قرار مشاركة الاتحاد والانخراط بقوة في مشروع الإصلاح
لا نحب أن نناقض أنفسنا في فترة زمنية قصيرة ولذلك سنقول للبعض الذي سيحاول أن يسجل علينا هذا الموقف أن السياسة التي إبتلينا بها منذ الصغر ( شاركت في فاتح ماي سنة 1963 وحينذاك كان عمري عشر سنوات ) فرضت علينا بحكم الانخراط العائلي الكلي في معارك الحزب منذ تأسيس الاتحاد الوطني أن نخلص لذلك الرصيد .
حين قرر المرحوم الحسن الثاني أن ينظم مسيرة شعبية وطنية لتحرير الصحراء دون إشراك الفاعلين السياسيين كتب الشهيد عمر بن جلون إفتتاحية حول تلك المسيرة تحت عنوان « فلتكن » وهو في نفس الوقت صاحب تلك القولة الشهيرة « الموقف المبدئي والتطور الحتمي » وذلك يعني أن الموقف المبدئي لا يجعل صاحبه يظل واقفا في مكانه ذلك أن دينامية الصراع تتفاعل فيها عدد من الإرادات التي تساهم في تطور الأحداث وهو المدلول لمعنى التطور الحتمي .
ما هي المحددات التي أقرت مجاهدة الاتحاد للمشاركة في الحكومة رغم الرفض الذي قوبل به من طرف الفاعل الأساسي في تشكيلها :
– أولا : ينبغي تذكير الجميع أن الدولة ونقصد المؤسسة الملكية وبحسب الدستور تملك اختصاصات واسعة تجعلها راعية للمصالح الكبرى للوطن ويستفاد من ذلك أنها أيضا لها نظرتها لدور النخب السياسية ، والواضح أنه في الفترة الاخيرة الممتدة من انتخابات 7 أكتوبر لم تكن تلك النخبة قادرة على التوصل إلى توافق سياسي نتيجة للتسممات التي تمت من هذه الجهة أو تلك ، وذلك يعني أنها تملك حق النظر un droit de regard في أوضاع الفاعلين السياسيين خصوصا إذا تعلق بتعطيل مؤسسة دستورية تتمثل في الحكومة ، وبالواضح فإن الذين يروّجون أن دخول الاتحاد إلى هذه الحكومة قرار سيادي ينبغي أن يدركوا أن ذلك سيكون شرفا لحزب أن تصير له هذه الأهمية التي تستدعيها مصلحة الوطن .
– ثانيا : إن ثقافة التبخيس ( التي يمارسها البعض بسوء نية وآخرون على سبيل الهواية ) للمؤسسات السياسية يخدم جهات تتربص بالبلد وتعابير مثل الكعكة وغيرها تكشف عن نظرتهم هم للسياسة لسبب بسيط أن الوزراء هم ضرورة سياسية ولا يمكن تدبير شؤون البلاد بدون مسؤولين .
– ثالثا : إن إصرار الاتحاد على المشاركة كان نتيجة للنهج الإقصائي وثانيا فإنه يُعبر عن تشبثه بكونه جزء لا يتجزأ من مشروع الإصلاح على أن تتحدد معالمه وأهدافه للشعب المغربي وذلك ما أكد عليه بيان المكتب السياسي الأخير .
ولذلك فإن الحملة التي يتعرض لها الاتحاد ليست جديدة و أنا أعتبرها عير ذات قيمة لكونها تشكل اللحظات الاخيرة لحقد تمٓلّكه اليأس وعلى الاتحاد أن يستمر في المشوار ومسؤوليته هي أمام الشعب المغربي وهي التي يضعها نصب عينيه .