“تمازيغت” تتحرك نحو الأفضل وجهات “يؤلمها” التغيير

يُقال إن “التغيير، مثل الشفاء، يستغرق وقتا”. ويقال أيضا إنه مؤلم،. لكن الحقيقة التي لا مفر منها أن لا شيء مؤلم أكثر من الغباء الإنساني حين الخوف من التغيير.
يكاد هذا الاستهلال يشرح ما يقع داخل القناة الأمازيغية منذ تغيير إدارتها وضخ دماء جديدة في دواليبها. حيث توالت الهجمات والحملات الممنهجة وتشكلت جبهات على عجل تدافع عن “ريع” اعتادت الاستفادة منه دون حسيب ولا رقيب، لذا كان التغيير مؤلما وأضر بجيوبها وأرصدتها.
استهل المدير الجديد، القديم، استراتيجيته بوضوح تام وبمقاربة تشاركية عبر فيها عن حسن نيته بالتغيير الإيجابي نحو الأفضل. أقدم على خطوات جريئة وغير عددا غير يسير من البرامج، وأدخل تعديلات أشرك فيها أطر القناة وعمادها الأساسي. لكن جهات شعرت ببساط الريع يُسحب من تحت أقدامها وأطلقت الحملات. حملات وجدت ضالتها في البرمجة الرمضانية لهذا الموسم لتُخرج كل أسلحتها تنقيصا وتبخيسا لمجهود أقل ما يقال عنه إنه محترم ويستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية.
بدأت القصة بعدم التأشير لجزء خامس من مسلسل “بابا علي”، وحملوا إدارة القناة المسؤولية رغم أن شركة تنفيذ إنتاج المسلسل هي من اعتذرت عن لقاء لجنة انتقاء البرامج ووضعت القناة في موقف لا تحسد عليه على بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من رمضان الأبرك. وحين تداركت القناة الأمر بطرق يخولها لها القانون واحترمت كل المساطر والمقتضيات في هذا الصدد، تحركت مدافع المتحاملين نحو الإنتاجات الرمضانية، وبدأ القصف بعشوائية للتشويش وتعكير الأجواء.
من مفارقات هذا الموسم الرمضاني أن المنتوج الأكثر متابعة ونجاحا، كان الأكثر انتقادا!! فقد نجح المسلسل البديل لـ”بابا علي” في تحقيق نسب مشاهدات جد عالية مكنته من تربع إنتاجات قناة تمازيغت متجاوزا بذلك مسلسل بابا علي في حلقته الأولى بما يقرب ربع مليون مشاهدة.
“باغين بابا علي” جملة تشبه كثيرا الجملة المصرية الشهيرة “الجمهور عاوز كدا”، جملة متداولة كثيرا قد تساعدنا على تفكيك بعض مما يتعرض له المسلسل، الذي أخرجته فاطمة بوبكدي، وكتبه الحبيب صبري وإبراهيم بوبكدي. هذه الجملة حق يراد به باطل وتكريس لثقافة الهروب التي لا تعترف بالقيم والجماليات الفنية؛ مجرد فرصة لتحقيق الربح المادي الذي قد ينعش جيوب المنتجين، لكنه لن يصنع مجدًا تلفزيونيا وعلى المدى الطويل لن يجد مكانة حقيقية في ذاكرة الجمهور أو في تراث التلفزيون.
في هذا المقال اخترنا هذا المنتوج الدرامي دون غيره لأنه أسال مدادا كثيرا في مواقع إلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي ونجح في خلق نقاش حقيقي كان ليكون مفيدا أكثر لو تم –النقاش- على أسس متينة ومنطقية بدلا من شخصنته وتوجيهه لتصفية حسابات ضيقة.
وبالعودة إلى مبدأ التغيير سيتألم كثيرا من آلفوا الريع والصفقات المشبوهة وسيتألمون أكثر حين يلفظهم التلفزيون، خصوصا وأن أعمالهم، درامية ووثائقية، شاهدة على الرداءة وهبوط في الذوق، أفلا يعقلون !!!