3 نونبر 2024

توقيع اتفاقيتين لترسيخ قيم التسامح والتعايش لدى الناشئة

توقيع اتفاقيتين لترسيخ قيم التسامح والتعايش لدى الناشئة

تم، أمس الخميس بمقر المتحف اليهودي بالدار البيضاء ، توقيع اتفاقيتين، من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش لدى الناشئة.

ووقعت الاتفاقية الأولى بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء -سطات ، ومؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، فيما جمعت الاتفاقية الثانية بین ثانوية الوفاء الإعدادية التابعة للمديرية الإقليمية بالدار البيضاء – أنفا، وثانوية ابن میمون بالدار البيضاء، وثانوية ليوطي التابعة للبعثة الفرنسية بالمغرب.

وتروم الاتفاقية الاولى، التي وقعها كل من مدير الأكاديمية السيد عبد المومن طالب ورئيس مؤسسة التراث الثقافي اليهودي السيد سيرج بيرديكو، إحداث “أندية التسامح، والتعايش” بالمؤسسات التعليمية التابعة لهذه الجهة، وتعريف الناشئة بالتراث الثقافي المغربي المتميز بتنوع روافده .

وتتضمن الاتفاقية على الخصوص تنظيم أنشطة ثقافية وفنية، وزيارات مجانية للمتحف الثقافي اليهودي المغربي لفائدة المتعلمات والمتعلمين والأطر الإدارية والتربوية.

أما الاتفاقية الثانية ، فتهدف إلى إحداث فضاء للتسامح والعيش المشترك بثانوية الوفاء الإعدادية الذي سيضم قاعات تخصص لاحتضان ورشات تفاعلية ، ومعارض، وندوات، وأنشطة مشتركة لدعم قيم التسامح والعيش المشترك، يشارك فيها تلميذات وتلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية.

وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز طالب أن هذا التوقيع يأتي إعمالا لمقتضيات الدستور، الذي حرص على إبراز التنوع الثقافي للمملكة المغربية، وفي إطار تنزيل مضامين القانون الإطار 51 – 17 ، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وضمن المبادرات الرامية إلى الارتقاء بالحياة المدرسية، وتعزيز قيم المواطنة والسلوك المدني .

وأكد أن الإقدام على هذه المبادرة يتوخى تنمية وتكريس القيم الإنسانية لدى الناشئة، وتربيتها على مبادئ التسامح والمواطنة الحقة والعيش المشترك والقبول بالآخر، علاوة على خلق فضاءات لترسيخ تلك القيم لدى التلاميذ من خلال إقامة أندية التسامح والعيش المشترك .

وأبرز، في هذا الصدد، أن الغاية من هذه الفضاءات فتح نقاش عبر تنظيم أنشطة مشتركة، وفتح أبواب المتحف أمام الأجيال الصاعدة، مواطني الغد، لتعريفهم بهذا المكون الأساسي في الثقافة المغربية.

وأشار إلى أنه سيتم، في سياق هذه المبادرة، خلق فضاء مشترك للتسامح والعيش المشترك بثانوية الوفا، ومكتبة متعددة الوسائط بالمؤسسات الثلاث، مع الانفتاح على باقي المؤسسات ، وتنظيم ورشات لتمكين التلاميذ من الاشتغال على تيمة التسامح والعيش المشترك ، قصد تكريس ثقافة ورثناها عن أجدادنا، والتي تشكل ثروة حقيقية يمكن الافتخار بها أمام العالم .

ومن جهته، اعتبر بيرديكو أن توقيع هاتين الاتفاقيتين يأتي التزاما بالتوجهات الملكية السامية، حيث ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد على أهمية النهوض بكل أوجه التنوع الثقافي للهوية المغربية، وتثمين كل مكوناتها، بما في ذلك المكون العبري.

وأضاف أن المؤسسة انخرطت منذ سنوات، وتحت القيادة الرشيدة لجلالته، في تحمل مسؤولية الحفاظ والتعريف بجزء فريد من التراث المغربي، وهو ما يعد من العناصر الأساسية المشكلة لتاريخ المغرب وقيمه وتقاليده الراسخة، والتي تشكل عمق حضارة هذه المملكة.

وقال إن المؤسسة تجهد من أجل ضمان استمرارية النموذج المغربي كنموذج أصيل للتعايش والتسامح الحقيقي منذ العصر الذهبي للأندلس، مشيرا إلى أنه على مدى سنوات لوحظ أثر المتحف اليهودي على الشباب المتطلع للمعرفة والفهم والانفتاح، ومن المهم على هذا المستوى تدعيم كل المبادرات الرامية إلى تشكيل جبهة لمواجهة التطرف بكل أشكاله وأيا كان مصدره.

فيما استعرض مدير مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي فؤاد شفيقي المبادرات التي قامت بها الوزارة من أجل مراجعة المناهج الدراسية ،  والتشيجع على تنظيم أنشطة مدرسية موازية (ثقافية ورياضية وعلمية)، تتيح نشر ثقافة المواطنة الحقة وقيم التسامح والقبول بالآخر لدى التلاميذ من جهة، والتعريف بكل مكونات الهوية الوطنية وامتداداتها الثقافية وتمظهراتها اللغوية وتثمينها، دون إقصاء لأي مكون من المكونات .

وقال إن الغاية من هذه الاتفاقيات يتمثل في تنشيط نوادي التسامح داخل المؤسسات التعليمية، وفتح فضاء المتحف أمام التلاميذ لزيارته والتعرف على التراث اليهودي المغربي الذي هو جزء مهم من تاريخهم وتراثهم .

حضر توقيع الاتفاقيتين عامل عمالة مقاطعات أنفا السيد عزيز دادس وممثلين عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وأعضاء مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، ومجموعة من الأطر الإدارية والتربوية على المستويين الجهوي والمحلي.

وتجدر الإشارة إلى أن متحف التراث اليهودي المغربي تم افتتاحه رسميا سنة 1997، وهو المتحف الوحيد في العالم العربي والإسلامي من نوعه.

ويعد المتحف مؤسسة ثقافية مغربية يهودية ذات تجربة مهمة في المجال البيداغوجي في ما يتعلق بالتسامح والعيش المشترك، ويهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي اليهودي المغربي، وكل ما يتعلق بالعادات والتقاليد المحلية .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *