3 نونبر 2024

تحليل… محمد السادس يفتح قلبه للشعب وخطاب العرش سيكون له ما بعده

تحليل… محمد السادس يفتح قلبه للشعب وخطاب العرش سيكون له ما بعده

استهل الملك محمد السادس خطاب عيد العرش السبت الماضي، بالحديث عن عدة نقط جوهرية وفي غاية الأهمية وإن كان هذا الخطاب تضمن رسائل صريحة وواضحة ومباشرة فإنه تضمن رسائل مبطنة ومضمرة وعلى رأسها ضرورة أن يستوعب عدد من الحاقدين والعدميين أن الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب محدودة ومحدودة جدا فالمغرب ليس دولة بترولية أو منبعا للغاز… بل دولة تنحت في الصخر وتحاول تحقيق الكثير من الإنجازات رغم محدودية الإمكانيات.
ولم يدع الملك خلال خطاب العرش مجالا أو إشكالية إلا وتطرق لها وباح بكل ما في قلبه وتحدث مع شعبه باللغة التي يفهمها وصارحه بواقع الحال ووجه رسائل أخرى لم يهمهم الأمر بأن المشاريع التي يطلقها محمد السادس لا تفرق بين شمال ولا جنوب أو شرق ولا غرب ويبقى هدفها خدمة المواطن على عكس ما قد يردد بعض الحاقدين الذين لا عزاء لهم بعد هذا الخطاب الذي أعاد الأمور إلى نصابها وقال كل شيء للمغاربة دون تنميق للكلام أو “ماكياج”.
ومن بين ما ورد في خطاب الملك محمد السادس بالحرف “إن المشاريع التنموية والإصلاحات السياسية والمؤسسية، التي نقوم بها، لها هدف واحد ، هو خدمة المواطن، أينما كان . لا فرق بين الشمال والجنوب، ولا بين الشرق والغرب، ولا بين سكان المدن والقرى. صحيح أن الإمكانات التي يتوفر عليها المغرب محدودة. وصحيح أيضا أن العديد من المناطق تحتاج إلى المزيد من الخدمات الاجتماعية الأساسية. إلا أن المغرب، والحمد لله، يتطور باستمرار. وهذا التقدم واضح وملموس، ويشهد به الجميع، في مختلف المجالات”.
وأضاف الملك “ولكننا نعيش اليوم، في مفارقات صارخة، من الصعب فهمها، أو القبول بها . فبقدر ما يحظى به المغرب من مصداقية، قاريا ودوليا، ومن تقدير شركائنا ، وثقة كبار المستثمرين ، ك”بوينغ” و “رونو ” و”بوجو ” ، بقدر ما تصدمنا الحصيلة والواقع، بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية، حتى أصبح من المخجل أن يقال أنها تقع في مغرب اليوم”.
واستطرد الملك محمد السادس قائلا “فإذا كنا قد نجحنا في العديد من المخططات القطاعية، كالفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة، فإن برامج التنمية البشرية والترابية، التي لها تأثير مباشر على تحسين ظروف عيش المواطنين، لا تشرفنا ، وتبقى دون طموحنا.
وذلك راجع بالأساس، في الكثير من الميادين ، إلى ضعف العمل المشترك ، وغياب البعد الوطني والإستراتيجي، والتنافر بدل التناسق والالتقائية ، والتبخيس والتماطل ، بدل المبادرة والعمل الملموس”.
وتبقى الكرة اليوم في ملعب الفاعلين السياسيين بمختلف أطيافهم وتموقعاتهم ومدارسهم الإديولوجية للتفاعل بشكل إيجابي إذا هم أرادوا تفادي غضبات ملكية قادمة في الطريق فخطاب الملك كان واضحا ولم يترك أي مساحات للعودة للخلف إما أن يعمل السياسيون أو الحكوميون أو يقدموا استقالاتهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *