تقرير للهيئة البريطانية للصحة يؤكد أن المنتجات البديلة تمثل فرصة للصحة العامة لتخفيض المخاطر المرتبطة بالتدخين !
كشف تقرير نشرته الهيئة البريطانية للصحة العامة “المعرفة – الفعل – التغيير”، في بداية نوفمبر، تحت عنوان “قضايا حارقة: الحالة العالمية للتخفيف من أضرار التدخين لسنة 2020″، أن 9 أشخاص فقط من بين كل 100 مدخن عبر العالم يستعملون منتجات النيكوتينالبديلة، أي ما يعادل 100 مليون شخص حول العالم : مستعملي السجائر الإلكترونية، مستهلكي منتجاتالتبغ المسخن، ومستعملي سنوس (مسحوق تبغ مرطب بدون دخان أو معقَّم، والذي يؤخذ عن طريق الفم(. وإذا كان هذا الرقم الكبير والمتنامي باستمرار يعكس مدى الطلب الموجود على الحلول البديلة، إلا أنه لا يزال دون متطلبات منافسة 1,1 مليار مدخن، الذين تم إحصاؤهم خلال العقدين الأخيرين في القارات الخمس.
بالنسبة للخبراء المشاركين في الدراسة، فإن الخلاصة لا لبس فيها : إذا أردنا إنقاذ الأرواح (في كل سنة نفقد ثمانية ملايين شخصا نتيجة الأمراض المرتبطة بالتدخين)، فمن الضروري تركيز الجهود حول تقليص الأضرار وتشجيع المدخنين على الانتقال إلى حلول بدون دخان، باعتباره العامل الأساسي المسبب للوفيات والأمراض. أبرز المشاركون في التقرير، الذي نشر على شبكة الأنترنيت، أن فرص الوصول النيكوتين بدون دخان الأكثر أمانا واعتمادها تبقى امتيازا خاصا بالبلدان ذات الدخل العالي، في حين تعيش نسبة 80 في المائة من المدخنين في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، والتي غالبا ما تنقصها التجهيزات و الوسائل الكفيلة باعتماد مقاربة ناجعة في مكافحة لتدخين أوالمعالجة الناجحة للأمراض المرتبطة بالتدخين.
إذا كان هناك إجماع لدى العلماء حول الأثر الإيجابي لتخفيض الأضرار الناتجة عن التدخين على الصحة العمومية، فإن الإجابات التنظيمية والقانونية تبقى بعيدة المنال. وبهذا الصدد، يقول البروفيسور جيري ستيمسن، الأستاذ بكلية أمبيريال كوليدج بلندن ومدير “المعرفة – الفعل – التغيير” : « يمكن لإدماج مكافحة التدخين وتقليص الأضرار أن يحدث تغييرا في معطيات مكافحة الأمراض غير المعدية. وعلى المسؤولين عن السياسات العالمية لمكافحة التدخين الإصغاء إلى المستهلكين، واعتماد سياسات تركز بشكل فعلي على تخفيض الوفيات المرتبطة بالتدخين بكل الوسائل المتاحة». نفس الرأي عبر عنه هاري شابيرو، رئيس تحرير “قضايا حارقة: الحالة العالمية لتخفيف أضرار التدخين لسنة 2020” : « يمكن ويجب على تقليص الأضرار الناتجة عن التدخين أن تشكل نجاحا للصحة العامة الموجهة من طرف المستهلكين. لكننا بدلا عن ذلك نشهد بداية حرب ضد النيكوتين ».