لن أبكيك يا عين الحياة
يمكن صرخ من الألم »
من لسعة النار ف الحشا
يمكن ضحك
او ابتسم
او ارتعش
او انتشى
يمكن لَفَظ اخر نفس كلمة وداع
لجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كثير ملو الخيال
و الف مليون احتمال
لكن أكيد و لا جدال
مات موتة رجال
محمد الطالبي
حين تصير الكتابة رتقا لعين الحياة، وانفجارا لإكسير الزمن ، يكون الأمر جللا يتجاوز الكتابة والنعي والحديث عن الموت والخصال..حينها فقط يكون سي عبد الرحمان العزوزي الشهيد حيا وميتا قد ارتقى قد تعالى بعيدا عنا وعنهم بشكل اختياري .
سيكون العالم في حاجة الآن لمن يبتسم له بوجه ضيق وعيون صغيرة ونظارتين طبيتين ظلتا تحجبان عنه رؤية السواد والألوان غير الطبيعية، هو فقط رجل يرى الأحلام في اليقظة ويرى الحياة والإنسان، يرى وطنا عانق الأصفاد يدا بيد مع الشهيد الآخر عمر ينجلون، أكلت الأغلال وأحقاد الجلاد منه كل الدم واللحم وتركت فيه بقايا عظام، بقايا كائن، لكنها لم تستطع أن تنزع من الإنسان عبد الرحمان الإنسان كل الإنسان.
رجل آمن بالوطن والإنسان وأعطى صادقا في حب الحياة ..ضحك حتى الثمالة من غدر المقربين وقاوم من أجل العمال، من أجل الكادحين، كانت ابتسامته عنوانا وكتابا مفتوحا للأمل والحب، كان يتحدث بهدوء، تحتاج إلى قدرة كبيرة للاستماع إليه فبالأحرى أن تستوعب المغزى، لأن الرجل كان يتحدث بكل جوارحه، وكان يتعذر على غير الحقيقيين أن يفهموه وأنى لهم وما أكثرهم ممن شيدوا أوهاما في الاستئثار بإرث التاريخ والتاريخ حي يضحك منهم من صغرهم وقزميتهم .
عرفناك سي عبد الرحمان في سيدي عثمان رجل التوافقات ” حلال لوحايل” لم يكن أحد يرد اقتراحا من لدنك وأنت الحكيم الزاهد، لم تجعل من السياسة مطية أو مصدر عيش بل طريقا للإنسان وأفقا لتحرير قدرات هذا الشعب الطيب وكل الشعوب، ومن أجل العدالة والحرية والكرامة، تشهد منصات العمال في احتفالاتهم وفي أقراحهم، سيشهد الحقيقيون كنفدراليون وفدراليون وتقدميون ومستقلون وكل النقابيين المخلصين لقضايا الطبقة العاملة، انت ما هنت وما خنت وما تراجعت وما تخاذلت، بل أنت انت في كل القوارب الماضية نحو الوطن.
تفرق الرفاق أحزابا ونقابات واختاروا مراكب وموانئ لكل واحد، وأنت في السياسة وفي النقابة كما في الحياة، اخترت أن تكون في كل المراكب، مناديا بالوحدة والتكتل مع الحقيقيين، الذين كنت تعرفهم جميعا، تعرف الغث من السمين، كنت تسامح الجميع رغم أنهم لم … وبقيت أنت في الأعالي وفي القمم وعند البسطاء .
لن أبكيك اليوم يا أبا وصال ولا بعد اليوم، لأن ابتسامتك تشق عيني وتجفف دمعي وكل الدموع ستبقى ما قبل الماء، ستظل حيا فينا بماعلمتنا، أو بما استطعنا أو استطعنا أن نتعلم منك.
وأنت تواجه الموت بصبر وأناة بعيد العيد حيث تعذر اللقاء وكان الفراق، سيبقى الموعد موعدا والتاريخ تاريخا أيها الإنسان الصادق الصدوق .
طوبى للموت بك في الحياة .