شهادة في وليد أعزري الطالب المغربي المتوفي بالديار الأوكرانية
سفيان شكيح
ويأبى الموت إلا أن يفجعنا في عزيز على القلب لديه مكانة الأخ الكبير محبة وتقديرا ووفاءا…
وتمعن الظروف في قسوتها بالحؤولة بيننا وبين الوداع الأخير للأخ الذي شاركنا نزق الطفولة والشباب.
في غفلة منا، سرق القدر الصديق وليد أعزري وشابين آخرين عقب حادثة مساء أول أمس، هناك…بالديار الأوكرانية. لم يمعن وليد في مدى عمق الجرح الذي سيخلفه رحيله… لم يمعن في مدى الحسرة التي ستغطي قلوب كل أصدقائه ممن جمعتهم معه الأيام، ليتعرفوا على شاب حسن الخلق وغالي المبادئ، ليعرفوا شابا تظهر البشاشة على وجهه حين يحدثك يسطع نور قلبه إيمانا وحسنا بك نية.
يقال أن خير هدية يلقاها المرء حين يغادر لدار الجنان عند الرفيق الأعلى هي كلمة حسنة وشهادة الطيبة… والحمد لله لم نسمع من رفاق وليد وأصدقائه إلا ما خير من الكلام.
لن تكفينا الأسطر للتعبير عن مدى حرارة فقدنا، خصوصا ونحن لا زلنا نعاني مرارة الفراق، لكن يكفي أن نشارككم بعض لحظاتنا أيام منتخب مؤسسة النور والذي كان وليد أحد لاعبيه، يكفي أن أتذكر تلك الخرجات الترفيهية وخصوصا إحداها بمدينة أغادير رفقة وليد وأخوه عماد وتحت تأطير المؤسسة نفسها… يكفي أن أتذكر كيف نشجع بشغف فريق الكوكب المراكشي من داخل المدرج الجنوبي… تارة من الملعب الكبير وتارة من أحد الملاعب الوطنية… يا له من فقد ! اللهم أعنا الصبر في مصابنا الجلل.
تتوجه كلماتي في هذه الأثناء لعائلة وليد الصغيرة والكبيرة، وخصوصا أخويه عماد ووياسر كما والديه والذي أعرف أن ألمهم في هذه اللحظة يضاعف ألمي أضعافا، ولا يمكن استشعاره إلا من خلال اللوعة التي أشعر بها جراء هذا المصاب الجلل.
رحم الله وليد أعزري وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.