برازيليا..إبراز قيم التعايش الديني والتسامح التي تميز المملكة
(و.م.ع)
بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني بالبرازيل لمكافحة التعصب الديني واليوم العالمي للأديان (21 يناير)، تم خلال لقاء نظم بالعاصمة برازيليا إبراز تفرد المغرب كنموذج حضاري للتعايش والتفاعل بين مختلف الأديان في روح من التنوع والتسامح.
وقال سفير المملكة في البرازيل، نبيل الدغوغي، خلال هذا اللقاء الذي تمحور حول موضوع التسامح الديني، إن “المغرب جعل من التسامح الديني والعيش المشترك اختيارا لا رجعة فيه منذ 12 قرنا ومن التعايش بين الأديان واقعا وحقيقة، كما يشهد بذلك تواجد المساجد والكنائس والمعابد اليهودية في مدن مختلفة بالمملكة”.
وقدم الدبلوماسي المغربي، بهذه المناسبة، لمحة تاريخية واسعة عن جذور الوئام بين الأديان الذي يميز المملكة، مبرزا أن تجربة المغرب “تبين أنه من الممكن، بل من الضروري، سلك طريق التعايش وقبول العيش في مجتمع مندمج وتعددي”.
وأضاف، خلال هذا اللقاء الذي دعي إليه مسؤولون حكوميون ومن الجمعية التشريعية للمحافظة الفيدرالية، وممثلون عن الشرطة العسكرية والفيدرالية وعدد من الزعماء الدينيين والصحافيين، أن “النموذج الحضاري للتعايش والتفاعل بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى يسمح اليوم للمغرب بتثمين روافده العربية-الإسلامية، والأمازيغية واليهودية والحسانية والأندلسية”.
وذكر السفير بدور جلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، في حماية حقوق المسلمين وغير المسلمين، سواء في المجال الديني أو على مستوى المواطنة، وقال إن “المغرب، الذي يساهم بقوة في النهوض بإسلام متسامح، يشكل اليوم حصنا قويا في مجال محاربة التطرف الديني”.
وأكد أن “المغرب يدعو إلى الإسلام المتسامح والمعتدل، الإسلام المنفتح والوسطي”، مضيفا أن العديد من البلدان، لا سيما من إفريقيا، تسعى إلى الاستفادة من التجربة الناجحة للمملكة في المجال الديني لتكوين أئمتها”.
وأبرز الدغوغي أن المملكة، وفضلا عن ضمان حقوق وحرية العبادة لكافة الجاليات الأجنبية والأقليات الدينية المقيمة بالمغرب، قامت مؤخرا بإعادة تأهيل نحو 170 من المعابد والمقابر اليهودية، وهو ما يشكل، برأيه، “مثالا حيا على التسامح الذي يميز المملكة بين الأمم”.
وشدد على أن هذه المبادرة تبرز مغربا يعترف بمختلف الروافد المكونة لهويته الوطنية، وتعكس أيضا واقع تفاعل ديني يطبعه التسامح والتعايش الذي ميز المملكة على الدوام.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم من قبل الشرطة العسكرية البرازيلية، تجربة البلد الجنوب أمريكي، كبوتقة للتلاقح العرقي والتنوع الديني، محذرين من انتشار التعصب الديني وتزايد حالات الاضطهاد الديني عبر العالم.
كما شددوا على ضرورة تعزيز الاحترام والتعايش بين الشعوب والاستلهام من الممارسات الفضلى في مجال تعزيز التسامح الديني وتكريس الحريات.