“دفاتر السجين” تعرض لتصورات نزلاء المؤسسات السجنية بشأن النموذج التنموي الجديد
خصصت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ملف العدد الرابع من مجلتها الدورية “دفاتر السجين” لموضوع النموذج التنموي الجديد بالممكلة من وجهة نظر نزلاء المؤسسات السجنية.
ويتضمن هذا العدد الجديد، الذي يقع في 135 صفحة من القطع المتوسط، آراء ومساهمات عدد من نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية، باللغتين العربية والفرنسية، حول مغرب الغد، وذلك في إطار المشاورات التي أطلقتها اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لاستقصاء آراء جميع أطياف المجتمع المغربي حول النموذج التنموي الجديد.
وكتب المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، المدير العام للمجلة، السيد محمد صالح التامك، في افتتاحية هذا العدد أن مندوبية السجون قامت، في إطار مساهمتها بصفتها مؤسسة عمومية، بإحاطة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي بالإفادات والمعطيات الخاصة بواقع السجون وبالتحديات المرتبطة بالتدبير اليومي، كما بسطت تصورها لمستقبل مؤسسات تنفيذ العقوبات السالبة للحرية من زاوية التدبير والإمكانيات المادية والبشرية في ترابط مع مستلزمات المقاربة الحقوقية.
وأضاف السيد تامك أنه “في إطار توسيع دائرة المشاورات لتشمل نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية، تم التوافق بين ممثلي المندوبية العامة ولجنة النموذج التنموي على إفساح المجال لمساهمة النزلاء عبر إبداء الرأي كتابة، وليتم تضمين جزء من تلك المساهمات وتعميمه عبر مجلة السجين”.
وأكد أن هذه العملية أسفرت عن مشاركة 215 نزيلا ونزيلة من بينهم ثلاث نزلاء أحداث، وعن 217 مساهمة 207 مساهمات منها لنزلاء حق عام، وتسع مساهمات لنزلاء معتقلين في إطار القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المساهمات شملت مختلف المستويات الدراسية (أساسي، إعدادي، ثانوي، وجامعي) واعتمدت اللغة العربية أو اللغة الفرنسية كأداة للتعبير.
وسجل السيد التامك أنه تمت إحالة مجموع تلك المساهمات على لجنة القراءة التي عهد إليها بقراءتها وتقييمها من منظور لجنة النموذج التنموي ووفقا لانتظاراتها، وليسفر ذلك عن اختيار 33 مساهمة تستجيب للمعايير المحددة مسبقا، لتشكل موضوع هذا الإصدار من مجلة السجين.
وخلص السيد التامك إلى التأكيد على عزم إدارة المجلة “على الاستمرار في جعل هذه الدعامة الإعلامية الخاصة بنزلاء المؤسسات السجنية فضاء للتحليق بواسطة أجنحة الفكر والإبداع، وحافزا لحشد طاقات النزيلات والنزلاء للكتابة وإبراز وتعميم منتوجها في علاقة بمختلف الصيغ التعبيرية”.
من جانبه، كتب رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، السيد شكيب بنموسى، في كلمة تقديمية لهذا العدد، أن اللجنة، ارتأت، في إطار مقاربة شاملة مبنية على الاستماع لآراء جميع المواطنين بغض النظر عن حالاتهم وأوضاعهم، أنه من الضروري الاستماع إلى شريحة معينة من المواطنين، وهم نزلاء المؤسسات السجنية لفهم تمثلاتهم حول المجتمع والعيش المشترك، الثقة، وحول مسألة التضامن وكذا قضايا الإدماج وإعادة الإندماج، وهي أسئلة قد تجعل المجتمع أقوى من خلال تطوير قدراته لمواجهة الصعوبات واستشراف مجتمع يتقاسم فيه جميع المواطنين المسؤولية.
وأضاف السيد بنموسى أنه “وفي هذا تكمن اتصالات اللجنة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بغاية تنظيم هذا الاستماع لحاجيات وانتظارات الساكنة السجنية في إطار النموذج التنموي”، مسجلا أن “المساهمات المتوصل بها كانت عديدة وتعكس الأمل في مجتمع أفضل حيث الجميع يمكن أن يكون طرفا معنيا”.
وأشار إلى أنه “تمت إحالة هاته المساهمات على لجنة القراءة التابعة للجنة الخاصة بالنموذج التنموي لاختيار الأكثر تميزا بجودتها وحججها”، والتي تم نشرها في هذا العدد الخاص من مجلة (دفاتر السجين).
وتناولت مساهمات نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية عددا من المواضيع، من قبيل، “تكريس قيمة الثقة في النموذج التنموي الجديد”، و”الاستثمار في الإنسان لتحقيق الحلم”، والهشاشة الاجتماعية والتصور المستقبلي للمغرب”، و”مقومات مغرب غد مشرق”.
كما همت هذه المساهمات “مغرب الغد-إنسان الغد”، و”التشخيص والتقييم آليتان فاعلتان لتصور المشروع التنموي الجديد”، و”مقترحات استعجالية لرفع تحديات مغرب الغد”، و”ملاحظات حول معيقات التنمية”، علاوة على عدد آخر من التيمات.
وإلى جانب المقالات، تضمن متن هذا العدد من مجلة (دفاتر السجين) إبداعات فنية لعدد من السجناء على شكل لوحات فن تشكيلي.