات في الجزائر

ماكرون يتمنى أن “يستعيد صنصال حريته” وسياسيون فرنسيون ينددون بالحكم بسجنه خمس سنوات في الجزائر

 

 

ندد سياسيون فرنسيون من أحزاب مختلفة بصدور حكم بالسجن 5 سنوات نافذة، في حق الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال المعتقل بالجزائر منذ شهر نونبر 2024 بتهم عدة منها “المساس بوحدة الوطن”. ووصف بعض السياسيين المحاكمة بأنها “غير عادلة” وطالبوا بإطلاق سراحه “فورا”. وتفاعلا مع الحكم، قال إيمانويل ماكرون إنه يأمل “بشدة” في “أن يصبح” صنصال “رجلا حرا مرة أخرى” و”يستعيد صحته”.

 

 

ندد فرنسيون من جميع الأطياف بشدة الخميس بصدور حكم بالسجن خمس سنوات في الجزائر على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، أحد أسباب تفاقم الأزمة في العلاقات بين فرنسا والجزائر.

وتفاعلا مع الحكم، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل “بشدة” في “أن يصبح” صنصال “رجلا حرا مرة أخرى” و”يستعيد صحته”.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي عقب قمة بشأن أوكرانيا، في إشارة على ما يبدو إلى عفو محتمل من الرئيس الجزائري عن الكاتب: “أعلم أنني أستطيع الاعتماد على الحس السليم والإنسانية لدى السلطات الجزائرية لاتخاذ مثل هذا القرار”.

فيما قالت مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف إن إدانة صنصال “هي في الواقع، بالنظر إلى عمره وحالته الصحية، حكم بالسجن مدى الحياة” معتبرة القرار “فضيحة”.

 

وأضافت: “سيبقى هذا وصمة لا تُمحى على النظام الجزائري. في الواقع، بوعلام صنصال هو رهينة النظام الجزائري الذي يستخدمه لإرضاخ فرنسا”.

من جهتها، كتبت ماتيلد بانو من حزب اليسار الراديكالي “فرنسا الأبية”، على منصة إكس أن “جريمة الرأي يجب ألا يكون لها وجود. نحن نطالب مرة أخرى بإطلاق سراحه فورا”.

كيف عبر الجزائريون في فرنسا عن الأزمة بين البلدين؟

وكذلك اعتبر لوران فوكييه، زعيم نواب حزب اليمين “الجمهوريون”، على منصة إكس: “إدانة (صنصال) غير عادلة من نظام يكره الحرية”، داعيا إلى “الخروج من الخضوع للنظام في الجزائر”.

أما رئيس الوزراء السابق غابرييل أتال، رئيس الحزب الرئاسي “النهضة” ومجموعته البرلمانية في الجمعية الوطنية، فقد ندد عبر منصة إكس بـ”مهزلة قضائية”.

وكان الروائي بوعلام صنصال الذي وجد نفسه في قلب أزمة غير مسبوقة الخطورة بين فرنسا والجزائر، متهما خصوصا بـ”المساس بوحدة الوطن”، بسبب تصريحات، في وسائل إعلام فرنسية يمينية متطرفة، تبنى فيها موقف المغرب الذي يفيد بأن أراضيه بترت لصالح الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي.

وأصدرت محكمة جزائرية الخميس حكما بالسجن خمس سنوات مع النفاذ وغرامة مالية 500 ألف دينار (نحو 3500 يورو) في حق الكاتب بوعلام صنصال الموقوف منذ تشرين الثاني/نوفمبر.

وصار صنصال غير المعروف على نطاق واسع في فرنسا قبل هذه القضية، يحظى بتضامن واسع بين الفرنسيين. وتجمّع الثلاثاء مئات الأشخاص في باريس للمطالبة بالإفراج عنه، بينهم شخصيات من اليمين المتطرف مثل مارين لوبان وإيريك زمور.

 

قبل سجنه، كان صنصال الذي شغل مناصب مسؤولية رفيعة في الحكومة الجزائرية سابقا، صوتا ناقدا للسلطة، لكنه كان يزور الجزائر بشكل عادي وكتبه تُباع فيها من دون قيود.

وخلال محاكمته، نفى أي نية للإضرار ببلده، معتبرا أنه “مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري”، ومشيرا إلى “عدم إدراكه لما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية”، بحسب ما أوردت صحيفة “الشروق” الجزائرية.

ووفق ما ذكرت الصحيفة، ظهر صنصال “في صحة جيدة” داخل جلسة المحاكمة رغم معاناته من السرطان.

وجاء توقيف صنصال في 16 نونبر وسط أزمة دبلوماسية تسبّب بها إعلان باريس الصيف الماضي تأييدها تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من فرنسا.

وقبل النطق بالحكم رأى محللون أن مصير صنصال قد يلعب دورا حاسما في تهدئة أكبر أزمة دبلوماسية في العلاقات بين الجزائر وباريس منذ عقود، من خلال “إدانة مخففة أو مع وقف التنفيذ لأسباب طبية” أو حتى عقوبة سجن “يتبعها عفو رئاسي” في نهاية رمضان.