حوالي 30 بالمائة نسبة تقدم أشغال أوراش تثليث المقطعين الأخيرين من الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد والطريق السيار المداري للدار البيضاء (ADM)
بلغت نسبة تقدم أشغال أوراش تثليث المقطعين الأخيرين من الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد والطريق السيار المداري للدار البيضاء، التي أطلقتها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب (ADM)، حوالي 30 في المائة.
وأوضح السيد عمر سيقال المدير العام لفرع الخبرة التقنية التابع للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ADM PROJET، اليوم الخميس خلال زيارة ميدانية لفائدة وسائل الإعلام شملت هذه الأوراش، أن هذه المشاريع تعد من بين أهم المشاريع بجهة الدار البيضاء – سطات.
وأضاف أن هذا المشروع يهم تثليث مقطع طريق سيار طوله 60 كيلومترا ممتد من مفترق المحمدية إلى مفترق الطريق السيار برشيد مرورا بمفترق ليساسفة، حيث تبلغ كلفة إنجازه الإجمالية نحو ملياري درهم.
وتابع أن هذه المقاطع، التي تربط بين شمال وجنوب المملكة وكذا بين شرقها وغربها تعرف حركية سير مرتفعة جدا، بمعدل 70 ألف سيارة في الأيام العادية لتصل ما يربو عن مائة ألف سيارة أيام العطل والأعياد، مشيرا إلى أنه كان هم الشركة هو الحفاظ على سلامة مستعملي الطريق السيار وتوفير الراحة لهم.
وتأتي هذه الأوراش في إطار العديد من المشاريع الهيكلية التي أطلقتها الشركة لضمان انسيابية حركة السير وتفادي أي اختناق في المستقبل على محور الدار البيضاء – القنيطرة الاستراتيجي بعد أن أصبحت حركة السير أكثر كثافة على هذا المحور في السنوات الأخيرة.
ويهدف مشروع تثليث الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد والطريق السيار المداري للدار البيضاء إلى جعل حركة السير عبر الدار البيضاء الكبرى أكثر انسيابية، وكذا تسهيل الولوج إلى البنى التحتية الحيوية التي يصلها هذا المقطع من الطريق السيار، ولا سيما مطار محمد الخامس الدولي.
وتعتبر هذه الأوراش من أكثر المشاريع تعقيدا، نظرا لكونها تهم تثليث مقاطع من الطريق السيار تشهد حركة سير كثيفة جدا وتصل ببنيات تحتية حيوية، ويتم إنجازها مع الحفاظ على حركة السير في مسارين في كلا الاتجاهين، حيث حرصت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب على اعتماد تخطيط زمني معقلن لتقليل اضطراب حركة السير وتأمين مواقع إنجاز الأشغال من أجل مواصلة تقديم خدمة عمومية ذات جودة عالية لمستعملي الطرق السيارة.
من جانبه، أوضح سعيد لخدة مهندس مكلف بأشغال توسيع الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد، أن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب شرعت في إنجاز الأشغال التمهيدية والتحضيرية لهذا المشروع خلال المرحلة الأولى التي استمرت من 2016 إلى 2019، والتي همت أساسا الرفع من القدرة الاستيعابية لكل من محطات الأداء تيط مليل وبوسكورة، وبرشيد، ومطار محمد الخامس، إضافة إلى توسيع الطريق السيار من جهتي هذه المحطات، وتأهيل الممرات العلوية للراجلين لتغطي المسار الثالث للطريق السيار، وإنجاز ممر علوي (جسر) لإعادة تثبيت السكة الحديدية للقطار المؤدي إلى مطار محمد الخامس الدولي.
وخصص لهذه المرحلة، يضيف السيد لخدة، مبلغ مالي قدره 400 مليون درهم ممول بالكامل من طرف الشركة.
أما المرحلة الثانية، التي انطلقت في نهاية سنة 2019، فقد همت تثليث الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد والطريق السيار المداري للدار البيضاء.
