رجال أمن شجعان كلفهم أداء الواجب تضحيات جسام… وقفوا وجها لوجه مع عتاة المجرمين وواجهوا الجريمة بنكران للذات
كثيرة هي المشاهد التي تمر أمام أعيننا يوميا والتي تعد شاهدا حقيقيا لا شاهد زور على بطولة وشجاعة عدد من رجال الأمن المغاربة، وكثيرة هي المحطات التي وقف فيها المغاربة عند هذا الأمر حقيقة رغم أن بعضنا قد يغفله وقد يعتبره أمرا عاديا أو يدخل في صميم عمل هؤلاء الرجال والنساء.
استرعى الانتباه كثيرا خلال هذا الأسبوع الذي نودعه كثرة المشاهد البطولية التي كان أبطالها رجال أمن، بل وقد تكون كلفت بعضهم غاليا في وقت سابق كما في وقت لاحق من خلال التسبب لهم في عاهات مستديمة قد ترافق بعضهم طيلة الحياة.
في يوم الأحد الماضي، وثق مقطع فيديو للحظة تعرض شرطي لاعتداء بشكل “وحشي” من قبل أحد المجرمين بمدينة تطوان حيث أظهر الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شخصا تم اعتقاله على خلفية تورطه في أعمال سرقة، وهو يقاوم أمنيين بـ”شراسة”، وبشكل “وحشي”، بقصد الهروب وعرض التدخل شرطيا قاوم المجرم ببسالة منقطعة النظير لاعتداء جسدي بالسلاح الأبيض في الوجه والرأس.
وخلف تدخل الشرطي البطل، إشادة واسعة من قبل المغاربة سواء في العالم الافتراضي وحتى في الواقع، نظرا لنكران الذات الذي عبر عنه الشرطي الذي كان يقاوم ببسالة مجرما خطيرا يحمل سكينا أشبه بالسيف، ولم يفلت الشرطي المجرم من قبضة يديه رغم الضربات الخطيرة التي تلقاها في أماكن حساسة، ويبعث رد فعل هذا الشرطي أي إنسان وحتى قساة القلوب لرفع القبعة عاليا لأبناء الحموشي وبناته، وشكرهم على حماية أمن الأفراد والبلاد.
ولعل أبلغ عبارة لخصت نبل تدخل هذا الشرطي وجرأته، هي ما أورده بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، من عبارات من قبيل “أن الشرطي برهن عن تضحية ونكران للذات”، ولعل ما جعل هذا التدخل النبيل للشرطي يبرز للواجهة هو توثيقه كمقطع فيديو بهواتف هواة، ولو لا ذلك لمر هذا الحادث مرور الكرام واعتبر تدخلا عاديا، وكم من تدخل لشرطي أو شرطية على غرار هذا البطل مر مرور الكرام ولم يتسن للمغاربة الوقوف أو العلم بهاته التدخلات البطولية التي تحدث كل يوم.
إن صورة هذا الشرطي البطل وتدخله الحاسم لشل حركة ذلك المجرم، قد يمحي كثيرا من “الكليشيهات” التي احتفظ بها المغاربة طيلة عقود حول رجال الأمن والصور الكلاسيكية حول “المخزن”، وقساوة “قلوب البوليس”، فاليوم ليس هو الأمس، والأمن في مغرب 2020، بات يستحق بامتياز صفة الأمن المواطن والأمن الذي يتمتع بكفاءة عالية على مستوى التدخلات وعلى مستوى احترام حقوق الإنسان بسبب التكوين العالي والتكوين المستمر الذي يستفيد منه نساء ورجال الأمن على اختلاف مواقعهم ورتبهم وتشكيلاتهم.
المشهد الثاني الذي استرعى الاهتمام ودلل بشكل كبير على أخلاق وبطولية رجال الأمن، جاء من تزنيت إذ أظهرت صورة جابت مواقع التواصل الاجتماعي شرطيا على متن دراجة الخدمة النارية وهو يقطع حركة السير بشارع الحسن الثاني أمام سيارة لتأمين مرور شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في منظر تقشعر له الأبدان ويعكس أن العمل الشرطي ليس دائما تلك الصورة التي رسخت في ذهن المغاربة خلال سنوات مرت دون رجعة، بل هو أخلاق ونصرة للضعيف وإعانة للشيخ والصبي والشاب والشابة وتيسير حياة البسطاء وذوي الاحتياجات أو الأشخاص في وضعية إعاقة، وروجت هذه الصورة الملتقطة بشكل عفوي وسلوك رجل الأمن البطل هذا، لنبل وأخلاق رجال الأمن ولمفهوم الشرطة في خدمة الشعب أكثر مما قد تروجه أي أشكال أخرى فتحية لكل رجل و إمرأة من في ربوع هذا الوطن العزيز دمت في خدمتنا وفخرا لنا ودمنا في احترامكم والتنويه والإشادة بأي شكل راق يصدر عنكم.