الملك يوجه رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والتي منحت لجلالته بكيغالي
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالته بكيغالي عاصمة رواندا.
وفي ما يلي النص الكامل للرسالة الملكية، التي تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى ..
” الحمـد لله، والصـلاة والسـلام عـلى مـولانـا رسـول الله وآلـه وصحبـه.
أخي العزيز بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا،
السيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم،
السيد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم،
أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة،
يطيب لي، بدايةً، أن أعرب لكم عن عميق ترحيبي بمنحي جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي يسعدني تسلمها اليوم.
وأود، بهذه المناسبة، أن أحيي حضور السيد جياني إيفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشيداً بالتزامه القوي تجاه كرة القدم الإفريقية.
كما أشكر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، السيد باتريس موتسيبي، على دوره الريادي وجهوده من أجل تعزيز إشعاع كرة القدم الإفريقية وإعادة المصداقية لهيئاتها التقريرية.
ولعل ما يجمعني بأخي فخامة الرئيس بول كاغامي، الذي يحتفي به الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أيضاً اليوم، هو ثقتنا الراسخة في قارتنا الإفريقية، وفي شبابها وقدراتها. وهذا ما يحفزنا على العمل المتواصل، بحماس لا يستكين ولا يغتر بالركون إلى ما حققناه من مكتسبات.
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
ما زلت متشبثاً بالقناعة التي عبرت عنها في خطابي بمناسبة القمة التاسعة والعشرين لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في سنة 2017، الذي أكدت فيه أن “مستقبل إفريقيا يبقى رهيناً بشبابها” وأن “انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب من شأنه تركيز الطاقات على التنمية”.
إن هذه الجائزة التي تُمنح لي اليوم هي، أولا وقبل كل شيء، تكريم لعبقرية إفريقيا وشبابها المتألق. فهي تمثل، بالنسبة لي، اعترافاً بالاختيارات التي انتهجتها من أجل توفير الظروف الكفيلة بإبراز هذه العبقرية والنهوض بها. وذلك لأن كرة القدم ليست رياضة فحسب، بل هي ثمرة بناء وعمل متواصلين.
ولقد حرصت دوماً على جعل كرة القدم في بلدي، المملكة المغربية، ركيزة للنجاح ورافعة للتنمية البشرية المستدامة. فلئن كانت لعبةً تستأثر بقلوب الملايين، وموهبة تعكس طاقة إبداعية خلاقة، فهي تقوم أيضا على أساس رؤيةٍ مستقبليةٍ، والتزامٍ طويل النفس، وحكامةٍ قوامها النجاعة والشفافية، واستثمارٍ في البنيات التحتية وفي الرأسمال البشري.
وبقدر ما شرفت كرة القدم المغربية القارة الإفريقية خلال كأس العالم الأخيرة بقطر، فإنها قد أعلت من شأن القيم الإنسانية المتمثلة في روح المثابرة ونكران الذات، والدفع بالقدرات الذاتية إلى أقصى الحدود. وهي القيم التي حرصنا على ترسيخها من خلال ضم الرياضة إلى التربية، سعيا منا إلى توسيع قاعدة ممارسة كرة القدم بشكل خاص، وتحرير الطاقات ومواكبة ما يتم اكتشافه من مواهب بما يناسب من تكوين وتأهيل.
وقد أثبتت المملكة المغربية، في مناسبات عديدة، وبالعمل الملموس، أنها تضع إمكانياتها وبنياتها التحتية وتجربتها، لاسيما في مجال الكرة القدم، رهن إشارة جميع البلدان الإفريقية الشقيقة الراغبة بدورها في جعل الشباب دعامة للأمل والنمو.
وذلك لأن طموحي من أجل بلدي لا يضاهيه في جوهره سوى طموحي من أجل القارة الإفريقية.
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
من هذا المنطلق، أعلن أمام جمعكم هذا، أن المملكة المغربية قد قررت، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030.
وسيحمل هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، عنوانَ الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهداً على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والامكانات.
والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه “.