مليار و800 مليون مسلم ومسلمة في العالم يزورون المسجد_النبوي، حيث يحرص معظمهم على التوجه إليه سنوياً، خاصة في طريقهم لأداء مناسك الحج و العمرة، للصلاة فيه، وزيارة قبر الرسول.
والمسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية تمت فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية، وهو المسجد الثاني الذي بناه النبي في السنة الأولى من الهجرة، وكانت أرضه مربداً “مكاناً لتجفيف التمر” لغلامين يتيمين اسمهما “سهل وسهيل”، واختط الرسول أرض المسجد فجعل طوله “50 متراً وعرضه 49 متراً”، وجعل القبلة إلى بيت المقدس، وحفر أساسه وسقفه بالجريد، وجعل عمده جذوع النخل، وجعل له ثلاثة أبواب “باب في مؤخرة المسجد وكان يقال له باب عاتكة أو باب الرحمة، وباب جبريل وهو الذي يدخل منه الرسول، وجعل في مؤخرة المسجد مكاناً مظللاً يعرف بالصفة، وهو المكان الذي كان يأوي إليه الغرباء والمساكين”.
ولم يسقف الرسول كل المسجد، وكان إذا نزل المطر يسيل مختلطاً بطين السقف على المصلين، ولما طلبوا من النبي أن يزيد الطين على سقفه رفض وقال: “لا، عريش كعريش موسى”، ولم يكن المسجد مفروشاً في بداية أمره، ولكنه فرش بالحصى بعد ذلك في السنة الثالثة من الهجرة، وعندما حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حدث تغيير في المسجد، إذ تحولت الصفة من الجنوب إلى شمال المسجد، وأغلق الباب الذي في مؤخرته وفتح باب جديد في شماله بعد الزيادة النبوية الشريفة تمت توسعة المسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17هـ إذ لم يزد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه في عهده بالمسجد لانشغاله بحروب الردة. ولكن في عهد الخطاب ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس، فقام الفاروق رضي الله عنه بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد، وكانت توسعته من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية.
وفي سنة 29 للهجرة، في عهد الخليفة عثمان بن عفان ضاق المسجد النبوي بالمصلين، فشاور أهل الرأي من الصحابة في توسعة المسجد، فاسـتحـسنوا ذلك، ووافقوه الرأي. وبقي المسجد النبوي على ما هو عليه بعد زيادة الخليفة عثمان بن عفان وحتى عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 هـ دون أي زيادة، فكتب الوليد إلى واليه على المدينة عمر بن عبدالعزيز (86 – 93هـ) يأمره بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف لضمها إلى التوسعة. كما أمره أن يدخل حجرات أمهات المؤمنين في التوسعة، فوسع المسجد النبوي وأدخل فيه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت زيادة الوليد من ثلاث جهات، وهي الشرقية والشمالية والغربية، وأصبح طول الجدار الجنوبي 84 متراً، والجدار الشمالي 68 متراً، والغربي 100 متر قدرت هذه الزيادة بحوالي 2369 متراً مربعاً.
وفي سنة 654هـ احترق المسجد النبوي الشريف فساهم في عمارته من جديد عدد من الخلفاء والقادة المسلمين، وكان أول من أسهم في ذلك آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله، وعندما شب الحريق الثاني بالمسجد النبوي الشريف سنة 886 هـ استحوذ الحريق على أجزاء كثيرة من سقف المسجد فوصل خبره للسلطان قايتباي حاكم مصر، فأرسل المؤن والعمال والمواد فعمره وتم تسقيفه سنة 888هـ، وبني للمصلى النبوي محراب كما بني المحراب العثماني في الزيادة القبلية، وعند بناء القبة الخضراء على الحجرة النبوية الشريفة التي دفن فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ظهر ضيق جهة الشرق فخرجوا بالجدار الشرقي بنحو ذراعين وربع ذراع، فيما حاذى ذلك وتمت العمارة سنة 890هـ حيث تعد هذه التوسعة هي آخر توسعة جرت إلى العهد العثماني والعهد السعودي، وتقدر هذه التوسعة بحوالي 120 متراً مربعاً.
وفي سنة 1265هـ أرسل الخليفة العثماني عبدالمجيد الثاني الصناع والمهندسين والعمال والمؤن وكل ما يلزم لإعادة تعمير وتوسعة المسجد بأكمله، فبدأت العمارة لكامل المسجد حيث استغرقت العمارة نحو 13 سنة، وكانت العمارة من الحجر الأحمر من جبل غرب الجماوات بذي الحليفة “والجبل معروف حالياً بجبل الحرم، وبه آثار تدل على ما أخذ من أحجار للمسجد النبوي الشريف”، حيث استخدمت حجارته لبناء الأعمدة.