الربيع العربي يصل الجزائر… الآلاف يتظاهرون رفضا لإعادة ترشح بوتفليقة
أكد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية أن آلاف الأشخاص نزلوا بعد ظهر الجمعة إلى الشوارع في مناطق مختلفة من العاصمة الجزائرية للاحتجاج على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل .
وبحسب موقع “تي إس أ” الجزائري، فقد سجلت عدة تجمعات في مناطق مختلفة من الجزائر.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسلطة مع بدء المسيرة من أمام مبنى متحف البريد المركزي في وسط العاصمة، كما لوحوا بالأعلام الجزائرية فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى ساحة أول ماي القريبة، حسب ما أفاد صحافي وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى مقربة من ساحة الشهداء في وسط العاصمة، منعت شرطة مكافحة الشغب آلاف المتظاهرين من التقدم، واستعملت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأوقف صحافي ومصورة جزائريان لوقت قصير قبل إطلاق سراحهما، فيما كانت الشرطة تعمد على إبعادهما من المظاهرة، وفق مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية التي طلبت منها الشرطة الابتعاد من أجل “سلامتها”.
وتستمر الاحتجاجات في الجزائر ضد ما يسميه المتظاهرون “تشبث بوتفليقة بكرسي الرئاسة” على الرغم من إصابته بجلطة دماغية أثرت على قدرته على الحركة منذ 2013.
فقد وضع الرئيس بوتفليقة الذي يتولى الحكم منذ 1999، حدا لتساؤلات ظلت مطروحة لشهور طويلة، بإعلان ترشحه في 10 فبراير وأثار هذا الإعلان حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ 20 عاما.
وكان مسؤول في الشرطة قد قال سابقا “نحن هنا لنحيط بالتظاهرة ونحول دون أي شغب محتمل”، في الوقت الذي كانت تحلق فيه مروحية فوق مركز العاصمة.
وتراقب قوات الأمن في العاصمة، حيث يمنع التظاهر إطلاقا منذ 2001، الوضع عن كثب، فيما أكدت أوساط الرئاسة في وقت سابق هذا الأسبوع أنه لن يتم التراجع بمواجهة الشارع.
وسيقدم ترشح بوتفليقة رسميا في 3مارس، الموعد النهائي لتقديم الطلبات، أمام المجلس الدستوري، وفق ما أعلن مدير حملته عبد المالك سلال. وأكد أنه “لا أحد يملك الحق في منع مواطن جزائري من الترشح. إنه حق دستوري”.
وفي الأثناء، يوجد الرئيس في المستشفى في جنيف السويسرية منذ الأحد، لإجراء “فحوص طبية دورية”، بحسب الرئاسة، بدون الإعلان بعد عن موعد عودته.
وتشهد الجزائر منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة ضد ولاية خامسة محتملة للرئيس الذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا نادرا.
على غرار أعضاء آخرين في المعسكر الرئاسي، أثار رئيس الوزراء أحمد أويحيى مسألة حقبة “العقد الأسود” (1992-2002) التي عاشت خلالها الجزائر حربا أهلية، كما أشار أيضا إلى النزاع في سوريا.
ودعت منظمة العفو الدولية مساء الخميس قوات الأمن إلى ضبط النفس “مع تصاعد التوتر”، مطالبة إياهم بـ”الامتناع عن اللجوء إلى القوة المفرطة أو غير الضرورية لتفريق تظاهرات سلمية”.
وتواصلت على مواقع التواصل الاجتماعي، الدعوات للنزول إلى الشارع كما حصل خلال الأسبوع الماضي، مطالبة بالخروج “بشكل حاشد وسلمي” بعد صلاة الجمعة.
وطوال الأسبوع، توالت التجمعات من مختلف الشرائح، من تجمعات حركة مواطنة، وتجمعات محامين وطلاب وصحافيين.
وأوقف الخميس عشرات الصحافيين الجزائريين بعد مشاركتهم في العاصمة بتجمع مناهض “للرقابة” المفروضة على تغطية الاحتجاجات، قبل أن يفرج عنهم.
أ ف ب