4 نونبر 2024

مؤسسة الطاهر السبتي وسفارة جمهورية بلغاريا في المغرب تقدمان مشروع “الوصول إلى تعليم ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة: “طريق نحو مجتمع دامج”

مؤسسة الطاهر السبتي وسفارة جمهورية بلغاريا في المغرب تقدمان مشروع “الوصول إلى تعليم ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة: “طريق نحو مجتمع دامج”


أطلقت مؤسسة الطاهر السبتي – ITS – بشراكة مع سفارة جمهورية بلغاريا بالمملكة المغربية مشروعا لتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، بهدف تعزيز توفير تعليم عالي الجودة للجميع. يحمل هذا المشروع اسم “الوصول إلى تعليم ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة: الطريق نحو مجتمع دامج”.
أهداف المشروع:
يهدف مشروع “الوصول إلى تعليم جيد للأطفال في وضعية إعاقة: “الطريق نحو مجتمع دامج” إلى المساهمة في معالجة العوائق التي تحول دون تعليم الأطفال في وضعية إعاقة، إذ يعد الإدماج التعليمي عنصرا أساسيا في تعزيز تكافؤ الفرص، والمشاركة النشطة لجميع الأفراد، بغض النظر عن قدراتهم في المجتمع.
جرى العمل على هذا المشروع بشراكة مع سفارة جمهورية بلغاريا لدى المملكة المغربية، ويركز على النقاط التالية، تحسين الوصول إلى التعليم، وتشجيع الإدماج، وتعزيز قدرات الجهات المعنية، وتحسيسها حول احتياجات الأطفال في وضعية إعاقة، وتعبئة المجتمع والترافع لدى المؤسسات المعنية من أجل تحسين جودة تعليم الأطفال من ذوي القدرات الخاصة.
يرتكز هذا المشروع على ثلاثة محاور رئيسية:
1) المحور الأول: بناء قدرات المهنيين في المركز الطبي النفسي والاجتماعي والمعلمين وأولياء الأمور.
2) المحور الثاني: الدعم النفسي التربوي من خلال ورشات علاجية لتنمية التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، ومنها: البستنة واستكشاف الطبيعة، ورشات الطبخ، ورشات التربية البدنية المتخصصة، وورشات الفن والثقافة.
3) المحور الثالث: النمذجة وتطوير نموذج للتجربة الطبية -النفسية -الاجتماعية، وتطوير التواصل بشأن نتائج أنشطة المشروع، وكذلك تنظيم لقاءات مع المؤسسات المعنية.
وتعتبر سفارة جمهورية بلغاريا بالمملكة المغربية، ومؤسسة الطاهر السبتي أن نتائج مختلف أنشطة هذا المشروع، (مدته 10 أشهر من شتنبر 2023 إلى يونيو 2024)،التي اعتمدها كل المهنيين والأطراف المعنية المستفيدة منها، ستكون إيجابية ومستدامة.
الإشكالية: إقصاء الأطفال في وضعية الإعاقة من الوصول لتعليم جيد
في المغرب، يتم تعليم أقل من نصف الأطفال في وضعية إعاقة، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة، على الرغم من أنهم ينتمون إلى الفئة العمرية التي تجعل التعليم الأساسي إلزاميًا، والوصول إلى التعليم حق أساسي (ا لمادة 32 من الدستور). وهذا الوضع المثير للقلق ينطبق بشكل خاص على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم 6 و11 سنة، حيث تبلغ نسبة الوصول إلى التعليم فقط 37.8٪، بينما تصل نسبة الوصول العام لهذه الفئة العمرية إلى 99.5٪. وتتأثر الفتيات بشكل أكبر، حيث يتم تعليم أقل من 30٪ منهن. علاوةً على ذلك، يبدو أن الوصول إلى التعليم محدود، حيث إن 79٪ من الأطفال في وضعية إعاقة الذين يتم ولجوهم إلى المدارس لم يتجاوزوا المستوى الابتدائي وقت إجراء الاستطلاع.
على مر العقود الأخيرة، اعتمد المغرب أنظمة تشريعية مهمة تهدف إلى تعزيز المشاركة الاجتماعية للأشخاص والأطفال في وضعية إعاقة. وتعزيز حقوقهم في المعاهدات والاتفاقيات الدولية خصوصا المتعلقة بالأشخاص في وضعية إعاقة، (إذ صادقت المملكة المغربية على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وبروتوكولها الاختياري في عام 2009)، ومنع دستور البلاد (الديباجة والمادة 34 تحظر على وجه التحديد أي تمييز مرتبط بالإعاقة وعلى مسؤولية الدولة في تلبية احتياجاتهم).، بشكل محدد أي تمييز متعلق بالإعاقة ويؤكد على مسؤولية الدولة في تلبية احتياجاتهم.
