“الملك: الأجندة الإفريقية حول الهجرة” التي جرى تقديمها لقمة الاتحاد الإفريقي أعدت وفق مقاربة شمولية وتشاركية
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة”، أن “الأجندة الإفريقية حول الهجرة”، التي جرى تقديمها لقمة الاتحاد الإفريقي الـ 30، أعدت وفق مقاربة شمولية وتشاركية، داعيا جلالته إلى اعتبارها بمثابة “مرجع نهتدي به في عملنا المستقبلي، في معالجة هذا الموضوع”.
وقال صاحب الجلالة في رسالة وجهها إلى الدورة العادية الـ 30 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي ( أديس أبابا، 28 و29 يناير 2018)، والتي تلاها اليوم الاثنين رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، “اليوم، يطيب لي أن أقدم لكم وثيقة هي بمثابة +الأجندة الإفريقية حول الهجرة+، والتي تم إعدادها وفق مقاربة شمولية وتشاركية”.
وذكر جلالة الملك بأن هذه الوثيقة “هي ثمرة للتشاور الدائم مع العديد من رؤساء الدول خلال المحادثات والاتصالات المختلفة التي تمت بيننا”، والتي “تعكس انخراطا واسعا للفاعلين المعنيين، لاسيما من خلال عقد لقاءين مهمين”.
وأضاف صاحب الجلالة، أن الأمر يتعلق بالخلوة الإقليمية المنظمة بتاريخ 2 نونبر 2017 بالصخيرات، بمشاركة أزيد من 120 من أصحاب القرار، وممثلي المنظمات الدولية، والباحثين، وأعضاء المجتمع المدني؛ إضافة إلى المؤتمر الوزاري المنعقد بالرباط في 9 يناير 2018، بمشاركة أزيد من عشرين وزيرا، يمثلون الأقاليم الفرعية للقارة، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، والتجمعات الاقتصادية الإقليمية.
وأكد جلالة الملك أن هذه الوثيقة تتضمن، أيضا، الأفكار والمقترحات والرؤى المقدمة من قبل المؤسسات الرسمية، والمجتمع المدني، والباحثين في إفريقيا، فهي “تتميز بمرونتها وقابليتها للتطور، وعدم إلزاميتها من الناحية القانونية، حيث يتعين اعتبارها، في المقام الأول، مرجعا نهتدي به في عملنا المستقبلي، في معالجة هذا الموضوع”.
وبعد تذكير جلالة الملك باختياره “رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة” خلال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، وتقديم اللبنات الأولى لرؤية إفريقية مشتركة حول الهجرة من خلال المذكرة الأولية التي تم عرضها على فخامة الرئيس ألفا كوندي في يوليوز 2017، أكد جلالته بأن هذه الأجندة “تنطلق من ضرورة الإلمام بظاهرة الهجرة في مختلف أبعادها، من أجل فهمها بشكل أفضل”.
وفي هذا السياق، دعا جلالة الملك إلى “اعتماد منظور إيجابي بشأن مسألة الهجرة، مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن”.
وأكد جلالة الملك أن “الهجرة، إذا تم وضعها في نطاق أبعادها الحقيقية، بعيدا من المغالطات التي شوهت صورتها بشكل مشين، تظل تحديا عالميا وحاسما بالنسبة لقارتنا” مشددا جلالته على “أنها تستحق مقاربة جديدة تتمحور حول إفريقيا، وتجمع بين الواقعية والتسامح، وتغليب العقل على المخاوف”.