باريس تغرق تحت الماء ومخاوف من تكرار سيناريو سنة 1910
(وكالات)
تتجه الأوضاع المناخية في فرنسا نحو التعقد مع تواصل هطول مكثف للأمطار في عدة مناطق من البلاد ما تسبب في حدوث فيضانات أدت إلى ارتفاع منسوب مياه الوديان والأنهار لتبلغ مستويات قياسية لم تشهدها فرنسا منذ سنوات، كنهر السين بالعاصمة باريس، والذي يقطعها من الجنوب إلى الشمال فارتفع منسوب مياهه إلى 4,34 أمتار الأربعاء ويتوقع أن يواصل الارتفاع ليبلغ في نهاية الأسبوع ما بين 5,10 و5,70 أمتار، مع تحذير جديد لمصلحة الأحوال الجوية من توقع هطول أمطار غزيرة الخميس بعد “يوم من التوقف النسبي” أمس الأربعاء.
وتتخوف سلطات المدينة من سيناريو مماثل لما حدث نهاية يناير 1910، حيث شهدت باريس أسوأ فيضان في تاريخها عندما ارتفع منسوب نهر السين، إلى أكثر من 8,62 أمتار (ثلاثة أضعاف مستواه الطبيعي)، لتغمر المياه البيوت والشوارع، راح ضحيته قتيل ونحو 200 ألف منكوب، فضلا عن خسائر مادية بلغت مليار يورو (نحو 400 مليون فرنك آنذاك).
وإن كانت حركة الملاحة على النهر لم تتوقف نهائيا الخميس، إلا أن الكثير من الممرات المؤدية نحوه تم غلقها، كما أعلنت السلطات وقف ملاحة السفن الشراعية وأخرى بدون محركات.
“الأمر الذي أدى إلى تعطيل الأنشطة السياحية والتجارية المتعلقة بالنهر، حيث قال كريستوف بوغار، مسؤول في شركة مراكب سياحية “”تم إيقاف الملاحة المتعلقة بالقوارب بعد ارتفاع منسوب المياه… ولن نستأنف نشاطنا قبل الأربعاء القادم”.
ولا يزال مستوى الإنذار عند المستوى الأحمر في منطقتي لو لواريه في الوسط وسين-سور-مارن في شرق باريس بينما أعلن مستوى الحذر البرتقالي في سبع مناطق أخرى في وسط وشرق لورين (شرق فرنسا).
وصرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الخميس أن الوضع “صعب وحرج” في عدة مناطق من البلاد وخاصة في إقليم سانت إي مارن والإيسون. ومن المتوقع أن يتنقل فالس الخميس إلى مدينة نامروس في إقليم سانت إى مارن، والتي تسببت المياه في عزلها ما استوجب تدخل فرق الانقاذ لإجلاء 3000 شخص يسكنونها نحو مراكز إيواء.
خلفت الفيضانات بفرنسا خسائر مادية معتبرة، كما أعلن عن حالة وفاة قرب العاصمة باريس حيث عثر رجال الإطفاء مساء الأربعاء على جثة امراة في الـ86 طافية في منزلها الذي غمرته المياه في مدينة سوب سور لوين.
وتلقت خدمات الطوارئ على مدى الأيام الثلاثة السابقة أكثر من 4500 طلب مساعدة لإجلاء سكان كما جرى حشد ثلاثة آلاف من رجال الإطفاء في أنحاء متفرقة في فرنسا، وتطلب الأمر تدخلهم عشرة آلاف مرة.