منذ عام 2016، أصبح القانون الإطار رقم 13-97 بمثابة نص مرجعي لمراعاة الإعاقة في المغرب. ويُذكَّر بالحصول على التعليم، الذي أعلنه الدستور حقاً أساسياً (المادة 32): “لا يجوز أن تكون الإعاقة سبباً في إعاقة التمتع بهذا الحق أو تقييد ممارسته”. ومع ذلك، إذا كانت النصوص الرسمية تهدف إلى ضمان هذه الحقوق على المدى الطويل، فإن تنفيذها الفعال يظل صعبا.
وفي هذا السياق، قامت مؤسسة الطاهر السبتي، وهي جمعية غير ربحية ذات منفعة عامة، تعمل منذ 1953 على الترويج لنموذج تربوي مغربي قائم على التميز والمواطنة والشمولية والابتكار، بالشروع في المرافقة الاجتماعية- النفسية داخل المؤسسة سنة 2014، تليها بعد عامين وحدة تقويم النطق، ثم تطوير جلسات التربية البدنية المتخصصة في عام 2018. وفي عام 2020 توسيع التخصصات المرتبطة بالمرافقة الطبية-النفسية- الاجتماعية. وذلك في ظل الطلب القوي الذي أكدته أوراش العمل العديدة مع جميع المعلمين والمهنيين التربويين والإداريين.
وفي نوفمبر 2021، قررت مؤسسة السبتي إضفاء الطابع الرسمي على هذه الوحدة لتصبح مركزًا طبيًا نفسيًا واجتماعيًا بدعم من مؤسسة عبد الحق الطاهري، وهو نتيجة عملية تدريجية ومبتكرة. عملية متعددة الجهات الفاعلة وعنصر أساسي لمشروع مستدام وعالي التأثير في التعليم الدامج.
ومنذ 2022 يقدم المركز دعمًا متعدد التخصصات ومكيفًا بشكل يلائم كل طفل في وضعية إعاقة، و/ أو يواجه صعوبات التعلم، حيث يقوم بإجراء تشخيص شامل في بداية العام الدراسي لكل تلميذ(ة). وعلى إثر التشخيص يتم تقديم العديد من الخدمات: تقويم النطق، المواكبة النفسية، المواكبة الحس- حركي، العلاجات التمريضية، الورشات الإبداعية بدعم من مؤسسة عبد القادر بن صالح.
تقديم سفارة جمهورية بلغاريا بالمغرب:
أنشئت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وبلغاريا سنة 1960، وكانت دائما نموذجية للتعاون الثنائي المتوازن والمتبادل من اجل المنفعة. لقد لعبت السفارة البلغارية دائمًا دورًا مهمًا في تعزيز هذا التعاون، الذي يتم في مجال الحوار السياسي، والتبادل الاقتصادي، والعلمي، والتعليمي، والثقافي. وكان عملها مكرسًا دائمًا لتحقيق نتائج إيجابية لكلا البلدين. لقد كان التعليم والتعاون الثقافي دائمًا من الأولويات. فالعديد من المغاربة اليوم لا ينسون معلميهم البلغار في المدارس الثانوية والعليا في السبعينيات والثمانينيات، واليوم لا تزال السفارة تعمل في مجال التعليم وتبذل جهودها في افتتاح مكتب لاستقبال الطلبة المغاربة بسفارة بلغاريا بالرباط. تعمل السفارة أيضًا على تقديم المساعدات التنموية لمشاريع التنمية غير الحكومية التي تحددها وتنفذها الجهات الفاعلة في المنظمات غير الحكومية المحلية.
تقديم المركز الطبي النفسي الاجتماعي التابع لمؤسسة الطاهر السبتي (CMPS-ITS):
يعد المركز الطبي النفسي الاجتماعي جهازا متخصصا، تتمثل مهمته الرئيسية في دعم الأطفال في وضعية إعاقة واضحة أو خفية، والاضطرابات والصعوبات التعلمية في مسارهم التعليمي، والغرض منه هو ضمان أن كل طفل(ة) يمكنه الاستفادة من التعليم الذي يتكيف مع احتياجاته، وبالتالي تعزيز تطوره الشخصي واندماجه الاجتماعي.
