خريبكة تحتضن ندوة وطنية حول «تأويل الخطاب واللغة» بمشاركة باحثين مغاربة
احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، يومي الجمعة 12 والسبت 13 دجنبر 2025، أشغال ندوة وطنية في موضوع «تأويل الخطاب واللغة»، نظّمت بشراكة مع مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث ومختبر الأبحاث التطبيقية في الأدب واللغة والفن والتمثلات الثقافية (LRALLARC)، بمشاركة وازنة لأساتذة وباحثين وطلبة باحثين من مختلف الجامعات المغربية.
افتتاح علمي وازن بحضور الدكتور سعيد يقطين
استُهلّت أشغال الندوة بجلسة افتتاحية علمية تميّزت بحضور ضيف الشرف الدكتور سعيد يقطين، الذي ألقى محاضرة افتتاحية حول تأويل السرد العربي، قدّم خلالها قراءة نقدية معمّقة لمسارات التأويل في السرد، مبرزًا علاقة المعنى بتعدد القراءات وتحولات أفق التلقي، ومؤكدًا أن التأويل لم يعد مجرد آلية تفسيرية، بل أضحى مدخلًا أساسًا لفهم النصوص السردية في سياقاتها الثقافية والتاريخية. وقد لاقت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، لما تطرحه من إشكالات راهنة في النقد الأدبي المعاصر.
اليوم الأول: مقاربات متعددة لتأويل الأدب والخطاب
تميّز اليوم الأول بتنظيم أربع جلسات علمية ناقشت قضايا التأويل في علاقته بالأدب، والسرد، والشعر، والسينما، والتراث، والخطاب الرقمي.
ترأّست الجلسة الأولى الدكتورة آمال وسكوم، وشهدت مداخلات ركّزت على الجذور الفلسفية للتأويل، وتأويل النص الشعري، وسيمائيات الفضاء الروائي، ودور التأويل في تشكيل الرواية المغربية، إضافة إلى التأويل السيميائي في السينما، بمشاركة كل من الشرقي نصراوي، عبد المجيد المرزاوي، يوسف فضاضي، إلهام ركاني، محمد نظاري.
أما الجلسة الثانية، التي ترأّسها الدكتور الشرقي نصراوي، فقد انصبت مداخلاتها على علاقة التأويل بالهوية، والجغرافيا، والتخييل الروائي، والقراءة البيداغوجية للنص الأدبي، بمساهمات فاطمة الزهراء راضي، جبير مجاهد، محمد أكريم، أميمة شليبي، نور الدين دواهي.
وفي الفترة المسائية، انعقدت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور علي الحسن أوعبيشة، وتناولت قضايا القيم في الرواية المغربية، وتأويل التراث المادي واللامادي، والخطاب التلفزيوني، والكتابة المدرسية، من خلال مداخلات زينب العياني، المعطي المنصور، نور الدين فلاح، ريان كندي، حمزة أورير، رشيد الخديري.
واختُتم اليوم الأول بالجلسة الرابعة، التي ترأّسها الدكتور منير وسكوم، وخصّصت للتأويل في الخطابات الرقمية واللغوية والترجمية، حيث ناقش المتدخلون قضايا بناء المعنى في الفضاء الرقمي، والذاكرة الجماعية، والتعدد الدلالي، بمشاركات حميد نادي، البشير بنوري، محمد سايمو، رشيد علامة، كوثر الطالع، رشيد فرحان.
اليوم الثاني: اللغة، الثقافة، والتعليم
تواصلت أشغال الندوة يوم السبت 13 دجنبر، بجلسات ركّزت على الأبعاد اللغوية والثقافية والتربوية للتأويل.
ترأّس الجلسة الخامسة الدكتور إبراهيم أمرعوش، وناقشت التأويل في الخطاب الأسطوري، والتعابير الاصطلاحية، والشعر الأندلسي، والتقاطع الثقافي في الأدب، بمداخلات المصطفى الفادي، محمد الوردي، جمال لخريسي، يوسف قصدي، عزيز العزوزي، رشيد مكان.
أما الجلسة السادسة، التي ترأّسها الدكتور الشرقي نصراوي، فقد خُصّصت لقضايا تعليم اللغات، وسيميائيات الرواية، والنقد الثقافي، وتأويل الخطاب الصوفي، بمشاركة عبد الباسط الباهي، عبد الكريم لعويشة، سعيد كزري، عزيزة لحريش، محمد أزماط، طارق المعطاوي.
نقاشات علمية وتوصيات
عرفت مختلف الجلسات نقاشات علمية مفتوحة وتفاعلًا ملحوظًا من الحضور، حيث أكّد المتدخلون على مركزية التأويل في فهم الخطاب وتحليل النصوص، وعلى ضرورة الانفتاح على المقاربات البينية، وتثمين التعدد اللغوي والثقافي، مع الاهتمام بالخطابات الرقمية والتعليمية المعاصرة.
ختام الندوة
واختُتمت أشغال الندوة في أجواء علمية راقية، عكست نجاح هذا الموعد الأكاديمي في تعزيز الحوار العلمي، وترسيخ إشعاع جامعة السلطان مولاي سليمان عبر مؤسستها الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة كفضاء للنقاش المعرفي وإنتاج البحث العلمي الجاد.

