جمعية العائلة الودادية توجه رسائل قوية قبل لقاء الفريق الأحمر بالترجي
في الوقت الذي كان ينتظر من إدارة نادي الترجي التونسي، كما هو مفترض، العمل على توعية جماهيره، والدفع بإجراء مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، بين الترجي ونادي الوداد الرياضي، والمقررة، الجمعة، في ملعب رادس بتونس، في جو احتفالي ورياضي، مهما كانت نتيجة المباراة، في جو تطبعه الروح الرياضية بين جمهورين لبلدين شقيقين يجمعهما تاريخ مشترك ورهان على مستقبل أفضل، للأسف خرجت إدارة الفريق التونسي خرجة غير موفقة، لا رياضية، وكأن الفريق على أهبة حرب، أبعدت اللقاء المرتقب عن طابعه الرياضي، وأصدرت بيانا ذا طابع تأجيجي، يدفع نحو الفتنة، قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بين جماهير الفريقين.
إن جمعية العائلة الودادية، التي دأبت على تشجيع الفريق الأحمر، دون تعصب، وبمنطق تشجيع الفريق واحترام المنافس، لترى أن مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال بين الترجي والوداد، هي مباراة رياضية صرفة، ولا يجب أن تخرج عن هذا الإطار، وتناشد جماهير الفريقين، وخاصة جماهير الترجي على الحفاظ على الجو الرياضي للمباراة، لأن المباراة تلعب في 90 دقيقة، وستنتهي مهما كانت النتيجة لصالح فريق من الفريقين التنافسين، وهذا هو قانون اللعبة، لكن المطلوب هو الحفاظ على علاقات الود والأخوة بين شعبين شقيقين، ينتظرهما مستقبل مشترك.
إن ما تدوول على مواقع التواصل الاجتماعي من بعض المحسوبين على جماهير الترجي، من تهديدات، وصلت إلى حد التلويح بالتصفية الجسدية لجماهير الوداد، بالترويج لمغالطات بـ”اعتداءات” وهمية على جماهير تونسية بالمغرب، تهديدات كان يمكن تجاهلها، على اعتبار أنها صادرة من فئة تحاول تخويف جماهير الفريق المنافس، لكن أن يصدر بلاغ عن إدارة نادي الترجي، ويروج لمغالطات، مسؤولو الفريق على علم بأنها غير حقيقية، لهو، من وجهة نظرنا صب الزيت على النار، ومحاولة لتأجيج الجماهير التونسية والدفع بها لاستهداف الجمهور الودادي، وهو سلوك لا يمت بالصلة للتنافس الرياضي ولا لعلاقة التاريخ والجغرافية بين بلدين شقيقين، ولو كان من باب التخويف، والدفع بعزوف جماهير الوداد عن السفر إلى بلد شقيق لتشجيع فريقه، لأن بلاغ الترجي في جوهره يسعى لزرع الفتنة، التي إن اشتعلت نيرانها، سيجد من أيقظها صعوبة في إخمادها.
إن العائلة الودادية، وكشهادة للتاريخ، ويؤكدها الجمهور التونسي، الذي حضر إلى العاصمة الرباط، لتشجيع الترجي، حظي باستقبال الأخوة، وأقام بعضهم، خاصة الذين لا تسعفهم إمكانياتهم المادية الإقامة في الفنادق، في أحياء شعبية، وسط ترحاب المواطنين، وأخذوا صورا تذكارية، ستؤرخ لحسن استقبالهم وضيافتهم من طرف أشقائهم في المغرب، كما أن المصالح الأمنية المغربية سهرت على أن تمر أجواء المباراة في أجواء رياضية، ورغم أن الفريق التونسي كان سباقا للتهديف، وانتهاء المباراة بالتعادل، وظلم التحكيم، انتهت المباراة في جو رياضي، وخرج الجمهور التونسي إلى جانب الجمهور المغربي دون احتكاك أو شغب.
إن جمعية العائلة الودادية، وبالقدر الذي تعي فيه تمام الوعي ما قد يتسبب فيه بيان الترجي، من تعصب وفتنة، تثق في المقابل بوعي الجماهير التونسية، وحرصها على الحفاظ على علاقة المودة والأخوة بين شعبين شقيقي، خاصة أن جماهير وداد الأمة، التي اعتبرت أن التهديدات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد انفلاتات لفئة محدودة، ولا علاقة لها بعامة الشعب التونسي، الذي سيكون خير مضياف لآلاف المغاربة الذين لم يعيروا أي اهتمام لما نشر، وحجوا بكثافة إلى تونس، لمؤازرة الوداد، في احترام تام للفريق المنافس.
لكن، مع ذلك، إن جمعية العائلة الودادية، التي ستكون حاضرة، كباقي جماهير الوداد، لا يمكنها إلا أن تأخذ هذه التهديدات بجد، مطالبة السلطات التونسية والأمن التونسي، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الجماهير المغربية من أي طيش صبياني قد يحدث هنا أو هناك.
كما تطالب العائلة الودادية، السلطات المغربية، وخاصة وزارة الشؤون الخارجية بالعمل على توفير الحماية الكافية لجماهيرنا لتفادي أي انفلات مماثل لانفلات نهائي 2011.
كما طالبت العائلة الودادية باللعب بملعب آخر غير ملعب رادس الذي يعرف مجموعة من تصدعات على مستوى المدرجات ويهدد حياة الجمهور، الذي سيكون حاضرا بقوة، في هذا العرس الرياضي، الذي يجب أن ينتهي عرسا بين فريقين وجماهيرهما، باستحضار التاريخ والمشترك، مهما كانت نتيجة المباراة، وهذا لن يتأتى إلا بعودة إدارة نادي الترجي إلى جادة الصواب، بإصدار بلاغ توعوي، يعمل على التأكيد على أن اللقاء رياضي صرف، وأن في كل مباراة منتصر ومنهزم، وأن اللقب لا يقتسم، بل سيكون من نصيب فريق من الفريقين، الوداد أو الترجي، وسينتهي بنهاية الـ90 دقيقة.
وفي الأخير، نوجه صوتنا إلى وسائل الإعلام الوطنية بالمغرب، وكذا التونسية، بالانخراط، جميعا، في توعية الجماهير، وشرح طبيعة المباراة وأهدافها، وأن تتفادى الاصطلاحات التي قد تكون ذات النفحة الحربية، التي تساهم في انتشار العنف والشغب.
وفي الأخير، تطلب العائلة الودادية من جماهير الوداد تشجيع فريقهم، من البداية حتى النهاية، دون الإساءة إلى الفريق المنافس.