النواصر..هل ألغي موسم “عبد الله بوزيان” بسبب ندرة المياه؟
علامات استفهام “كثيرة و”متعددة” بدون إجابة واضحة المعاني حول الأسباب التي دفعت المسؤولين بجماعات إقليم النواصر لإلغاء جميع المظاهر الاحتفالية المتعلقة بفنون “التبوريدة”، خاصة وأن العطلة الصيفية قاربت على النهاية ولا بوادر تفيد بتنظيم أي تظاهرة من هذا القبيل.
من أبرز هذه المهرجانات التي تنظم بإقليم النواصر، نخص بالذكر موسم “سيدي عبد الله بوزيان” الذي يقام بتراب جماعة اولاد عزوز، هذا الأخير بات يشكل مادة دسمة تحظى بنقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد الحديث حول قرار إلغائه بسبب “ندرة المياه” وفق لما جاء في جواب رئيس جماعة اولاد عزوز محمد قطرب على تساؤل كتابي تقدم به أحد الأعضاء.
وجاء في جواب محمد قطرب حسب الوثيقة التي تتوفر الصحيفة على نسخة منها، أن مصالح الجماعة مستعدة لتسخير كل إمكانياتها لإقامة الموسم المذكور، إلا أن المغرب بشكل عام يشهد “جفافا اسثتنائيا” بالإضافة إلى أن المنطقة بشكل خاص تعاني من شح في المياه، ضمنها مياه الأبار والمجاري.
ندرة المياه بحسب الجواب نفسه كانت موضوع اجتماعات رسمية على مستوى العمالة سعيا لحل المشكل يؤكد المصدرذاته، وبالتالي فإنه من شبه المستحيل إقامة وإنجاح هذا الموسم، ليختتم الجواب المذكور بـعبارة موجهة للمرسل ” لا شك أنكم تشاطرون نفس الرأي خدمة للصالح العام”.
وإن كان تبرير مصالح الجماعة من حيث المضمون، مقنعا، للبعض لأنهم يعتقدون أن التبريرات التي تقدم بها الرئيس واقعية وموضوعية، وبالتالي فالضرورة تقتضي دعم قراره خدمة للمصلحة العامة يقول المؤيدون للقرار.
في حين يتبنى أخرون موقفا مغايرا يرى أن “التبرير المعلن” لا يعدو أن يكون محاولة “فاشلة” لإخفاء الأسباب الحقيقية، وهو ما لمح إليه العضو السابق في جماعة اولاد عزوز يونس التباري في تصريح خص به “المغربي اليوم”، معتبرا أن الجواب المذكور كان من المفترض أن يحترم ذكاء الساكنة وليس جواب “أسوء من الزلة”.
وأضاف التباري أن عدد من المناطق تقل إمكانياتها عن جماعة أولاد عزوز نجحت في تنظيم مواسم مثل جماعة “المهارزة الساحلية” أو “أزيلال” التي تعاني ندرة في المياه مشيرا إلى أن المشكل الذي على الجماعة أن تعالجه ليس بمنع “موسم بوزيان” وإنما في تدبيرها للمياه بشكل معقلن.
وأعرب العضو السابق على أنه يتمنى أن لا يكون لإلغاء هذا الموسم دوافع سياسية، يهدف من خلالها رئيس الجماعة للانتقام من ساكنة دوار “الفقرة” وهو المكان الذي يتواجد به ضريح الولي، خاصة وأنه من المعروف أنها (ساكنة الفقرة) صوتت لمعارضيه.
من جهته طالب عبد الكريم البوعمري السلطات المحلية والمنتخبة بعقد اجتماع مع “المقدمية” لتدارس إمكانية إقامة موسم مولاي عبد اللة بوزيان، مشيرا في الوقت نفسه إلى إمكانية حل مشكل المياه، من خلال فتح المجال لكل المتطوعين من أجل المساهمة في توفير هذه المادة الحيوية.
واشار البوعمري وهو واحد من أبناء المنطقة في شريط فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إلى المكانة التي يحظى بها موسم “سيدي عبد الله بوزيان”، بحيث عرف تاريخيا بمشاركة عدد من أبرز “المقدمية” بالمنطقة، وكما يعد أيضا متنفسا وحيدا لساكنة الإقليم يضيف المتحدث عينه.
إذا كانت جل المناطق والأقاليم بمختلق جهات المملكة شهدت تنظيم عدد من المهرجانات التي تحتفي بعراقة فن “التبوريدة”، فإن مسؤولي جماعات إقليم النواصر يبدو وكأنهم فضلوا بشكل او أخر التفريط في هذا الموروث “اللامادي”الذي يعد موروث ثقافي ورافد من روافد الثقافة المغربية الأصيلة، يشير متابعون للشأن المحلي.