رسالة لفرنسا
على فرنسا أن تعيد النظر في المفاهيم الخاطئة التي تتبناها اتجاه المغرب على أنه من مستعمراتها السابقة وأنها القادرة على التحكم في السياسات العامة في بلد حر وديمقراطي ومتنوع. اعتقاد فرنسا على أنها قادرة على التأثير والابتزاز في الإعلام تجاه المغرب هو شيء خاطئ للغاية. وعلى باريس أن تعي أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم.
بفضل شعب عظيم يمكن أن ينتقد الشأن العام .لكن يرفض أي تدخل أو وصاية أي دولة مهما كانت. المغرب قام بتنويع شركائه عبر العالم، و حلفاء متعددين.. وثقافة كبيرة عند الشعب المغربي. انه لن يقبل ان يتدخل او يشعر أن أي جهة استعمارية وصية عليه ..مضى عليها الزمن و يبدو أنها لازالت تعتقد انها قادر على التأثير في السياسات العامة عبر ذروعها الاعلامية و الجمعوية التي تمولها و عناصرها وبقايا المؤثرين الذين تستخدمهم في التأثير على الرأي العام و إبتزاز المؤسسات لم يصبح لهم ثأثير على المجتمع، و أصبح أي مواطن بسيط يعرف هؤلاء. و حتى من هم يعملون في الخفاء أو العلن ومن يعتقدون أنهم سياسين . لهم ولاء للفكر الإستعماري .على فرنسا تغيير السياسة في المغرب وأن تعي أنها تتحدث وتتعامل مع قوه إقليمية كبيرة تحترم ولها سيادة واستقلالية ومقدسات عليها أن تحترم وعليها أن تخرج من الضبابية في اعترافها بسيادة المغرب على أرضه وأقاليمه واحترام وحدته الترابية. فكل مواطن مغربي، و أي طفل مغربي، يعي أن فرنسا لها دور كبير في المشاكل والأزمات التي عاشها المغرب وأيضا في المشاكل الحدودية وأيضا أنها تعلم جيدا أن فرنسا تستعمل الجارة الجزائر كعصا لمحاولة ابتزاز المغرب لكي لا يقوم بتنويع شركائه مع الدول العظمى . أي سياسي او خبير او محلل او راصد للوضع في المنطقة فهو متأكد ان النظام العسكري في الجزائر معين من طرف فرنسا. و الداعم الرئيس لكي لا تكون الجزائر دولة مدنية ديمقراطية .
بما أن فرنسا تروج لنفسها عبر اذرعها الإعلامية و الجمعوية الممولة من الحكومة و المواجهة بانها بلد داعم للحريات والديمقراطية وحرية التعبير ففرنسا هي الداعم للنظام العسكري الغير ديمقراطي الذي يطبق على أنفاس المواطن البسيط في الجزائر .و تستخدم النظام لقمع الحريات . ومنع بلاد أن تصبح بلاد حريات وديمقراطية كما تتدخل فرنسا في تونس بالتعاون مع الجزائر على مجموعة كبيرة من الاعتقالات في حق نشطاء المجتمع المدني والحقوقين.و دعم رئيس مستبد موالي لجنرالات الجيش الحزائري. في منع رياح الديمقراطية و الحرية التي بناها الشعب التونسي بنضالات والحرية .
نعلم جيدا أن فرنسا تستخدم هذه الخطوات إلى كبت الحريات والديمقراطية في المغرب ومحاولة تقويض الانجازات الكبيرة في البلد من انتقال و انفتاح ديمقراطي كبير في الحريات. فرنسا تعيش أزمة كبيرة في أفريقيا من خلال تجربتي في العمل في أفريقيا في العديد من الدول مع منظمات دولية في أفريقيا في العمل الإنساني .آخر مرة كنت قبل سنوات امضيت سنة و نصف على الحدود الراوندية الكونغولية. و كنت شاهدا على دور فرنسا في جرائم الإبادة الجماعية في رواندا و دور فرنسا في دعم ميليشيات في الكونغو الديمقراطية. .فرنسا تعاني في أفريقيا بسبب سياسات ماكرون، سياسات التعالي، فهو يعتقد أنه هو الحاكم الفعلي لمستعمراته السابقة. و لا يدري أن تلك الدول أصبحت دول حرة بفضل شعوبها و انها قادرة على ادارة بلدانها بنفسها. في الأزمات تعرف أن الشعوب في تضامنها لا تحتاج أي دولة تنظر لها بنظرة استعمارية. أن تشترط على أي دولة نامية شروط لانقاذها او مساعدتها من الكوارث الطبيعية . قصة زلزال المغرب علمتنا و أكدت علينا أن نعرف حقيقة الرؤية الإستعلائية لفرنسا. و أيضا ساهمت في ان يعي الساسة في فرنسا أن المغرب ليس ذلك البلد الضعيف الذي ترسمه في مخيلتها. الكل أثناء أزمة كورونا وفاجعة كورونا في خلق كوارث انسانية بسبب فيروس الكوفيد نتذكر السياسات الفرنسية .