ثقافة الممكن la culture du possible
الهاشمي فجري
في الحوار الذي أجرته معه إحدى الإذاعات المغربية قال مصطفى الرميد أن الفاعل السياسي والجمعوي يفكر بما يمكن أن يكون حين يكون في المعارضة لكنه يصير مقتنعا بالممكن حين يتولى المسؤولية. هذا الأمر ليس بجديد فقد حصل الأمر مع السيد ولعلو حين كان يطالب بالحد الأدنى للأجر لكنه لم يستطع إقراره حين تولى حقيبة وزارة المالية.
أن ذلك يعني عدم إلمام النخبة السياسية بالواقع الذي نريد تغييره ولذلك فإنها تعترف بأن ما يجب أن يكون غير قابل للتحقق ونرفع شعار الممكن أو ما يسمى بالواقعية السياسية.
السؤال المطروح هو لماذا لم تتمكن قبل تحملها المسؤولية أن تصارح الناس بالممكن أليس في الأمر تدليس على الناخبين ؟ أم أن المعطيات الحقيقية ليست في متناولها وهي تحت تصرف بعض مؤسسات الدولة وهو ما يجعل النخبة السياسية معطلة مما يجعلها في مواجهة مع الشعب نتيجة لعدم جدية برامجها .
ثقافة الممكن التي تلجأ إليها النخبة وهي تدبر الشأن العام ينبغي أن تكون حاضرة لديها قبل توليها المسؤولية . أن دلك أيضا من أسباب فقدان الثقة وهو ما يؤدي إلى تراجع مصداقية الحكومات . هل يعني ذلك أن الدولة هي الأقدر على معرفة الواقع الشيء الذي يزكي دلك الإدعاء الذي يتم ترويجه بأن هناك برنامج الدولة وهو الذي يطبق في حين تظل برامج الأحزاب تدخل في باب ما يجب أن يكون كما قال السيد الرميد .
ما يجب أن يكون : فتح الله ولعلو ومصطفى الرميد.
الممكن : أحمد لحليمي وعبد الطيف الجواهري.