اللقاء التشاوري حول التنمية الترابية المندمجة بورزازات: نحو رؤية ملكية لإقلاع تنموي شامل
في رحاب قصر المؤتمرات بورزازات، انعقد لقاء تشاوري رفيع المستوى حول إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة لإقليم ورزازات، ترأسه السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم، بحضور السادة المنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، والفعاليات السياسية والمدنية والجمعوية. هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار التنزيل الترابي للتوجيهات الملكية السامية، شكل لحظة مفصلية لإطلاق ورش تشاركي يروم بلورة رؤية جديدة للتنمية المحلية الشاملة والمندمجة.
أولًا: لقاء بنَفَس استراتيجي وتنزيل فعلي للتوجيهات الملكية
جاء هذا اللقاء في سياق وطني يتّسم بتسارع وتيرة الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية إلى ترسيخ مبادئ العدالة المجالية، وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع المملكة، انسجامًا مع مضامين الدستور المغربي لسنة 2011، ولا سيما الفصول التي تنص على الجهوية المتقدمة، وتكافؤ الفرص، والإنصاف في توزيع الثروات والخدمات.
وقد شكلت الكلمة التوجيهية للسيد العامل خارطة طريق دقيقة، أكدت على أن التنمية المنشودة لإقليم ورزازات يجب أن تنبني على رؤية تشاركية قوامها الالتقائية، والتكامل، والنجاعة، عبر إشراك كل القوى الحية في الإقليم، من منتخبين ومجتمع مدني وفاعلين اقتصاديين وثقافيين، من أجل صياغة تصور جماعي متكامل يترجم انتظارات الساكنة في مختلف المجالات.
ثانيًا: ورزازات بين الموروث الحضاري ورهانات الإقلاع التنموي
إقليم ورزازات، بما يزخر به من مؤهلات طبيعية وثقافية وسياحية وبشرية، مؤهل لأن يتحول إلى نموذج تنموي متوازن على الصعيد الوطني. فالإقليم لا يُعد فقط “هوليود إفريقيا”، بل هو كذلك مجال حضاري أصيل يحتضن تراثًا لاماديًا غنيًا كفن أحواش، وشبكة من القصبات التاريخية، وحرفًا تقليدية متجذرة في عمق الذاكرة المغربية.
إن استحضار هذه الخصوصيات الثقافية في أي برنامج تنموي ليس ترفًا فكريًا، بل هو شرط أساسي لإنتاج تنمية منبثقة من الهوية المحلية، قادرة على خلق الثروة وفرص الشغل، وتثمين الرأسمال اللامادي الذي يمثل أحد أعمدة النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه جلالة الملك.
بقلم عبد الصمد بوطالب