التي كانت تعتقد المغرب بلد ضعيف غير قادر على جلب اللقاحات .و بدأت تتدخل في السياسات الصحية في المغرب و تشكك في المخططات الصحية .لم ترسل لنا أي جرعة لقاح. الحمد الله أن شعبنا في الداخل غير ملقح بأي جرعة قادمة من فرنسا.في أزمة كنا بحاجة الى جرعات لقاح كورونا . كانت فرنسا تريد ان تشترط علينا شروط للإنصياع لسياستها .لكنها لا تعرف أن المغرب له شعب كبير و متضامن .و لنا ثقة في قائد البلاد، لدينا تنويع شركاء .استطاع المغرب جلب اللقاحات من مختلف أنحاء العالم من الصين الهند امريكا، وبدأ يصنع اللقاح في المغرب . كل مرة فرنسا تصدم أن المغرب أصبح خارج عن الاعتقادات أنها قادرة على التحكم فيه. المغرب يمتلك شعب عظيم في ثقافته التضامنية . اخر الدروس هو التعلم من زلزال اقليم الحوز الذي خلف تقريبا 3000 شهيد و اكثر من 5000 جريح في حالة حرجة ..
في تلك اللحظات الصعبة والمخيفة التي شهدها بلدنا بعد وقوع الزلزال، برزت قصص تضامن رائعة بين الناس، وروح الإنسانية وثقافة التضامن .التي أثبتت أنها أقوى من أي كارثة طبيعية و اقوى من اي مؤسسة عالمية مهما كانت .أصبح للمغرب حركة شعبية من الشعب المغربي الى الشعب المغربي كأكبر منظمة إغاثية عالمية ليس لها مسؤول عليها .كل متطوع هو مسؤول فيها .من الشعب الى الشعب . شهدنا أفراداً يقدمون المساعدة للآخرين دون تردد، وقد رأينا تجمعات عفوية في الشوارع، حيث تقاسم الناس الموارد والمأكولات، وقدموا الدعم النفسي لبعضهم البعض. طوابير على مراكز التبرع بالدم.في كل مدن المغرب .ممكن حطموا ارقام القياسية العالمية بالتبرع بالدم.
وتذكرنا أيضاً أن الإنسانية لا تعرف حدوداً أو اختلافات، فالجميع اجتمعوا لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة، رأينا الشباب ينظمون فرقاً تطوعية للبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، والمستشفيات تستقبل المصابين وتقدم العناية الطبية الضرورية. كما قامت الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين بأقصى سرعة.
يعكس هذا التضامن الرائع روح الوحدة والتكاتف في مواجهة الصعاب، ويذكرنا بأهمية أن نكون دائماً مستعدين للمساعدة في الأوقات الصعبة. هذه اللحظات تسلط الضوء على الروح الإنسانية الجياشة والتفاؤل بمستقبل أفضل، حيث يمكننا مساعدة بعضنا البعض والتغلب على التحديات معاً
فرنسا شعرت بالغيرة . شعرت انها اصبحت تفقد المغرب بعد أن وافق المغرب على قدوم فرق انقاذ من بريطانيا و اسبانيا و الامارات و قطر. و لم يطلب العون من فرنسا .التي عبرت عبر قنواتها الرسمية .على المغرب ان يطلب منها رسميا المساعدة في الإغاثة من الزلزال .تعتقد أن المغرب كالطفل اليتيم عندما يطلب المساعدة .ستفرص عليه شروطك. لكن المغرب لم يأبه . استخدمت فرنسا و سائل إعلامية لمحاولة ابتزاز المغرب .لكن وجدت الشعب لا يأبه لفرنسا عبر اعلامها. عند فشل المهمة .جاء ماكرون بفيديو مذل. يخطب على الشعب المغربي ليتودد له .انه مستعد على المساعدة و الدعم . بعد أيام من الزلزال .دليل على انه اصبح مدلول حتى الشعب اصبح ينكت على الفيديو . و جعل الفيديو خطاب ماكرون فرصة للفكاهة عند المغاربة. في ضروف صعبة . على فرنسا ان تعي انه مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم مغرب له شعب عظيم عبر العالم و شعب متنوع .شعب حر. شعب عليك ان تتتاقش مع كصديق و شريك و انسان. تحترم سيادة بلاده . ليس بنظرة دنيوية .
نوفل الحمومي: فاعل حقوقي ومدني