كتاب جديد للمركز العربي للأبحاث: “تحقيق الحرية”
صدر حديثا عن المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية ترجمة لكتاب عالم السياسة الأمريكي توم بالمر بعنوان : “تحقيق الحرية، تاريخ النظرية التحررية وممارستها”. الكتاب الذي ترجمته هاجر الماجري وراجعه نوح الهرموزي وعزيز مشواط ورشيد أوراز يحتوي على 524 صفحة من الحجم المتوسط.
يـدور مضمون هـذا الإصدار الجديد للمركز حـول نظريـة الحريـة وتاريخهـا وممارسـتها. ويحتـوي علـى مقـالات مختـارة طويلـة وقصـــيرة ســـبق أن نشـرها الكاتب على مـدى العقود القليلة الماضية. ويحاول توم بالمر العودة إلى العلاقات الوثيقة بين الحرية والحقـوق وسـيادة القانون حيث يقول في مستهل الكتاب” ربما تبـدو عبـارة “سـيادة القـانون” للـبعض مبتذلـة ومملـة ورتيبـة، ولكــن تلــك الجملــة هــي العامــل الحاســم للحريــة”. ويضيف “أن الحق الموضـوعي والحـق الـذاتي ليسـا فقـط منسـجمين معـا مـن الناحيـة المنطقيـة، وإنما ينبغي أيضا أن يكمــل كل منهمـا الآخـر فــي نظريـة العدالــة المنظمة تنظيما جيدا”.
وفي محاولته لتعريف الحرية يستلهم توم بالمر العديد من الأدبيات الكلاسيكية مع التركيز على ضرورة الحذر من كل خلط بين الحرية ونتائجها. يقول في هذا الصدد” يجب ألا نخلـط بـين الحريـة وبـين المقـدرة أو الإمكـان أو المعرفـة أو الفضـيلة أو الصـحة أو الثــــروة. دعونـا نضع معيــارا للحريـة، يُعبـر عنه بمصطلحات وألفـاظ واضـحة ودقيقـة، دون أن نلحقـه بأوصاف مضـللة، وأن نعـزز ونؤيـد هـذا المعيار أمام الجمهـور، مـن خـلال القـول بأننـا مـع الحرية – بسبب الحرية– نتمتع بالازدهار والسـلام والكرامـة والمعرفـة والصـحة وكثيـر من الخيرات الأخرى. لكـن فـي الوقـت الـذي نتمتـع فيـه بـنعم الحريـة، نرجـو ألا نخلط بــين هــذه الــنعم وبــين الحرية نفســها، لأننا حــين نمشــي علــى مسـار الخلط فإننا سنفقد كلا من الحرية ونعمها.
ويراوح الكتاب في منهجيته بين البعد النظري من خلال مقالات تعود إلى مفهوم الحرية وإشكالاته الفلسفية والإنسانية، ومقالات أخرى ترتبط بتاريخ المفهوم وملابساته من خلال نماذج تاريخية مستمدة من تجارب العديد من الشعوب السباقة إلى تجريب مختلف أشكال طلب الحرية ومحاولة تطبيقها.
ويتطرق المؤلف أيضا لأهميـة القيـام بـدور فاعـل، وأهميـة تـولي مســــؤولية الحريـة وعـدم التراجــــع عــــن مواجهــــة التحــديات. وبالإضافة إلى قيمته النظرية والفلسفية يسعى الكتاب أيضا إلى مناقشة كيفية تطبيق مقترحات التحررية في الإصلاح والتحسين.
يذكر أن الكتاب المنشور يأتي في سياق سلسلة من الترجمات التي أشرف عليها المركز العلمي العربي ضمن استراتيجياته الرامية إلى إطلاع القارئ العربي على منتجات الفكر الإنساني والتجارب الرائدة في ميادين العلوم الإنسانية والفلسفة.