عبد الفتاح كيليطو يصدر جديده ” في جو من الندم الفكري”
أصدر الكاتب عبد الفتاح كيليطو كتابا جديدا بعنوان “في جوٍّ من النَّدَم الفكريِّ”، عن “منشورات المتوسط” بإيطاليا، ويبلغ عدد صفحاته 80 صفحة.
و كشفت ” مجلة فكر الثقافية” أن الكاتب استقى عنوان كتابه من مقولة للمفكر الفرنسي غاستون باشلار يذكر فيها “إذا ما تحررنا من ماضي الأخطاء، فإنَّنا نلقي الحقيقة في جوٍّ من النَّدم الفكري. والواقع أنَّنا نعرف ضدَّ معرفة سابقة، وبالقضاء على معارف سيِّئة البناء، وتخطِّي ما يعرقل، في الفكر ذاته، عملية التفكير”.
وأشار كيليطو في مقدمة كتابه إن “خصوصية الكتابة مرتبطة بنوعية القراءة. ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء، ما هو أول كتاب قرأته؟ في كل مناسبة أقدِّم عنوانًا مختلفًا حسب مزاج اللحظة، ومنعرجات الذاكرة، وحسب الشخص الذي يسألني ولغته والأدب الذي ينتمي إليه، فأقترح، بل أخترع كتابا أول، أُبدع مرة أولى”.
يتابع صاحب “لن تتكلم لغتي” قائلاً: “ها نحن أمام مسألة البدايات. هل هناك أصلاً مرة أولى؟ في أغلب الأحيان لا تكون مؤكدة ومضمونة، سواء أتعلق الأمر بالقراءة أو بأمور أخرى. ما إن نعتقد الإمساك بها حتى نكتشف، وربما في الحين أو فيما بعد، أنها مسبوقة بأخرى. المرة الأولى في النهاية هي المرة بعد الأولى، وفي أحسن الأحوال المرة الثانية”.
ويضيف: “حين كنا تلاميذًا كان معلمُّونا ينصحوننا، بخصوص تمرين الإنشاء، أن نراجع ما كتبنا بهدف استدراك ما قد يكون فيه من أخطاء لغوية، قبل أن نسلمه لهم للتصحيح. كنا نعتبر الخطأ شيئًا عرضيًا، مردُّه إلى الإهمال ويكفي قدر من التركيز لتلافيه. مراجعة سريعة وتنتهي مهمَّتنا، هكذا كنا نرى الأمر. أما اليوم فإنني أعيد النظر في ما كتبت عشرات المرات، ولا أتوقف إلا وفي ذهني أنني إن أعدت القراءة سأكتشف هفوات جديدة”.
ويكمل “خلافًا لما كنت أعتقد في صغري، اتضح لي أن الخطأ ليس شيئاً يحدث أو لا يحدث. إنه على العكس المكون الأساس للكتابة، معدنها وطبعها. أن تكتب معناه أن تخطئ. تساءل رولان بارت عن السكرتيرة المثالية التي لا ترتكب أخطاء حين تقوم برقن نص من النصوص، وأجاب: ليس لها لا وعي”.
ونقرأ على ظهر غلاف كتاب كيليطو الجديد، للفيلسوف الألماني إدموند هوسرل: “في العمل الفلسفي، عقدتُ العزم أن أتخلى عن الأهداف الكبرى وأن أعتبر نفسي سعيداً إن تمكنت ببساطة، هنا وهناك، من إيجاد موطئ قدم على قطعة صغيرة جداً من أرض صلبة، في المستنقعات الضبابية المتقلبة. هكذا انتقلتُ في حياتي من يأسٍ إلى يأس، ومن تماسُك إلى تماسك”.
يشار إلى أن كيليطو، الذي يتميز بأبحاثه الرصينة معيداً بها قراءة السرد العربي القديم على ضوء المناهج الحديثة، حاملاً هم التجديد في الدراسات الأدبيَّة العربيَّة.
من أبرز مؤلفاته: “الأدب والغرابة” و”الكتابة والتناسخ” و”الأدب والارتياب” “المقامات… السرد والأنساق الثقافية” و”العين والإبرة” و”لسان آدم” و”الحكاية والتأويل” و”بحبر خفي” و”من شرفة ابن رشد” و”لن تتكلم لغتي” و”الغائب” و”أبو العلاء المعري أو متاهات القول” و”من نبحث عنه بعيدا يقطن قربنا” و”وحصان نيتشه”.
تُرجمَت له أعمال عديدة إلى لغات أخرى، بينها الإنجليزية والإسبانية والإيطالية، وعمل محاضراً زائراً في عدة جامعات أوروبية وأمريكية من بينها جامعة بوردو، والسوربون الجديدة، الكوليج دو في فرانس، جامعة برينستون، جامعة هارفارد.