حاتم الفتحوني، دبلوماسي مغربي في قلب استراتيجية التأثير المغربي بواشنطن

في أروقة الدبلوماسية الأمريكية، يبرز وجه مغربي جديد بثبات: حاتم الفتحوني، أحد ركائز السفارة المغربية بواشنطن، يلعب دورًا استراتيجيًا في تعزيز الحضور المغربي داخل الكونغرس الأمريكي وضمن المجتمع الدبلوماسي العربي.
الفتحوني، الذي شغل سابقًا منصب مستشار إداري في البرلمان المغربي، وتخرج من جامعة الأخوين بإفران، انضم إلى السفارة المغربية في يوليوز 2019. وفي فبراير 2024، تمت ترقيته إلى منصب مسؤول الشؤون العامة، وهو منصب محوري يضعه في قلب العلاقة مع البرلمانيين الأمريكيين، ومراكز التفكير في شارع “كي ستريت”، والشبكات الدبلوماسية متعددة الأطراف.
تأتي هذه الترقية بعد أشهر قليلة من تعيين يوسف العمراني سفيرًا جديدًا للمملكة في واشنطن. ويُعد العمراني دبلوماسيًا مخضرمًا وخبيرًا بدهاليز السلطة في المغرب، ووزيرًا سابقًا، يعمل بصبر على إعادة بناء شبكة التأثير المغربي في العاصمة الفدرالية، معتمدًا على فريق شاب ومتمكن تقنيًا.
ويُعتبر الفتحوني من بين الشخصيات التي تُجسّد هذه الدبلوماسية الناعمة على أرض الواقع.
مسار مهني في قلب الدبلوماسية البرلمانية
اشتهر حاتم الفتحوني بخبرته في مجال التعاون البرلماني، وقد فرض نفسه كمنسق لفعاليات دبلوماسية بارزة. ففي أكتوبر 2024، أشرف على تنظيم الدورة الـ18 للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) بمدينة مراكش، والتي جمعت 57 دولة لمناقشة قضايا الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط – وهو أول اجتماع من نوعه يُعقد خارج المجال الأورو-أطلسي للمنظمة.
كما كان مهندسًا لندوة دولية حول مكافحة التطرف، نُظمت في البرلمان المغربي بشراكة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وجمعت ممثلين أوروبيين وأمريكيين ومغاربة. وكان دوره يتمثل في تنسيق الجهود بين المؤسسات وتحقيق موقع للمغرب كفاعل رئيسي في الحوارات البرلمانية الأورو-متوسطية.
حلقة محورية في آلية التأثير المغربي في واشنطن
منذ وصول يوسف العمراني إلى السفارة في نوفمبر 2023، أصبح الفتحوني أحد الوجوه الدبلوماسية التي تتواصل بانتظام مع الكونغرس الأمريكي، خصوصًا مع أعضاء اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا السياق، كثّف المغرب من اتصالاته الثنائية حول ملفات حساسة، على رأسها قضية الصحراء المغربية، التي أصبحت أولوية قصوى في أجندة السفارة.
يلعب الدبلوماسي المغربي أيضًا دورًا فاعلًا داخل المجتمع الدبلوماسي العربي في واشنطن، وهو شبكة يحرص السفير العمراني على تعزيز علاقاته فيها، لا سيما مع شخصيات وازنة مثل يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة.
وجه جديد لدبلوماسية مغربية أكثر ديناميكية
بعيدًا عن الأضواء، يُجسد حاتم الفتحوني جيلًا جديدًا من الكوادر الدبلوماسية المغربية، المكوّنة وفق معايير دولية، والمتأقلمة مع الواقع المتعدد الأطراف، والمتمكنة من فهم آليات العمل المؤسسي الأمريكي. ويأتي نشاطه عند تقاطع الدبلوماسية العامة والبرلمانية، انسجامًا مع رؤية المغرب لدور دولي طموح، قائم على الواقعية وبناء التحالفات الاستراتيجية.