وتتوزع بين المقطع 1: من مفترق عين حرودة إلى بدال تيط مليل (12,8 كلم)، والمقطع 2: من بدال تيط مليل إلى مفترق ليساسفة (18,2 كلم)، والمقطع 3: من بدال سيدي معروف إلى محطة الأداء بوسكورة (15,3 كلم)، والمقطع 4 : من محطة الأداء بوسكورة إلى مفترق الطريق السيار ببرشيد (10,7 كلم).
وتمت تعبئة ميزانية إجمالية بلغت 1,75 مليار درهم لإنجاز هذه المرحلة ممولة من قروض تسهيلية قدمتها الجهات المانحة، فضلا عن قروض سندات إضافة إلى تمويل ذاتي من طرف الشركة.
وبعد الانتهاء من أشغال تثليث المقطعين 1 و4 سنة 2021، باشرت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أشغال تثليث المقطعين 2 و3.
وقد تم افتتاح المسار الثالث للمقطع 4 شهر مارس 2021، وهو مقطع شهد إعادة بناء الجسر السككي المؤدي إلى مطار محمد الخامس، عند النقطة الكيلومترية Pk12، إضافة إلى إنجاز جيل جديد من محطات الأداء.
أما المقطع 1 فقد تم افتتاح مساره الثالث شهر نونبر 2021، بعد أشغال دامت 20 شهرا.
وبالنسبة لأشغال تثليث المقطعين 2 و3، التي ابتدأت شهر يناير 2022، فهي تعرف تقدما ، وذلك على الرغم من الصعوبات التقنية خاصة تلك المتعلقة بتدبير حركة السير الكثيفة جدا على هذه المقاطع، حيث تنجز الشركة الأشغال بوتيرة عالية من أجل تقليص مدة الإنجاز وتقليل اضطراب حركة السير.
وعهد تدبير أشغال تثليث هذه المقاطع الأكثر ارتيادا في المملكة لADM Projet، فرع الخبرة التقنية للشركة الوطنية، والتي تضع خبرة تقنييها ومهندسيها في مجال إنجاز البنيات التحتية الكبرى في خدمة جميع المتدخلين والشركاء في الورش.
وعلى غرار المقاطع 1 و4، أُسند إنجاز أشغال المقطعين 2 و3 إلى مقاولات مغربية متخصصة في البناء والأشغال العمومية، مما يؤكد الاستراتيجية التي اعتمدتها الشركة كقاطرة ترتقي بالشركات الوطنية إلى أعلى مستويات التقنية والتنافسية والأداء.
وكان مشروع تثليث الطريق السيار الدار البيضاء – برشيد والطريق السيار المداري للدار البيضاء محفزا كبيرا بالنسبة لمهندسي الشركة وفرعها التقني ADM Projet لتطوير تقنيات مبتكرة في إنجاز مشاريع البنية التحتية الطرقية.
وتعتبر عملية إعادة بناء الجسر السككي المؤدي لمطار محمد الخامس وتعويضه بجسرين معدنيين عند النقطة الكيلومترية Pk12 للطريق السيار الدار البيضاء – برشيد خير مثال على هذا الابتكار، إذ يتعلق الأمر بتقنية مبتكرة تتمثل في تركيب وتجميع عناصر الجسرين المعدنين داخل المصنع ثم نقلها على مركبات خاصة قبل تركيبها ووضعها في موقعها النهائي.
وقد مكنت هذه التقنية من تقليص مدة توقيف حركة السير على الطريق السيار، من 10 أيام إلى بضع ساعات فقط.
وإضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة جيلا جديدا من نظام الأداء بهدف تقليص مدة التوقف في محطات الأداء وضمان انسيابية حركة السير .
وقد تم تحقيق ذلك من خلال حذف محطة الأداء جنوب برشيد عند النقطة الكيلومترية 34 لمحور الطريق السيار الدار البيضاء – أكادير، وحذف محطة شرق برشيد الواقعة عند النقطة الكيلومترية 5 من محور الطريق السيار برشيد – بني ملال، وإنشاء محطتين جديدتين للأداء، الأولى عند مدخل شمال برشيد والثانية عند مدخل بدال جنوب برشيد.