عبد اللطيف الحموشي… حكيم الأمن الذي أعطى معنى مختلفا لمدلول “البوليس” بالمغرب
ليس لسواد عيون عبد اللطيف الحموشي، تنهال عليه التكريمات والأوسمة من هنا وهناك، فالاحترام الذي يحظى به الرجل داخل المغرب باعتباره كفاءة أمنية وطنية حقيقية هو من شفع له ليتوج لدى الإسبان وفي أكثر من دولة أوروبية… فقبل مدة تسلم للحموشي وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني وهو واحد من أعلى الأوسمة بالجارة إسبانيا.
كل من يعرف ابن تازة عن قرب يصفه بالرجل الهادئ والوطني الكبير عاشق تراب هذا الوطن حد النخاع والرافض لجنسيات عدة قدمت له من دول عظمى، المدير العام الذي يجمع بين أكبر المناصب حساسية في المملكة يشتغل كثيرا ونادرا ما يتحدث وإن كانت إنجازاته تقول كل شيء وتخبرنا عن هرم من طينة خاصة، قليلا ما يستريح وكثيرا ما يعمل ويقدر معنى أن تكون مسؤولا عن أمن حوالي 40 مليون مغربي ومغربية.
“ولدت مغربيا وسأبقى وأموت مغربيا”، هكذا خاطب الرجل وبلباقة ذات يوم الأمريكان متقد الذكاء أمني بالفطرة إنساني بالطبع يناصر المظلوم ويسعى لتجويد العمل الأمني وعصرنته ليكون في حجم التحديات التي تجابه البلاد وفي مقدمتها قضايا التطرف والإرهاب، ولعل حصيلة عمل الرجل ومؤسساته تغني عن أن نرميه بالورود لكن ثقافة الاعتراف تدفع للقول بأن الرجل يعشق التحدي ويعمل ليل نهار ودون بهرجة وأضواء، ولعل ما يرشح لوسائل الإعلام عن إنجازاته ليس سوى النزر اليسير عن المهام والملفات المعقدة التي دبرها بنجاعة واقتدار.
تستحق شخصية عبد اللطيف الحموشي لأن تدرس باعتبارها جانبا مشرقا ومشرفا لهذا الوطن الحبيب، ولكونه قدوة ومثالا منيرا للشباب المحب لوطنه والطامح لخدمة بلده من بوابة الأمن، وبشهادة العديد من رجال ونساء الأمن تعتبر فترة عبد اللطيف الحموشي على رأس مؤسستين أمنيتين هامتين بالبلاد من أزهى الفترات داخل هاته الإدارت في ظل السعي الحثيث لتحسين وضعية الشرطي والشرطية مع الحرص على التخليق وخلق مصالحة واسعة بين المغاربة وأمنهم.
لن تكفي هذه الكلمات في إيفاء الرجل حقه والإحاطة بشكل دقيق بمعالم شخصية استثنائية طبعت مسار المغرب الحديث وتركت بصمات وما تزال في حياة هذا البلد، الحموشي يخلق الحدث في كل مرة وحين لكن بعمله وتفانيه في خدمة ملكه ووطنه بسريرة ونيتين صافيتين أكثر من السعي وراء الأضواء التي تبحث هي وحدها عن الرجل في كل مرة وفي كل محطة، وكأن القدر يكافئ كل وطني مخلص انطلاقا من المقولة الراسخة في التاريخ “لكل مجتهد نصيب”.
إن سر توازن “سفينة” الأمن المغربي وتفوقها على نفسها في أحايين كثيرة يرجع أساسا ويستمد قوته من قوة شخصية الحموشي الحادة الذكاء والمتسمة ببعد النظر الذي جعله يحدث الفارق حتى في أعقد الملفات واللحظات الدقيقة في تاريخ البلاد “اجتمع فيه ما تفرق في غيره”، عبارة تعبر بدقة عن مسار رجل استثنائي حكيم رزين وهادئ وذي عطاء غير محدود في خدمة الوطن.