العسبي : المشتري بلعباس رجل مكرمة النقد الذاتي ضمن حركة أقصى اليسار بالمغرب
على إثر وفاة المناضل المشتري بلعباس، أفرد الصحفي لحسن العسبي على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي مقالة تعدد مناقب الراحل وتقف عند أهم المحطات في تاريخه النضالي، مبرزا أنه بوفاة الراحل فقد المغرب نموذجا سلوكيا نادرا، عنوانه الأبرز النزاهة الفكرية والأخلاقية.
وجاء في المقالة : “برحيل المناضل والمثقف اليساري، أستاذ الفلسفة، المشتري بلعباس، يفقد المغرب نموذجا سلوكيا نادرا، عنوانه الأبرز النزاهة الفكرية والأخلاقية. وتكاد سيرته رحمه الله، أن تقدم المثال على حجم الضريبة الغالية التي يؤديها كل نموذج إنساني مماثل في سياقات تاريخية ومجتمعية وثقافية وسلوكية ميزت المغرب في مرحلتي الإنتقال من زمن الإستعمار إلى زمن الإستقلال، ومن زمن الإنغلاق السياسي إلى زمن الإنتقال الديمقراطي. فهي ضريبة عالية في الصحة والوجود، شكلت حياة بلعباس نموذجا لها كبير”.
وأضاف “العسبي” : “فالرجل قاوم بصلابة من أجل الأفكار التحررية الجذرية التي آمن بها، مثلما أنه قاوم عوادي المرض والإقصاء بصلابة موازية.قوة المشتري بلعباس الأخرى الكبيرة، كامنة في امتلاكه دوما القدرة على “النقد الذاتي”، ضمن سياق تنظيمي لليسار الماركسي (كما كان يحب هو دوما أن يوصف التيار الذي انتمى إليه وليس “أقصى اليسار”)، لم يكن يتقبل كثيرا ترف ذلك الإجتهاد الفكري لممارسة النقد على الذات. ولقد تسبب له ذلك في خصومات كثيرة وهو سجين محكوم بالمؤبد بالسجن المركزي بالقنيطرة، بلغت حد القطيعة مع قائد آخر لذات التجربة السياسية من حجم المرحوم أبراهام السرفاتي، خاصة بعد إصدراه رفقة ثلة من رفاقه بالسجن لوثيقة نقدية سنة 1979، عرفت في الأدبيات السياسية لذلك اليسار الجدري المغربي ب “وثيقة 1979”.
يذكر أنه وري جثمان الراحل أمس الجمعة بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بحضور عدد كبير من المناضلين والقيادات المحسوبة على الصف اليساري.