بجنيف.. خبراء يفككون الروابط بين البوليساريو والجزائر وتنامي خطر الإرهاب بالساحل والصحراء
وضع خبراء وأكاديميون دوليون خلال لقاء بجنيف، علاقة جبهة البوليساريو الانفصالية وراعيتها الجزائر، بتنامي خطر الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، تحت المجهر.
وخلال الندوة التي نظمت من طرف المرصد الجيوستراتيجي بجنيف، لمناقشة موضوع الإرهاب بالساحل، أبرز المتدخلون كل من موقع تخصصه، الروابط بين الجبهة الانفصالية والإرهاب.
وهكذا، انطلق المشاركون في اللقاء، من زاوية تفريخ الحركات الانفصالية وتحديدا “البوليساريو”، لعناصر الجماعات الإجرامية التي لها اليد في الاتجار بالبشر والبضائع المسروقة بمنطقة الساحل والصحراء وفي الخلايا الإرهابية المرتبطة بالقاعدة. وهنا، تتجلى تحديدا الصلة بين الجماعات الانفصالية والإرهابية.
وفي مداخلته باللقاء، أكد رئيس المرصد الجيوستراتيجي في جنيف آلان جوردان، أن “تفكك هذه الحركة التي تمولها الجزائر والتي كانت مسلحة في السابق ويثيرها القذافي لصالح نفوذه في المنطقة هو اليوم موضع قلق حقيقي”.
وفي السياق ذاته، شدد الصحافي والكاتب والمحلل الاستراتيجي الفرنسي، على أن “الجزائر التي أعربت عن استعدادها للمساعدة في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، لا يمكن اعتبارها شريكا موثوقا به. إذ يبدو دعمها لجبهة البوليساريو أكثر من أي وقت مضى بمثابة مناورة خطيرة للغاية لزعزعة الاستقرار في سياق إقليمي متفجر بالفعل”.
وأردف في تعبير جد بليغ “لقد وضعوا أنفسهم في وضع التسلل”.
وتابع موضحا “نحن نفهم بشكل أفضل الجهود التي تبذلها للتكتم على تورط أعضاء البوليساريو في المشاريع الإرهابية والاتجار بجميع أنواعه”.
من جانبه، ألقى آلان جوييي، مدير سابق للمخابرات الفرنسية، الضوء على مجموعة من العوامل التي تغذي الخطر القادم من منطقة الساحل والصحراء.
وبعدما قدم ضمن مداخلة أغنت ندوة النقاش، لمحة عامة عن التأثيرات الدينية والتاريخية المختلفة على المنطقة، سجل عواقب الاستعمار على التوازن السياسي للبلدان المعنية، متوقفا عند الانقسامات الداخلية والصراعات وسقوط العقيد القذافي واستراتيجيات القوى المحيطة.
وفي جوابه على أسئلة طرحت باللقاء، حول “عما إذا كان يمكن للجزائر أن تدعي أنها تلعب دورا في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل بينما تدعم البوليساريو وبعض أعضائها متورطون في قضايا إرهابية أو متورطون في الاتجار بالبشر. وكذلك التساؤل عما إذا كان التقارب الجزائري مع روسيا وإيران لن يغير أوراق الشراكة في محاربة الإرهاب، وكذا مسألة الصحراء”، قال جوييي بكل وضوح، أنه بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، “يجب أن يمر الحل من خلال مفاوضات يجب أن تؤدي إلى شكل من أشكال الحكم الذاتي”.
وفي إشارة إلى أن الجزائر، تعرقل الوصول إلى هذا الحل ولا تأبه سوى بأطماعها، أضاف “ومع ذلك، لست متأكدا من أن الحكم الذاتي مرغوب فيه من قبل الجميع. إن ما تريده الجزائر هو الوصول إلى البحر”.