3 نونبر 2024

“كتيبة الاغتصاب”… من بوعشرين إلى الريسوني وصولا للراضي ألم يخجل بعد المدافعون عن منتهكي الأعراض

“كتيبة الاغتصاب”… من بوعشرين إلى الريسوني وصولا للراضي ألم يخجل بعد المدافعون عن منتهكي الأعراض

سرعان ما تداعى جبل الجليد وسقط القناع عن مغتصب الصحافيات السجين توفيق بوعشرين، وتحول كل من دافع عنه بالأمس إلى عدو له اليوم بعد مساعيه الجارية خلال هذه الأيام إلى اغتصاب خاص هذه المرة… وهو اغتصاب حقوق العشرات من الصحافيين والصحافيات المشتغلين داخل مؤسسته مستعينا تارة بزوجته وتارة بشقيقته كما شقيقيه أحيانا لمحاولة فرض واقع جديد داخل كل من “أخبار اليوم”، و”اليوم 24″، بطرد هذا وذاك وتلك ضدا على القانون، بل من المطرودين أو ممن اغتصب حقوقهم هذه المرة من كان يدافع عنه بشراسة في قضاياه الجنسية المخجلة واتجاره في البشر وهتك عرض صحافيات لديه.
على الأقل ولحدود كتابة هذه السطور لم يجرأ أحد على النطق بهذه الحقيقة ولو أن من دافع عنه بالأمس يتداولها اليوم همسا سهل على من اغتصب زوجة صحافي يشتغل لديه وهي حامل أن يغتصب الحقوق المادية والمعنوية للعشرات من العاملين لديه اليوم إنه هوس حقيقي بالاغتصاب بمختلف أشكاله وأنواعه.
وإن كانت فضائح السجين بوعشرين الجنسية وثقت بالأمس صوتا وصورة فإن الاغتصاب الجديد الذي يقوم به اليوم لحقوق الصحافيات والصحافيين صار حديث كل لسان وينذر باغتصاب أخطر من سابقيه فالمثل يقول “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.
لا يعرف المرء صدقا لماذا يلجم البعض ألسنتهم هنا في المغرب، حين تقوم دول يصفونها هم أنفسهم بالمتقدمة والديمقراطية ووو باعتقال ومحاكمة صحافي أو داعية كما كان الحال مع طارق رمضان في فرنسا أو ملف الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس، بعد اعتقاله بأمريكا ولا يتم التشكيك ولو بـ 1 بالمائة في هذه القضايا في حين يشرع البعض أفواههم وصفحاتهم على “الفايسبوك”، ويشككون في كل شيء وفي الوقت حتى الذي يطالبون فيه هم باستقلال القضاء يشككون في أحكامه ويريدون تسييره على هواهم بل ويقومون بـ”النديب”، و”التحياح”، فقط لأن المعتقل في نظرهم هم حقوقي أو صحافي بارز مع التسطير على الكلمة بألف خط أحمر، ففي المغرب يعتقل عدد لا بأس به من الأشخاص بتهم الاعتداء الجنسي والاغتصاب في حق نساء وأطفال… لكن مناضلي الفايسبوك يتركون كل هذا جانبا ولا يعيرونه أدنى اهتمام ويدبجون تدوينات غريبة من قبل أطلقوا سراح فلان أو علان وكلنا فلان أو علان وكأننا بهم يقولون كلنا مغتصبون…. ويبقى الأخطر في كل هذه القضايا التي تروج أمام المحاكم المغربية اليوم توفيق بوعشرين، سليمان الريسوني، عمر الراضي، هو أن لا أحد من المتضامنين قرر أخذ مسافة وافترض إمكانية حدوث تلك الجرائم البشعة فالصحافي أو الحقوقي ليس ملاكا طاهرا وشخص ليست له جوانب مظلمة في حياته و”سلطة رابعة” قد يتخيل للحظات أنها يمكن أن تحميه وأنه بفضلها فوق القانون، فلنتفق بداية أن الصحافي بشر يخطئ ويصيب ويجرم أحيانا في حق الآخر فكم من صحافي سقط وهو يتاجر في المخدرات وينصب ويبتز ويسرق ويتحايل كما يغتصب… وفي كل دول العالم يحاكم الصحافي على مثل هذه الجرائم دون أن تثار أية ضجة فقط لكون الذي تتم محاكمته صحافيا أو من المؤلفة قلوبهم.
فالحداثيون في الحداثة المفترى عليها والمعطوبة اليوم باتوا يتيحون ويجيزون اغتصاب النساء من باب الحرية والتقدمية والرضائية ومسميات أخرى وحتى أكبر جمعية حقوقية بالبلاد صارت تجلد الضحية وتناصر الجاني رغم أن المنطق الحقوقي يفترض مساندة كل أطراف القضية حتى ينطق القضاء بحكمه، هذا المعسكر الحداثي بين ألف قوس الذي يدافع عن كتيبة الصحافيين المغتصبين يبيح الإجهاض وهتك عرض النساء والرجال واغتصاب كل شيء يتحرك بدعوة التحرر والمشاعية الجنسية مغيبا عن ناظريه وفي لحظة توحشه أن هناك دينا وقانونا وأعرافا تحكمنا جميعا وتوافقنا حولها تسمي الأشياء بمسمياتها الاستغلال الجنسي ومحاولة تملك جسد رجل أو امرأة بغير رغبته هو هتك عرض واغتصاب وجريمة قانونية وأي محاولة حتى لتبرير ذلك تعد مشاركة في الجريمة.
ليس بوعشرين الذي يشتهي العاملات لديه ولا الريسوني الذي يشتهي الغلمان والراضي الذي مس بعرض زميلة واستيتو الذي لم يجرؤ على تقديم المساعدة لشخص في وضعية خطر وحدهم المذنبون بل المذنبون كذلك وبدرجة قد تكون أكثر هم من يدافعون عنهم بالباطل ويحاولون طمس حقيقة وجود سيدات وسيدة وشاب لا ذنب لها سوى وقوعهم ضحية جرم مشهود فهل بالشطحات الفايسبوكية يمكن إخفاء معالم هذه الجرائم الشنعاء وهل أشباح الفايسبوك لم يخالجهم ولم يحسوا بأدنى ذرة حياء وهم يعيدون اغتصاب الضحايا من جديد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *