انتشار “الأزبال” بالنواصر..الشركة “لا تتجاوب” ومسؤولين في “دار غفلون”

مرت 3 أيام ولا أثر لشاحنة جمع النفايات بأحد الأحياء ببوسكورة إقليم النواصر،”الأزبال مثناترة هنا وهناك”، الحاويات هي الأخرى تغيب عن المشهد، قبل أن تظهر (الشاحنة) في مشهد “مألوف” وهي في اتجاه أهم الشوارع التي تعرف انتشارا واسعا لسلات النفايات والأكياس أمام أغلب المنازل، غير أن عمال الشركة في خطوة مفاجئة قرروا تغيير الوجهة حيث قال أحدهم للأخر حسب ما نقله شهود عيان “بلا ما الدوز من هاد الشارع”..
بعد مرور حوالي ساعة رحلت الشاحنة وبقيت الأزبال في مكانها، قياسا على ذلك يمكننا طرح عدد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي تدبر بها شركة النظافة ملف النفايات بالجماعات الخمس بإقليم النواصر، في ظل تزايد الحديث في أوساط الرأي العام الإقليمي حول ما قيل إنه “إخلال الشركة بالتزاماتها في تدبير هذا القطاع الحساس” و “عدم احترام دفتر التحملات”.
المشاكل الكثيرة التي عانتها ساكنة النواصر مع الشركة السابقة، عجلت بتوقيع اتفاقية جديدة مع شركة “مشهود لها بالكفاءة” في أواخر شهر شتنبر 2024، وهو ما اعْتُبر ساعتها طوق نجاة بالنسبة للمواطنين والمسؤولين على حد سواء، خاصة بعد مضاعفة المبلغ المالي المرصود للعملية، حيث انتقل من 44 إلى أزيد من 90 مليون درهما سنويا، بالإضافة لتعزيز الموارد البشرية و تجديد الأسطول والآليات و تكثيف المراقبة الميدانية لجودة خدمات النظافة باعتماد نظام معلوماتي وتوفير قنوات خاصة للتواصل واستقبال شكايات المواطنين.
و تم الاتفاق أيضا على أن ينطلق العقد الجديد عبر مرحلة انتقالية محددة في ستة أشهر، سيتم خلالها استعمال آليات مؤقتة لتنفيذ حملات ميدانية مكثفة على مستوى الجماعات الخمسة المكونة للإقليم، تستهدف على وجه الخصوص القضاء على النقاط السوداء بغية الرقي بإطار عيش الساكنة.
التزامات ومشاكل..التواصل
بعد انقضاء الفترة الانتقالية التي حُددت في مدة لا تتعدى 6 أشهر، لا حديث في أوساط الرأي العام المحلي والإقليمي إلا حول واقع خدمات النظافة بإقليم النواصر، حيث تعج مواقع التواصل بصور توثق لانتشار النفايات والحاويات المتسخة والمهترئة بالإضافة إلى تزايد عدد النقاط السوداء بكل من أحياء الرحمة وبوسكورة ودار بوعزة وولاد صالح والنواصر.
علما أن الشركة التزمت في دفتر التحملات بالقضاء على النقاط السوداء خلال أجال لا تتجاوز 8 ساعات، وتجديد عتادها بما في ذلك الشاحنات، وهو ما تفنده الصور التي توصلنا بها وكذلك الجولات التي قمنا بها حيث يُلاحظ أن الشركة باتت غير قادرة على السيطرة على انتشار النفايات خاصة خلال شهر رمضان، الذي كان بمثابة امتحان كرس لفشلها بالنسبة للكثير من المتابعين للشأن المحلي.
وسُجّل أيضا عدم انتظام وتأخر مرور الشاحنات بالأحياء والأزقة الأمر الذي يؤدي في الغالب لانتشار كبير للنفايات، وكذلك التأخر في استبدال الحاويات القديمة، بالإضافة لغياب العتاد المخصص لعمليات الكنس وعدم تواجد العمّال ببعض المجمعات السكنية، وكذلك تماطل الشركة في تنظيف الشوارع الرئيسية بواسطة اليات متطورة، وعدم غسل الحاويات وتنظيفها بالمواد الخاصة، كما هو الحال بالنسبة لباقي عمالات ومقاطعات مدينة الدار البيضاء التي تديرها نفس الشركة.
مشاكل أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين بإقليم النواصر، بين ما يقول أن الشركة لم تتوصل بالمبالغ المالية المتفق عليها، وبين من يقول أن الشركة جاءت لإقليم النواصر “باش الدير لي بغات” وحجتهم في ذلك الطريقة التي تدبر بها الملف في عمالات اخرى مثل عمالة الحي الحسني مقارنة بإقليم النواصر.
فيما يعتقد أخرون أن الشركة تتعامل بمنطق المحاباة فتجد مثلا الأحياء والأزقة المحسوبة على بعض المسؤولين نظيفة بينما باقي الأزقة القريبة منها تعاني الإهمال، في حين يدعي أخرون أن الشركة وضعت على رأس كل فريق عمل شخص لا يستحق.
تفسيرات تظل محل شك ومجرد تأويلات، لذلك حاولنا ربط الاتصال قبل 3 أيام بالشركة في شخص أحد أهم المسؤولين بها، هذا الأخير كان تجاوبه “مقبولا” إلى حد ما، حيث ألح على لقائنا من أجل مدنا بجميع المعلومات اللازمة، قبل أن يأكد تحت طلبنا، على أن الشركة بدأت بتوزيع الدفعة الأولى من الحاويات في انتظار وصول الدفعة الثانية، مشددا على أن الأمور ستسير بشكل أفضل في المستقبل القريب.
المسؤول ألح على لقائنا قبل أن يتراجع ويعتذر في اللحظات الأخيرة و يقول إنه كلف مسؤولة أخرى أكثر اطلاعا وفقا لقوله للاتصال بنا وتوضيح جميع النقاط، وبعد دقائق عاود الاتصال مؤكدا أن المسؤولة المكلفة “خرجت كونجي”، وطلب منا الانتظار إلى الغد، لكنه منذ ذلك الحين لم يعاود الاتصال، لتبقى بذلك جل الأسئلة معلقة إلى أجل غير مسمى.
تفاعل المسؤولين بإقليم النواصر
لعل الجهة الأولى المسؤولة عن التتبع ومراقبة عمل الشركة هي مجموعة التعاون بين الجماعات البيئة باعتبارها طرفا في الاتفاقية، وبناءا عليه حاولنا ربط الاتصال برئيسها لكن هاتف الأخير ظل يرن دون استجابة، كما أنه (الرئيس)لم يكلف نفسه عناء التجاوب مع رسائلنا، وفي ذلك إشارة لمن يهمه الأمر على أن بعض المسؤولين لا يهتمون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن كل همهم الجلوس على الكراسي، خاصة إذا علمنا أن الأخير لم يقم بأي تحرك في الموضوع من قبيل تنبيه الشركة لخطورة الوضع واتخاد الاجراءات اللازمة.
غير أن بعض الأعضاء بمؤسسة التعاون عبروا عن غضبهم من واقع تدبير قطاع النظافة بالإقليم، من بينهم عبد الله حمدي عن جماعة دار بوعزة والذي أكد خلال معرض جوابه على اتصالنا حول الموضوع، أن ما باتت تعيشه جماعة دار بوعزة يحز في النفس، وأن عدد الشكايات التي تصلنا من الساكنة ارتفعت بشكل كبير، خاصة في ظل انتشار عدد من النقاط السوداء، وتأخر الشركة في توفير الحاويات والعتاد بعد انقضاء الفترة الانتقالية.
وتؤكد مصادرنا أن عامل إقليم النواصر جلال بنحيون، مستاء من الطريقة التي تدبر بها الشركة قطاع النظافة بالإقليم، إذ يداوم على عقد اجتماعات أسبوعية مع مسؤوليها تروم التتبع والوقوف على الإكراهات، كما وقف بنفسه على بعض المشاكل في جمع النفايات المنزلية كما هو الشأن خلال زيارته لمنطقة المكانسة الجنوبية بجماعة بوسكورة.