رئيس مؤسسة عمومية يحمي المستشارين الأشباح
كشفت الدورة الأخيرة للجمعية العمومية لغرفة الفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات عن قضية مثيرة بطلها رئيس المؤسسة، تتمثل في حماية النواب والمستشارين الأشباح لمدة تناهز الأربع سنوات، حيث جاء على لسان الرئيس نفسه أن عددا من نوابه يتغيبون باستمرار عن اجتماعات المكتب ومنهم من غاب لمدة فاقت ثلاث سنوات كما هو شأن النائب الثالث الذي تغيب 17 مرة من مجموع 18 اجتماع، أي أن قدماه لم تطأ اجتماعات المكتب منذ تشكيل هذا الأخير في واحدة من الأرقام القياسية العالمية في تاريخ الغيابات والتي يتعايش معها الرئيس عمار بصدر رحب ورعاية تامة من دون أي تقدير لمصالح الفلاحين الذين يتضررون من الاختفاء التام للنائب الذي طلق الغرفة ومعها الحزب الأم بالثلاث.
فضيحة التستر على غائب من دون صلاة، تستدعي من السلطة الحكومية المختصة النيابة عن الرئيس للتدخل بتطبيق القانون في حق المتغيبين والاشباح من أعضاء الغرفة الفلاحية التي أصبحت عبارة عن ضيعة خاصة في ملكية الرئيس.
وكشفت المداخلة المسرحية للرئيس في الدورة، عن تغيب غالبية المكتب المسير مما يطرح علامات استفهام قوية حول شرعية قرارات المكتب وعن النصاب القانوني لها.
وعليه، أصبح مصير الفلاحين بجهة الدار البيضاء سطات مرهونا بتحرك التحقيق في مصداقية اجتماعات مكتب الغرفة بعد تقديم لائحة الغياب في الجمعية العمومية الأخيرة، خصوصا مع إلزامية تضمينها في المحضر الرسمي للدورة وإلا سيكون الرئيس وكاتب المجلس عرضة للمساءلة القانونية بتهمة التزوير في محرر رسمي، في ظل لعبة التستر التي أخرج مشاهدها الرئيس وأغلبيته المطلقة في الجمعية العمومية الذين أبدعوا فتوى غريبة بالإكتفاء بأضعف الإيمان عبر توجيه رسائل إلى “الغابرين” لاستفسارهم عن أسباب غيابهم وقياس درجة انتمائهم للغرفة ضدا على كل القوانين المرتبطة بالغرف المهنية ومعها قانون الأحزاب الذي “حرم” الترحال السياسي وربطه بفقدان العضوية.
وفي ما يلي جزء من قائمة الغيابات التي يراد التستر عليها:
النائب الاول: 10 غيابات من 18 اجتماع.
النائب الثاني: 11 غياب من 18 اجتماع.
النائب الثالث:17 غياب من 18 اجتماع.
النائب الخامس: 8 غيابات من 18 اجتماع.
النائب الثامن: 10 غيابات من 18 اجتماع.
كاتب المجلس:09 غيابات من 18 اجتماع.
مقرر الميزانية: 11 غياب من 18 اجتماع.
وتبقى غيابات المستشارين لا تعد ولا تحصى وبالجملة، في ظل الاستهتار السائد داخل أكبر غرفة للفلاحين بالمغر ب، حيث يؤجج هذا الغياب الجماعي الممنهج شعور اللاثقة لدى الفلاحين في المؤسسات التمثيلية ويزيد طين السياسة بلة في هذا البلد. ليبقى التساؤل عن المستفيد من هذه الغيابات الغريبة؟