لماذا المركز الطبي النفسي الاجتماعي CMPSفي مؤسسة الطاهر السبتي : ITS
إن المركز الطبي النفسي الاجتماعي التابع لمؤسسة الطاهر السبتي هو مركز مخصص للدعم الطبي النفسي الاجتماعي داخل مؤسسة الطاهر السبي ITS، وهي نتاج تاريخ وتطور مؤسسة الطاهر السبتي التي تأخذ في الاعتبار التغيرات الاجتماعية وتعتمد على الابتكار الاجتماعي. إذ ينصب تركيزها الأساسي على دعم المشاريع الحياتية للأطفال في وضعية إعاقة مرئية أو غير مرئية، والأطفال الذين يعانون من صعوبات واضطرابات تعلمية.
لدى CMPS-ITS أيضًا هدف يتمثلg في تعويض النقص في هياكل الدعم للأطفال في وضعية إعاقة أو صعوبات واضطرابات التعلم؛ وهو مخصص للأطفال من الأسر الهشة، والمتمدرسين بالمؤسسة أو في المؤسسات المحيطة.
خدمات مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي CMPS:
يقدم هذا المركز خدمات عالية الجودة لجميع الأطفال، بما في ذلك:
 إجراء تشخيص كامل في بداية العام الدراسي لكل طفل(ة).
 دعم شخصي متعدد التخصصات لكل طفل يواجه صعوبات؛
 التعديل المستمر لبرنامج الدعم حسب الصعوبات وتقدم الأطفال بناء على التقييم المستمر.
 إجراء تقييم نهائي في نهاية العام الدراسي لضبط تائج التكفل والمرافقة.
يقدم مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي، دعمًا متعدد التخصصات يتدخل في التنمية النفسية والمعرفية، والحس الحركية، والنفسية، والاجتماعية، وبهذا المعنى، يتم تقديم العديد من التخصصات ضمن المسار التربوي المعتمد بالمؤسسة:
 التعليم المتخصص يتيح تتبع الأطفال بشكل فردي وتعزيز التفاعل الاجتماعي بينهم
 تساعد المرافقة المتعددة التخصصات على تقليل تأثير أوجه القصور، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبات و/أو اضطرابات في التعلم، أو في وضعية إعاقة مرئية أو خفية.
 تعمل التربية البدنية المتخصصة على دعم القدرات الفردية للأطفال وتقوية تقدير الذات وتحقيق الابتهاج والثقة بالنفس.
 تساهم الورشات المتعددة في تقوية التفاعل الاجتماعي للأطفال، وربطهم بواقعهم المعيش واليوم، وتساهم في استقلاليتهم مما يساهم في تطورهم بكل أبعاده.
الأهداف المحددة لمركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي CMPS:
• التقييم والتدخل: يركز CMPS على الاحتياجات الفردية لكل طفل(ة) وتنفذ التدخلات المناسبة لتعزيز تعلمهم وتطورهم.
• الدعم التعليمي: يعمل المركز بشكل وثيق مع الهيئة التعليمية لتكييف أساليب التدريس والترتيبات المدرسية مع مراعاة احتياجات الأطفال، وبالتالي تعزيز نجاحهم الأكاديمي.
• تعزيز التفاعل الاجتماعي: يشجع CMPS التفاعل الاجتماعي بين جميع الأطفال، وبالتالي المساهمة في خلق بيئة دامجة
أثر وجود مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي CMPS:
إن وجود مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي في مدرسة دامجة له وقع كبير على الأطفال والأطر التربوية والمؤسسة ككل:
 تحسين التحصيل الأكاديمي: يُظهر الأطفال الذين يتلقون الدعم من مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي عمومًا تحسنًا في التحصيل الأكاديمي.
 تعزيز احترام الذات: يشعر الأطفال بالتقدير والاندماج، مما يعزز احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
 الحد من السلوكيات المشينة: يساعد مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي على إدارة السلوك، مما يخلق بيئة تعليمية أكثر سلامًا للجميع.
 تعزيز التفاعل الاجتماعي: يقوم الأطفال بتطوير المهارات الاجتماعية من خلال التفاعل مع أقرانهم، مما يساهم في تحسين التفاهم المتبادل.
توجيه الوالدين:
يعمل مركز الدعم الطبي النفسي الاجتماعي بشكل وثيق مع أولياء الأمور لإبلاغهم بالاحتياجات المحددة لأطفالهم وإشراكهم في تعليمهم. يعد توجيه الوالدين ضروريًا لضمان نجاح الطفل في المنزل والمدرسة، وتقبله والإقرار بقدراته بغض النظر عن وضعه

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *